|
يوميات معيدي بالسويد هذا الارنب يشبهني
شبعاد جبار
الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:27
المحور:
كتابات ساخرة
سألت نفسي كثيرا لماذا هذا الحزن..وعلام كل هذا الوجوم اذ تلقيت خبر موته وخصوصا اننا ألفنا الموت واصبح لنا نحن العراقيين بمثابة شاطئ الامان الذي نطمح الوصول اليه للتخلص من مآسي الحياة التي مافتأت تدق ابوابنا نفر ا نفرا..وعدت لاعنف نفسي من جديد "انه اعرفج تردين جنازة حتى تشبعين بيها لطم" ولكن هناك شئ ما يربطني به هناك رسالة ما يريد ان يوصلها لي بموته ومغادرته الحياة .. قد يكون هناك تشابها بين حياته وحياتي حيث انه هو ايضا زرع في ارض غير ارضه فلم يحتمل "طق ومات "يا لقوتي وصلافتي وانا بعيدة عنك ياعراق والامل في العودة اليك مثلما انتعش فجاة خبا ايضا وترك حياتنامظلمة.ة وحتى لااطيل عليكم وخصوصا انه مر ثلاثة ايام على سماع النبا يعني الامور الان تقدرون تكولون زينة وانا ايضا اخذت قسطا من الراحة استطعت ان التقط انفاسي لاعود لكم من جديد وشعرت انه من واجبي ايضا ان اخبركم به "مو علمود تعزون السيد شيل" لا ولكنكم عاصرتم قصته وعرفتموها اعزائي يؤسفني ان اعلمكم بنبأ وفاة الارنب برنس منذ يوم الاثنين الماضي اعلن هذا النبا السيد شيل وانطلقت الاهات والحسرات و! صعدت الزفرات ولاول مرة انتبه ان قسمنا يضم العديد من النساء ربما اكثر من الرجال يمكن انتبهت لان يوم المراة العالمي كان اليوم الذي يليه ويمكن لان النساء ابدن تعاطفا اكثر من الرجال لموت الامير الصغير مماحدا بي الى استغلال الموقف واعطاءهم درس عملي في الترادشون=عاداتنا ..فبحثت عن لطمية في قصائد امي لنقيم العزاء لم اجد في الذاكر ة شيئا ما"اللهم الا هبت ريحة الفنطاز جنها زعفرانية يللا تفي بالغرض لاهمه ولا انه افتهم شنو معناها لكنها موشومة بالذاكرة من احدى المعزيات" طلبت من الفتيات ان يقفن صفا وينثرن شعورهن لينفحن بها ويصيحن احا اويلي عليه مالحق يشوف شئ كانت الفتيات يقلن اها بطريقة سويدية محببة وقررت ان اشرك الرجال فعملت "من البستيك=ملاعق وشوك يعج بها مطبخ القسم" زناجيلا فقط ليشعروا الرجال بالمشاركة فوجئت باحدهم واسمه بيتر وكان اصلعا يجلب سكينا طويلة من المطبخ انا خفت كنت اظنه معترضا على اسلوبي في العزاء ولكنه بدا يضرب به راسه سالته من اين لك هذا يارجل قال تعلمته من المظاهرة التي حدثت قبل ايام في مدينة مالمو والحقيقة اعجبتني هذه الطريقة الجديدة في المظاهرات شكو بيها احنا ندوّر على م! جتمع متعدد الحضارات وانتم طريقتكم في التظاهر فريدة من نوعها قلت له لا هذه طريقتنا في النواح على الميت نلطم الصدور ونشق الجيوب ونعفر الراس بالتراب قال ولكن مظاهراتكم ايضا ما يشبه العزاء دك ولطم تقدرين تكولين ليش والله العظيم ما اعرف ليش ثم انت تخلط الامور ليس كل عزاء نضرب به قامة وزناجيل قال ولكن كل مظاهرة تسووها عزة اليس كذلك, شحت بوجهي عنه يبدو انه لايريد ان يفهمنا ثم اني لم يسبق لي ان رايت احدا يضرب قامة كان ابي رحمه الله يمنعنا من متابعة ذلك اذكر اخي الاكبر كان يافعا وقتها اصر على الذهاب للفرجة فجئ به مغميا عليه..ة انتهت الفعالية على خير تعلموا السويديين منا مواكب العزاء ومواكب المظاهرات كان درسا عمليا نلت عليه الاستحسان وخصوصا اني شعرت بالاندماج اللي خاليلة وزارة كاملة على مود يدرسون احسن طرق اندماج المهاجرين بمجتمعهم الجديد.. وعدت من جديد اي اندماج هذا وهاهو الارنب لم يمضي عليه ثلاثة اسابيع في مكانه الجديد فقرر الرحيل الى مكان اخر قد يجد فيه راحة البال وطمانينة الروح مادام لم يستطع العودة الى بيته الاصلي عرفت الان لماذا شعرت بالحزن انه يحكي حالي وقد يتنبأ بمصيري الا وهو الموت سريعا في الغربة هل عرفتم لماذا انا حزينة...فزعت من فكرة المو! ت هنا بعيد تربة وطني وتربة ابي وامي يارب دعوت ان يطيل في عمري حتى اسوي سبارا=ادخر نقودا لعودة جثماني الى الارض التي احب.اا اعود لاقسم من جديد على صحة نبأ وفاة الارنب برنس الذي تركته السيدة العجوز"لمن لايعرف القصة" وان القصة ليست من تاليفي ابتداءا من ترك التانت له في حديقة الدار الى تبرع احدى الجارات بالاعتناء به لمدة اسبوعين ومن ثم نفضت يدها منه الى تحمل المحافظة مسؤوليته ومسؤولية ايجاد بيت امن له, الى تبرع السيد شيل بضمه مؤقتا"وليته لم يفعل"بانتظار قرار من الحكومة الموافقة على اقامته الدائمة ولكن جاءت النهاية الموت..استطيع ان اقسم لكم ايضا انها قصتي انا ايضا بكل خطوطها العريضة بانتظار النهاية اما الموت في الغربة كما البرنس او التعجيل ببناء البيت للعودة ..كم من الالوف منا من له نفس القصة قد يكون ملايين انا واحد منهم يشبهني الارنب في قصته الى حد بعيد في يوم ما حسدته على تاقلمه السريع واكيد هناك من حسده على صدور قرار الاقامة بهذه السرعة وخصوصا ان القرارات الخاصة بالبشر تاخذ ثلاث اربع سنين"وهو المسكين ما لابس خرزة زرقة معتمد على عيونه زرق.. يجوز هاي مو عيونه يجوز خال عدسات ! عباله الها نفس التاثير راح وطي" ا وجدت نفسي ذلك اليوم من اشد المتحم سين لمعرفة كيف ولماذا مات الارنب كما كنت من اكثرهم حزنا فوجهت من الاسئلة التي تحمل في ثناياها لوما شديدا للسيد شيل حول كفاية الاكل وهل المسكن لائق ام لا ربما لم يحتمل البرد.. لم اتعود ان اكون اكتيف=نشطة باجتماعاتهم الا هذه المرة نزلت علي اللغة بكل قواعدها وانا اطرح اسئلتي الحزينة وهربت منه الكلمات فلم يجد شيئا يعزيني به سوى قول"ربما كان جمّال=كبير بالعمر" ولكنكم لاتموتون هنا بسهولة قلت له متوسط عمر النساء عندكم77 سنة والرجال اقل بسنتين" اكيد حيواناتكم ايضا متوسط اعمارها مرتفعة انتم مسووين دراسة لو لا هالني انهم لم يفكروا بهذا اوصيتهم ان يفكروا بالامر جديا", واستمريت اقول له ليس لديكم سيارات مفخخة ولا عبوات ناسفة ولانيران صديقة او عدوة وامراض سرطان بالكثرة التي عندنا وبيئتكم تحاولون ترتبوها وتسلموهاكعروس عذراء الى الاجيال القادمة وماؤكم وهواؤكم وطعامكم و... ووووو هو "قلي هذا حسد لو شنو" استمريت مفتاح اللغة بيدي اليوم ,اصلا انتو التانت=خالة ماتقولوها الا لوحدة عمرها بالسبعين او فوق اما ام الستين تزعل اذا قلتلها تانت"وربما ستيجبك مثل ماري منيب" تيزا يارجل الطربيزة .."..هز كتفيه! الرجل مستغربا حماسي وسالني ماذا يقرب لك اجبته انا هو وتركته وانصرفت ليفسرها بمزاجه.ا كان القسم مفعما بالنشاط والحيوية ناس خارجة تفتيش وناس عائدة لتوها من زيارة واخرى تكتب تقاريرها على الكومبيتر وناس نزلت جوة تلعب رياضة اي اكتشفت اكو صالة للالعاب والتمارين الرياضية ليحافظ الموظفين على لياقتهم البدنية واكيد اكيد هناك دراسة على ان السماح بممارسة الرياضة يودي الى زيادة انتاج الفرد" ما تخلى" ولو اني بعد ما سالت عليها لكني استغربت وبيني وبينكم كيفت قلت بدل ما ادفع فلوس لغير نادي وما عندي وقت اروح اكظيلي ساعة ساعتين هنا جاءني الرد سريعا غير مسموح للموظف باكثر من ساعة فقط في اوقات الدوام الرسمي اما بعد اوقات الدوام او قبلها لك الصالة بكل اجهزتها.. سدوا نفسي انه اطلع الصبح ركض ركض اوصل الزغيرة للمدرسة يادوب الحق وارجع ركض ركض حتى اخذها وارجع للبيت لو بس يسمحولنا فد ثلاث ساعات اربع بالاسبوع كان كلش زين شوف طمع بني ادم .ا
#شبعاد_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات معيدي في السويد 6
-
يوميات معيدي في السويد
-
يوميات معيدي بالسويد
-
يوميات معيدي في السويد:يوم حزين آخر
-
يوميات معيدي بين سطر وسطر
-
يوميات معيدي في السويد_5-
-
يوميات معيدي بالسويد_4_
-
يوميات معيدي بالسويد -3-
-
يوميات معيدي بالسويد -2-
-
قصة الارنب السعيد والسيد شيل
-
صرخة بناتنا في الخارج ..من يسمعها
-
للمرة الثانية يصيبني الوجع
-
متى يحين الوقت للخطوة الاولى؟
-
ندفن نفاياتهم بصدورنا ونعطيهم ثمنا لذلك
-
دعها تقودك..فانها رفيقة ولطيفة
-
هل حققت الفضائية العراقية الهدف؟
-
معلومة عن التصحروالحروب ان لم تفدك فهي بالتاكيد لن تضرك
-
شئ ما يجب ان نفعله(2)ولكن ليس بخصوص البيئة هذه المرة
-
(معلومة ان لم تنفعك ..فهي بالتأكيد لن تضرك( 1
-
خطة لادارة الفضلات الصلبة والنفايات لاحدى المدن العراقية
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|