|
البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 01:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
كان الحوارُ الذي أجرته الأِم بي سي مع البابا تواضروس بداية مرحلة جديدة من المصالحة القبطية/السعودية، ورغم أن البابا كان حذِرًا في الحديث خشية سوء الفهم، فالسعوديون لن يُصَدّقوا عيونَهم؛ وأكثرهم يتصورون أنَ العربي لابد أن يكون مسلما، تماما كما لم يصدق العقيد معمر القذافي أن الكاتب اليساري الناصري غالي شكري، رحمه الله، هو عربي مسيحي.
حوار مهم ومثمر وكان المحاور السعودي ذو الابتسامة الجميلة والوجه المشرق صورة مشرقة للإعلامي السعودي الشاب.
كانت رسائل البابا تواضروس بعيدة عن الروح المنفصلة لشركاء وطن يختلط فيه المسلم والقبطي، فالبابا يتحدث عن مصر والمصريين، ويعرف أن استنارة ولي العهد السعودي لا تمنع تلاميذ الفتاوى المتعصبة في السعودية من تأويل الحديث، فالبابا محاط في مقره البابوي بصلبان في الجدران والملابس والمقاعد وهو أمر طبيعي في مصر القبطية منذ ألفي عام، والإسلامية/القبطية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.
كان البابا ذكيا في أجوبته، ولم يتطرق للموقف السياسي خشية أن يفقد محبيه من المنخرطين في هموم الوطن غير الدينية، وأشاد بالملك سلمان في زيارته للقاهرة منذ عامين ثم بالزيارة الشبابية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
طرح المحاور سؤالا عن دهشة زملائه الإعلاميين في الحوار مع بابا الأقباط، لكن البابا تحدث عن أن لكل وقت شؤونه، وكان يقصد فعلا أن التقارب السعودي من الأقباط جاء متأخرًا، وشرح أهمية الأقباط في النسيج المصري الموحد، وأنه لا يعقل أن يستضيف السعوديون ملايين من المصريين للعمل ومن بينهم أقباط لم تكن المملكة قد ضمتهم بدينهم لمصر وليس بتاريخهم فقط.
كنت أود أن يكون البابا أكثر حسما وصراحة في موضوع القدس، فالعتاب لقرار غير حكيم لا يكفي، ولو كان البابا شنودة، رحمه الله، في وقت التقارب السعودي/القبطي لكانت له تحفظات كثيرة وجريئة.
الأمر الثاني أن لغة البابا شنودة كانت أكثر ثراءً وتنوعا في مفرداتها وقدرة على التعبيرات بفصيحتها عن عاميتها.
ومع ذلك فالحوار ناجح بكل المقاييس، ومن يقرأ ما بين السطور سيفهم أن قرارًا سعوديا سيعوّض سنوات الجفاء ولكن ببناء كاتدرائية في قلب العاصمة الرياض يحتضن فيها الهلالُ الصليبَ، وتنهزم فتاوى التطرف علي يدي ولي العهد الأمير الشاب.
إن انتصاب كاتدرائية ضخمة في الرياض أو جدّة بمساهمة سعودية ستزيل الجرح الذي سببته مقاطعة المؤسسة الدينية المتشددة لأقباطنا، وقد فهم الأمير محمد بن سلمان أن المصريين عنصر واحد، ولن تفهم المؤسسة الدينية السعودية إلا بقوة وسطوة وسيطرة وحسم وحزم ولي العهد، فهو الملك القادم المؤسس لدولة التسامح.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 مارس 2018
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
-
كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
-
سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
-
لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
-
السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
-
تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!
-
كلنا في الانتخابات أصفار!
-
أنا والخليج .. الحبُ المُحرَّم!
-
حكايتي مع إيران!
-
البحث عن مصر!
-
رؤية جديدة لأزمة الخليج.. ماذا نفعل مع قطر؟
-
وداعًا مونتبلّو!
-
إنهم يدافعون عن عُش الدبابير!
-
إنهم يغتصبون الينايريين!
-
أدعو لترك الفلسطينيين وليس للتخلي عنهم!
-
إسماعيل هنيّة من جديد!
-
الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!
-
هذا إعلان حرب قطري ضد الإمارات!
-
العصبية لابن بلدي تُسقط العدل!
-
مواقع التواصل الاجتماعي .. الخلطة العجيبة!
المزيد.....
-
إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه
...
-
معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال
...
-
أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري
...
-
حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير
...
-
كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه
...
-
إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال
...
-
FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي
...
-
بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي
...
-
جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته
...
-
الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|