أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - قصة قصيرة مع مداخلة شعرية خلّابة للدكتورة الشّاعرة فاطمة الزهراء زين














المزيد.....

قصة قصيرة مع مداخلة شعرية خلّابة للدكتورة الشّاعرة فاطمة الزهراء زين


عماد نوير

الحوار المتمدن-العدد: 5820 - 2018 / 3 / 19 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


من مخلّفات الحرب
إلى ضحايا العراق في زمن الاستبداد و ما أفرزه من تداعيات...

((رسالة من العالم الآخر))
منذ أن تفتقت ستائر الظلمة، معلنة ولادة ضياء حزين جديد، و أنا أجوب أرضاً موحشة، تتنفّس رائحة الموت البعيد، و عفن الخراب، ينقلني سرابها من آثار موقعة إلى آثار أخرى، و كلما اقتربت من ضالتي، و همّمتُ بإخراج عدّة الحفر، تنزلق بي أقدام الذاكرة إلى زمن الحرب، هذه الأطلال التي جرفتها سيول الأمطار شواهد سواتر أرهقتها القذائف الثقيلة الشرهة إلى تفتيت كل صحيح، و اكتسبت ديمومة بقائها في الحروب من دماء المستترين خلفها، و كأنها تشي بهم إلى الأعداء، و تمتصّ دماءهم النازفة بأنيابها الخياليّة المتعطشة، مثل زومبي يجوب الأرواح المتساقطة حين تمطر السماء شهبا و حمما و نيران وقحة، هنا، أو هنا ، أو ربما هنا، كان موضعي الذي أنقذني انهياره و وقوعه عليّ ذات مرّة، و إخفائي عن أعين المهاجمين الذين اكتسحوا الدفاعات، لحظة غفلة في احتفالات لنصر لم يكتمل بعد، لأعود بمعجزة تزجّها السماء من حين لآخر، رأفة بخمسة أطفال، أكبرهم لا يفقه بعد معنى كلمة حرب!!
مازلت أتنفل متخيرا مكانا يخفيني و ضحيتي عن عيون الله المتوعدة!! في منخفض أنزلت جثة ضحيتي، أبحث في السماء عن الدليل التقليدي، نعقَ معلنا قدومه المستفز، و قد أعيته كثرة الزيارات، و ازدحام جدول أعماله بحضور حفلات القتل في كل أصقاع المعمورة، و التذكير بدفنها، و غالبا ما يُفلح بإقناع المنفذين، أرسلتُ إليه نظرة توحي بالاشمئزاز، و إشارة تفيد بأنه قد زارني قبلا و أعلمني ما أنا فاعل، أدرك المغزى، و انتقل إلى مجرم آخر يتفكّر بإخفاء معالم صنيعه.
انقضّ معولي ليعانق خصوبة المدفن، تعالت الشمس لتشهد على إجرامي، فهذه الأرض الشاسعة قادرة على دفن آلاف الجثث لكنها عاجزة عن إخفاء جريمة واحدة، حفرتُ بهمّة الباحث عن كنز ثمين، عثرت على بقايا جثث دُفنت على عُجالة، أو دفنت بلا احترام، يشوبها فوضى الاختلاط المريع، انتقلت إلى مكان آخر، قابلتني نفس الجثث، أو كأنها، و بالطريقة نفسها، طمرتها و هربت كصعلوك جبان، و تتكررت الحالات، و جريمتي فاحت رائحتها، حفرت و معولي يتراقص موغلا بضرب الأرض، فتتطاير معه بدلات كاكية قريبة من سطح الأرض، تجرأت عوامل الطقس على كشفها، تملّكني الذعر، و بتُّ أتوسل بمكان قد يكون لمرقد ولي صالح، لم تطلّه يد الحرب المجنونة.
أكملتُ حفري بعد أن استأذنت ما تبقّى من جثة واحدة، تكاثفت هذه الجثّة دون أن تحمل رعبا، سألتني عن سبب قتلي لضحيتي، خنقني ريقي، و تعثرت بكلماتي، و تجرأت: هو يستحقّ القتل، قتل شبابي، و ساند الظالم، و سلبني حبّي، و أنت أتشعر بالظلم؟؟
قال: أرى قاتلي كل يوم، يجترّ ظلمه و يتقيأ موبقاته.
يبدو أن الظلم له قدرة المتابعة لضحاياه أينما كانوا، أرعدَ و أربدَ، و عصفَ و قرّرَ أمرا، لا أدري من أي جهة قدمت عليّ هذه الزلازل المجلجلة و المرجفة للأرض، لكنني أدركت أن الزوبعة القادمة، قد وقفت على غايتها و نزل منها مسوخ، قردة، علوج، طوّقوا المكان، انهال الرصاص من كل جانب، تسابقت رصاصاتهم تنهش كل شيء حيّ فيّ، هويتُ في الحفرة و عيوني تنظر إلى ضحيتي التي نالت منها الشمس، ضحكت الجثة القديمة، قلت: هذا الذي قتلك و قتلني و قتل نصف بلدي، عادت الزوبعة كرياح عاتية محمّلة بروائح نتنة، أفرغوا ما بقيّ لديهم من ذخيرة في جسدي الممزق..
هتفتُ بأعلى صوتي: يا لظلمكَ، تقتلني حتى و أنا في عالم الأموات..

عماد نوير
----------------------------
الدكتورة الشّاعرة فاطمة الزهراء زين


القصّة التي تُكذّب اسمها...
قصّة بمُجلّدات ألم بكتبٍ من الحقائق ..
أحببتها مذ قرأتها أوّل مرّة ليس لأنّها محكمة السّرد لا..
ولا لأنّها متقنة المخارج مخارج الألم..

أحببتها لأنها عراقيّة على لسان جنوبيّ رواها بقلبٍ من حسرة أخذتني بعيداً جدا هناك لفوهة بندقيّة غادر و مشنقة ظالم و دمٍ سقى الأرض حتى أتخمها عزّةً..

ياحِنطةَ الوجَعِ المُرَغَّفِ بالدِّما
حزنٌ فُراتيُّ الدِّموعِ يُزاوِلُك
قرآنُكَ الشُّهَداء يعزِفُ (هل أتى)
حينٌ من الدمعِ العتيقِ يُسائِلُك
أيامُكَ السَّياب ،ليلُكَ حيدرٌ
موتٌ حُسينيُّ النزيفِ يُحاوِلُك
يقتاتُكَ الترحالُ غيمَ طفولةٍ
والصمتُ في أفُقِ الرحيلِ يُغازِلُك
ربَّيتَ حُزنَكَ مُذ تناءَت زينبٌ
للآنَ كالطِّفلِ العنيدِ يُجادِلُك
في جرفِ دجلتَكَ الربيعَ زرَعتَهُ
لكنَّ موسِمَكَ الذبيحَ يُماطِلُك
فأقَمتَ في جرفِ الدموعِ مواسِماً
غجريةً كأسَ الهمومِ تُنادِلُك
آثرتَ تُقرِضُ للبحارِ سواحلاً
لكنَّ أشرعةَ الضياعِ تواصِلُك
كُلٌّ أتاكَ من البعيدِ بتيههِ
حاكت بهِ الليلَ الطويلَ مغازِلُك
جاؤوا يلوكونَ الصباحَ بليلِهم
ماهمَّهم في الأفقِ بانَ تآفلُك
إذ ينظرونَ إليكَ قصعةَ سَبقِهم
فرأوكَ مأدُبَةً وكلٌّ آكِلُك
فأبيتَ إلا أن تكونَ فراتهم
أكَلَت عِجافَ الطامعينَ سنابلُك
يايوسفيَّ الأهلِ بئرُكَ غيمةٌ
فعَلَوتَ ماءً إذ رَماكَ مُشاكِلُك
وسقيتَهُم ما إن رأيتَ عِجافَهُم
خبزاً عراقيَّ الوجوهِ أنامِلُك
إلا يتاماكَ استفاقَ نشيدُهم
(يادجلةَ الخيرِ) المؤجَّلِ حاصلُك
باتوا على وجعِ السنينِ تزورهم
حلماً رماديَّ النزوحِ قوافِلُك
وتقدُّ ليلَهُمُ المُسَهَّدَ خيمةٌ
عبثت بها ليلَ الشِّتاءِ معاوِلُك
أفهل يُغيثُ المتعبين صباحُهم؟
أم أنَّ ليلَكَ والسراب يطاوِلُك

تحياتي. ...
والقصة بالنسبة لي فائزة و متوّجة🌹



#عماد_نوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان من مذكرات ميت
- قراءة في نص ومضي بعنوان ((خيبة)) للدكتورة الشّاعرة فاطمة الز ...
- ققج بعنوان ((انقلاب))
- القصة القصيرة جدا إبداع و متعة
- قراءة في ققج (اكتناف) للدكتورة الشّاعرة فاطمة الزهراء زين
- صور من بلادي/ ققج
- مقاربة نقدية في نصّ قصّصيّ
- مقاربة نقدية


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد نوير - قصة قصيرة مع مداخلة شعرية خلّابة للدكتورة الشّاعرة فاطمة الزهراء زين