أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائف أمير اسماعيل - جمهورية المطاط














المزيد.....

جمهورية المطاط


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 14:13
المحور: كتابات ساخرة
    


أعاب اغلب العراقيين على صدام عندما قال مرة بما معناه (ان القانون عندنا مثل المطاط) .. ولأن الأغلب هذا وأنا منهم كنا نعلم ان مطاطية صدام كانت تعني انه فوق القانون، وانه يتلاعب به وقتما شاء واينما شاء و(مال مايشاء) من أجل اغراضه الشخصية مع بعض الاستثناءات المزاجية للصالح العام، وليس المقصود بهذا القول تعديل القوانين بشكل فاعل ومؤثر وسريع كي يكون باكبر مساحة عادلة، وبما يتوافق مع حالات الطواريء والمستجدات التي يحتاجها المجتمع العراقي.
لكن في الحقيقة، هل كان صدام نموذجا شاذا في مطاطيته، أم هو قد مثل بتطرفه المطاطي حالة اجتماعية متوارثة أو على الأقل موجودة في شخصية الفرد العراقي؟.. بل هي ممارسة بالفعل في المسميات و(القدوات) وحتى المؤسسات الحكومية منذ زمن بعيد وبقيت تمارس لحد الان؟
بل حتى في القوانين، أوتطبيقاتها من قبل الهيئة العدلية.
ففي الكثير من قوانيننا ترى البصمات الشخصية والفئوية والسياسية المطاطية واضحة.
الكثير من المحققين عندنا يمط بقدر وباتجاه الرشا المقدمة له ..
الكثير من المحامين يحرضون ويحثون المتهمين في ان يكذبوا كي يدافعوا عن انفسهم .. وبكل مطاطية.
الكثير من القضاة يتمعنون الى ماهو خلف المتهم وماهو خلف المادة القانونية ،أين تكمن مكامن القوة والضعف، وكيف يمط كي يخرج قرار الحكم مقبولا عندي القوي، حتى لو انه يعرف انه بداخله قد ظلم بقراره، ناهيك عن الكثير الكثير من حالات الرشا ..
كثير منهم قنن لنفسه: أن الاوراق التحقيقية شيء، والضمير شيئا آخر، وليس شرطا ان يتطابقا في الحكم.
الكثير منا يتذكر (رجل الدين) (المطاط) عبد الغفار العباسي عندما كان يقدم برنامج (ديني) يرد فيه على استفسارات الناس.. مرة سألته امرأة: زوجي يأمرني ان اقدم له (المزة) مع الخمر ويهددني بالطلاق اذا لا افعل ذلك فما رأي الدين، فيردها ضاحكا: شكو بيها اذا تثرمين اله شوية خيار وطماطة .. احسن ماتطلكين.(في الحقيقة انا سمعت هذا من الناس وقتها ولم اشاهد تلك الحلقة).
لكن، قارنوا مطاطية هذا الرجل بالقياس لمطاطية الكثير من) رجال الدين) اليوم..تلك المطاطية التي على الأقل جعلتهم يخالفون الحديث الشريف( الساكت عن الحق شيطان اخرس).. بل منهم هو من افسد بأكثر من عبد الغفار ذاك.
والمتدينون عندنا بشكل كبير يفهمون الدين انه مطاط لصالحم، وغير مطاط لصالح غيرهم..الكثير منهم في الحقيقة سفسطائي الحكمة، برغماتي التأويل والتفسير لاحكام الدين .. يحلل لنفسه مايحرم لغيره. وهو من الممكن ان يكون رجل دين ورجل سياسة وشيخ عشيرة وقائد عسكري ورجل أعمال وحرامي ومغتصب لفتاة في التاسعة من عمرها كما شاء وشاء له الهوى.
ورجل السياسة عندنا مطاط أصلي.. هو.. (هيفيا برازيلنس) ألبرازيلية التي تعد أفضل انواع المطاط في العالم. فهو يمد يده للسلم والحرب في آن واحد.. للاشتراكية والرأسمالية في آن واحد.. للطائفية والمدنية في آن واحد .. يد ترفع للويل من الفساد، ويد تسرق في آن واحد.
والدستور عندنا مطاط.. مطاط مع الوان الطيف العراقي.. مطاط في ان يتسع قلبه لكل من تسول له نفسه لتخريب العراق دون حساب.
منصب رئيس الوزراء عندنا ولدورات ديمقراطية توافقية مطاطية، مطاط في كل الاتجاهات .. مع الكل وضد الكل ... مع جزء ضد جزء .. لانه تمطمط من مجموعة احزاب مطاطة في شخصياتها وبرامجها.
مجالس المحافظات مطاطة، فهي حزبية وطائفية وقومية وعشائرية وشخصية ، وعصابات مال في آن واحد.
اقليم كردستان مطاط، فهو فيدرالية . وكونفيدرالية .. ودولة مستقلة .. ودولة قومية عابرة للحدود العراقية كيفما شاء.
ومن الشعراء عندنا ماهو مطاط.. مطاط في شعره .. مطاط في المعنى بقلبه.. فلا مفراس ولاغيره يستطيع تخمين معناه لو صور قلبه.
والكثير الكثير من الفن التشكيلي مطاط في تشكيله.. تشكل انت معناه عندما تمط في تفكيرك .. هذا ان فهمته طبعا.
وهكذا .... أينما وليت وجهك ترى المطاط والمطاطية، حتى لنا الحق ان نقول وبكل مطاطية اننا جمهورية المطاط،لا جمهورية العراق.



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة الكلاب
- حقيقةالأحلام - محاضرة القيتها في قاعة علي الوردي - المتنبي ي ...
- بيضة النسر الكبير
- تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
- بارا .. بيوتي .. لوجي
- ميتا...كون
- محاضرة اختراق حاجز الموت
- كرة بيضاء
- يدُ الحياة
- عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس ...
- ضوء أنثوي
- معادلات الزمن الصعب
- الفلسفة المطلقة
- يوم الحلم البشري
- جذور الجدل
- من غرائب (الكفر)
- أشقاؤنا في السماء
- بريء
- باراشيطانلوجي
- نظرية الأوتار الفائقة من منظور الفلسفة العلمية


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رائف أمير اسماعيل - جمهورية المطاط