أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - التبول الاحتجاجي














المزيد.....


التبول الاحتجاجي


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التبول الاحتجاجي
قرية تركية هبط عليها وفد رسمي ذات يوم ليبشرأهلها ان دولة صديقة قررت ان تهدي القرية نفقا للمشاة .هو اخرما تحتاج اليه القرية التي لم يكن بها سوى شارع رئيس واحد ،لم يفهم اهل القرية لغة الوفد لكنهم صفقوا لهم بحرارة .بعد اسابيع جاءت الالآت الضخمة وبدأت بالحفر في وسط الطريق .أعتقد الاهالي في بداية الامربأنه سيتم بناء مستشفى او مصنع او بئر بترول .بعد اشهر من العمل فوجئوا أن كل هذا العمل لم يكن إلا نفق للمشاة فتسألوا :ماذا يعني نفق مشاة ؟فأجيب إنه نفق تدخل من طرفة لتخرج من الطرف الاخر .قام اهل القرية بعبور النفق مرة واحدة فلم يجدوا به شي جديد. فقرروا انهم لن يعبروه ثانية وتم منع عبور اي شخص منه ،حتى النساء منعت ابناءها من العبور منه ،لتحدث مقاطعه عامة للنفق . رغم اغراءات المسوؤلين وحديثهم عن مزايا النفق الا انها لم تجدي نفعا بتغير قناعات الناس بعدم عبور النفق . ذات مرة شاهد الناس مجنون القرية وهو خارج من النفق بعد أن تبول به .فبدأ الجميع باستخدام النفق كدورة مياة ، هدد المحافظ بمنع دخول اي احد به، وقرر وضع حراس لمنع الناس من التبول داخل النفق.مما زاد عناد الناس واصبح من مقياس الرجولة هو التبول بالنفق ورغم استخدام العنف إلا انه لم يمنع الناس واستمروا بذات العمل .ذات يوم يزور القرية مندوب الدولة الصديقة التي أهدت النفق للقرية لتفقُد رمز الصداقة بين البلدين حاول المحافظ ان يمنع المندوب من زيارة النفق لكن دون جدوى.عندما وصل المندوب الى النفق كانت روائح الخبيثة تزكم الانوف .وجد النفق ممتلىء بالقاذورات. ثم قال لمدير المنطقة (لم ارى بحياتي احتجاجا بهذا الشكل سأحكي هذا الامر في بلدنا عندما اعود ساقول لحكومتنا أن شعبكم ناقم علينا وهم يعملون خروجهم فوق منشاتنا معبرين عن احتجاجهم علينا ،هل وجهه احد منكم لهذا العمل ام ان شعبكم اخترع هذا الشيء بنفسة .
يترجم هذه الرواية بلال فضل من الادب التركي .حيث ان الرواية كتبت في زمن حكم العسكر في تركيا.تحمل الرواية رسالة احتجاج سلمي وصرخة ضد الظلم الذي يتعرض له ابناء بلده من فساد وسؤء استخدام للسلطة ،كذلك سرقة حقوق الناس من قبل الحكومة أنذاك .في زمن حكومة العسكر التي تحكم المجتمعات من الصعب على أي انسان أو مثقف بالاحتجاج ضد الساسة التي تتعبها الحكومة ،حيث يتعرض للاضطهاد او السجن وبالاغلب القتل .لذلك قام العديد من الكتاب والادباء بتعرية أنظمة الحكم الفاسدة من خلال الادب الهادف،الادب الذي يحاكي معاناة الناس وهمومهم معرياُ فساد الانظمة وعهرها حين تلبس جلباب الشرف حاملاً راية الدين . بحجة صيانة البلد من الفساد والتهديد الدائم لابناء الشعب بوجود اعداء هدفهم تخريب بلدانهم .قد تختلف وسائل الاحتجاج حسب طبيعه الانظمة لكن يجب أن يبقى صوت الانسان عاليا رافضا لكل ظلم كاشفا لكل فساد حتى لو كان على طريقة اهل القرية بالتبول على رؤوس الفاسدين والبصق بوجوهم في كل مكان يذهبون اليه تعبيرا عن رفض وجودهم ،وعدم الترحيب بهم في اي مكان يذهبون اليه.


ومضة :

إن كان هنالك من أمل , فالأمل يكمن في عامة الشعب , لن يثوروا حتى يعوا ولن يعوا حتى يثوروا.
جورج أورويل


اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملحدون بناة الحضارة
- المثقف والمتعلم
- شيخ التشيع الزرادشتي
- عودوا اطفالاً
- التصحر النفسي
- الحس المشترك
- الزواج المبكر لعنة الاديان
- دروس الشيطان الاكبر
- فضيلة المال
- رسول التسامح
- قارىء التاريخ
- البهلوان والسيدة العذراء
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا
- المسرح روح العصر
- ما الانسان


المزيد.....




- روسيا تشارك بمعرض الخليج العالمي للغذاء
- بوشكوف: المحادثات السرية بين بوتين وترامب -كابوس أوروبا-
- ماسك: الجنود الأوكرانيون يُزجون في المعركة من أجل أكبر مخطط ...
- وزير الدفاع الإيراني: نصدر المعدات العسكرية إلى 30 دولة في ا ...
- استطلاع رأي: 27% من الكنديين يعتبرون الولايات المتحدة عدوا ب ...
- السودان يستدعي سفيره من كينيا ويوجه انتقادات حادة للرئيس ولي ...
- المغرب.. سلطات مدينة العيون ترفض دخول برلمانيين أوروبيين
- -نيويورك تايمز-: ترامب قد لا ينسحب من -الناتو- لكنه يعمل بال ...
- الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع المستلمة لا تخص أسرانا
- تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حسن دايش - التبول الاحتجاجي