أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - العنكبوت الأرملة














المزيد.....


العنكبوت الأرملة


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 14:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ مدة يتملكني هاجس التفكير بسلوكيات هذا الكائن ، ذلك التصرف الغريزي الحتمي والمُحكم يأخذ عقلي، ألاحظ أنها ليست كبقية الحيوانات ذات السلوك المباشر التقليدي من حيث رد الفعل فحمار الوحش أو الغزال يدفعان حياتهم ثمنا لخيارات سريعة وغير مدروسة فيقعان طعاماً للمفترسات الكبيرة ، مع الأرملة الحكاية مختلفة إذ كل حركة أو سلوك تقوم به يكون واعيا ومنضبطاً وبغاية الدقة ، فهي تنتظر وصول الضحية لشبكة الأمان الخالد التي تنسجها بأناة ورويّة ، هي لا تهادن ومتصالحة تماماً مع غريزتها القاطعة حيال من يحاول الإعتداء على أمنها التاريخي الخاص أو الإقتراب منه وسيدفع ثمن غلطته أو جرأته مثلما يحصل مع ذَكرِها
يأتي الذّكر الذي يغامر بمصيره كي يلعب لعبة تعبّرعن مغزى حياته لعبة تحدّي عبثية مع الأنثى التي سيكون على الأغلب غذًاءً لأطفالهما هناك في أحشائها ، بالنسبة للذكر الدخيل يبدو أنه يتحدى نفسه أكثر من أي شيئ أخر -إنه يلاعب الموت فيما الانثى ليست إلا مادة لهذا التلاعب - بالفعل هذا الذَكرالمستميت التواق مغامر من الطراز الأول
في سلوك الأرملة ليس ثمة تصرف مجاني لا فائدة منه والمبهر في قوة سلوكياتها يكمن بكونها لا تغفر لمن يدوس على عالمها وطقسها المتين فالزوج سَيؤكل بعد أن ينجز مهمته الجنسية التي يتوق إليها رفقة قاتلته في حال إرتكب أي هفوة أو في حال لم يكن في يومه في خضم محاولة الهرب التي سيقوم بها وبدورها الأرملة لن تنسى أنه دخل عالمها بالرغم من كل ما جرى بينهما لاحقا من ملاطفات وجنس ، هنا النقطة الحاسمة لما سيكون -تعدّي أحد ما على عالم الأخر- ، بالمحصلة الذّكَر إرتكب الخطأ المميت وليس من عِشرة بالنسبة للانثى تعوّض ضرورة حفاظها على غريزة البقاء
العنكبوت ملك الحشرات وزعيمها التقني فأثناء الصراع بين عنكبوتين لا يتم التصادم المباشر المميت إلا بعد نفاذ كافة الخطوات التكتيكية بكامل دقتها وجمالها
ما ألحظه في منظومة الكائنات المتحركةٌ التي نحن جزءٌ منها هو أن الحشرة متمسكة بغريزتها أكثر من أي كائن أخر إذ تُظهر الحشرات تفوقها من ناحية إنسجامها الكامل المتقشف مع غريزتها
أحيانا أشعر بأنها تعرف أنه من السهل قتلها لأنها صغيرة أكثر من اللازم *كم هي رائعة هذه المخلوقات التقنية الصغيرة *
بالنسبة لصراصير المطبخ الصغيرة لديهم قدرة كبيرة على الإستفزاز الذي يجعلك تَهم لقتلهم إنهم ماكرين سريعين وشهوانيين ،
نحن لدينا نفس غطاء الحماية القريب من معنى تلك شبكة العنكبوت
في عالمنا ثمة فسحة للتفاوض والمقايضة -ثمة مكان للتحالفات بين أشخاص لديهم نفس التوقد والسطوة ، ليس ثمة أقدر من الإنسان في الدفاع عن أمنه وهو اعظم من تلك الأرملة ،إذ يسمح لنا عقلنا المميز إبان الشعور بالتهديد والخطر وبسبب تأثير البيئة ونزعة اللجوء الإجتماعي بأن نُرجع غطاء الحماية ذاك إلى الخلف قليلا إلى حدّ مسموح إلى أن تتفاقم الخلافات مع الذي يقترب من أمننا فنعيده مرة أخرى إلى الخلف قليلا ذلك لأن السلام مع الأخر غالي بشكله العام حتى لو كان مزيفاً إلى ان تنتفي إمكانية التراجع فتصبح الأذية مشروعة وحاسمة وتغدو تراجيديّة لا رحمة فيها وبالتالي يصبح تصرفنا قريبا من تصرف الأرملة السوداء وعندها سأفتك بخصمي أكثر من أي وقت مضى ،وهذا ما سيقوم به أكثر الناس صدقاً وخيراً عندما يقع التناقض وتصبح المواجهة قدر لا مفر منه ، ربما لا يفعل ذلك بنفسه وإنما مريديه أو أن يطوّع أناسا للقيام بذلك ، فغطاء الحماية ليس أمرا للمزاح و المناكفة .
الشخص منّا يتصارع مع الشرط الذي تسبب بوجوده –مع الظرف الذي جعله يعيش ويتنفس
-الفرد يخلق قِيَمهٌ لا لكي يؤمن بها تماماً وإنما كي يتصارع معها ومن ثم يطلب الفناء بجانبها .



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شِعر حُر- الحياة غريبة والجمال بسيط
- النظرة العكسية للِنتَاج الإنساني
- المثليين بين الإضطهاد التاريخي وعُقم النظرة *الأخلاقية* :
- شِعر حر - * من ديواني عواطف الشرق -سمفونية الغزل *
- قصص قصيرة جداً
- ثورة ضد الحكومات * الفصل بين الميلشيوي والثوري
- شِعر حر -مذكرات عام 2008
- من الثورة السورية إلى الأزمة الأخلاقية الكبرى :
- في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!
- حقيقة الشعور الثوري ووهم الجاذبية السياسة :
- الإلحاد بوصفه قيمة -من كتاب *الحوارالعظيم*
- غرابة الفرد ومفهوم الحضارة العاكسة:


المزيد.....




- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - العنكبوت الأرملة