أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - أتذكرُ لأنسى!














المزيد.....

أتذكرُ لأنسى!


عبدالكريم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


أمارس لعبة اللجوء الى الذاكرة يوميا. لعبة استذكار فذة. أظنني لا ألعبها لوحدي، ولستُ الوحيد الذي يحتمي بكرمها، ويتلذذ بتلك السهوب، السهوب التي جعلت من ذاكرتي أعجوبة، ثم أحالتها الى مزار!
أراني منصفاً لنفسي في هذا الطقس الباذخ، ربما نادراً ما أشعر بذلك، لكنني على يقين أن هذه اللعبة بالذات سأبدو فيها منصفا.
هو سعيٌ لجذب العالم كله، تدفق حسي من سلالات الخيال الخفيفة، متغيرات تعانق انفعالات صامتة لتوصلني الى النقطة الحرجة، النقطة التي يتماهى فيها النهار مع الليل فيضيع الخيط الفاصل بينهما.
لا تنتمي لعبتي هذه الى يأس، ولن يزعم التشاؤم أنها من عوانسه، على العكس تماما. هي تشبه الموت الحراري، سيناريو هذا الكون المفتوح الذي سيستمر في التوسع إلى اللانهاية حتى تنخفض الحرارة فيه ويغدو أكثر خُلوُّاً وبرودة. هو يموت حرارياً بينما ينخفض في صدري الضيق، وتبتعد عني شظايا الرعب ومنغصات العيش وفساد الأمكنة. أظنني أساويه في المقدار وأعاكسه في الاتجاه، وقد أبدو أفضل منه، وفي ذلك انقلاب في خاصية حواسي التي توجه عملية الخلق وفق رؤية غير تقليدية.
سأباشر من الآن بتذكر "سمكة همنغواي" و"خامسة بيتهوفن" و"تفاحة نيوتن" و"مركب رامبو السكران" ورسالة "فيجنشتين المنطقية" و"مواكب جبران" و"تحول رورتي اللغوي" و"تجليات هولدرين" و"اعدام لوركا" و"صلب الحلاج" و"مادية كارل ماركس التاريخية" و"خيبة صموئيل بكيت بسبب قهقهات الجمهور خلال مشاهدتهم لمسرحيته، شديدة اليأس، بانتظار غودو"!
سأتذكر نهاية "أنّا كارنينا" وسحر "ليلة لشبونه" و"جحيم باربوس" و"موت توماس مان في البندقية" وحوارات "الاخوة كرامازوف" وجريمة "الغريب" الغريبة، ومأساة " غاتسبي العظيم" و"صخب وعنف فوكنر" و"صرصور كافكا" والخنجر الذي يغرسه البطل في رواية "الياطر" وسخرية الرجل الغامض من غرور بطل "موسم الهجرة الى الشمال" العائد تواً من الغرب، وآخر جملة يطلقها بطل فيلم "الفراشة": ما زلت حراً أيها الـ....!
سأبحر مع "بحة داخل حسن" و"نواح سيد محمد" و"بنفسج ياس خضر" و"الأوله في غرام أم كلثوم" و"جندول عبدالوهاب" و"ربيع الأطرش" و"فاتت جنب عبدالحليم" و"صباحات فيروز" و... سأكتفي أخيراً بـ "غمزة سميرة توفيق".
ألم أقل لكم أنني منصف في هذا الطقس الباذخ؟
في ظني أن "السياب" كان منصفاً أيضا حين كتبَ ذات مرة إلى صديق له:"لم أعد أخاف من الموت، ليأت متى شاء، أشعر أنني عشت طويلا. لقد رافقت جلجامش في مغامراته، وصاحبت عوليس في ضياعه، وعشت التاريخ العربي كله، ألا يكفي هذا"؟
أظنه يكفي يا بدر.



#عبدالكريم_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينبغي اعادة تعريف -المكان العراقي-؟
- كم أكره القرن العشرين – معلقة بلوشي
- -كامل شياع-.. معزوفة وطن
- قصة قصيرة.. صدمات مرحة
- قتلك حلال شرعا
- أسردُ وطنا حتى لا أموت
- في الآذار الشيوعي العراقي
- بيوت شيوعية مشبوهة
- نكتة سياسية
- لهذا.. أنا بصراوي للأبد!
- مسيرة بغداد
- المترجم -چِكَّه-
- الحلم السردي.. سياحة من الغرائبي إلى الواقعي
- عيد كوليرا
- خريج يبحث عن وظيفة
- خمس قصص باكية جدا
- في لحظات رحيله.. في بدء الفراق -عادل قاسم-.. صورة عراقية لمس ...
- البصرة.. أم السرد
- -31- آذار.. نبض -الآخر- الجميل
- الشيوعي بلوى!


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم العبيدي - أتذكرُ لأنسى!