أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الجوفي - (صفحة من مذكراتي ..الليلةُ الممتعةُ المُرهِقَه)














المزيد.....

(صفحة من مذكراتي ..الليلةُ الممتعةُ المُرهِقَه)


عبد الخالق الجوفي

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 07:42
المحور: الادب والفن
    


في ليلةٍ من ليالي الشتاءِ الباردةِ كُنتُ عند أحد أصدقائي نتسامرُ ونتجاذبُ أطرافَ الحديثِ ... لم نشعرْ بالوقتِ إلا عندما هممتُ بالخروج ، عندها كانتِ الثانية ُبعدَ منتصفِ الليل , عرضَ علي المبيتِ ورجاني كثيراً فرفضتُ على أملِ ِإيجادِ سَيارةٍ تُـقـلُـني إلى منزلي فالمسافةُ كبيرة ٌ... بل وكبيرةٌ جداً..... وبالفعلِ ذَهبتْ.


كنتُ أدركُ إني لن أجدَ سيارةً في ذلك الوقت المتأخرِ إلا بصعوبةٍ وبعدَ طولِ انتظارْ ، لكني لم أتخيل أن إيجادها في ذلك الوقت ضَرباً من المستحيل ِ، لـِذا قررتُ قطع تلكَ المسافة ُسَيراً على الأقدام , فمررتُ من الشوارع ِالفرعيةِ اِختصاراً للمَسافةِ حتى وصلتُ إلى أحدِ المقاهي المناوبه ... عـِندَها كانَ قـَدْ بلغَ بيَّ الجوعُ مبلغهُ فدخلتُ وطلبتُ ما أسدُّ بهِ رمقي.


قررتُ البقاءَ حتى الصباح عندما انتابَني شعورٌ بالسعادةِ والمتعةِ كما لم أشعرُ بهِ من قبل... كانتْ أجملَ وأغربَ ليلةٍ في حياتي بـِرغم بـــردهـــا القارس ...فقدْ التقيتُ فيها بأناس ٍ لم يتبادرْ لذهني أن التقيهم في حياتي أبداً ...نـَراهم في الصباحِ ِكالمجانينْ ونعرفُهم كذلكَ ، لكني أراهـُم الآنَ في منتهى العقل..!!!


جلسَ أحدهم بـِجواري بعد أن سـَلـَم على المناوبِ في المقهى ... كانَ حافي القدمينْ ، أشعثَ الرأس ِأغبرهُ ، يرتـَدي ملابسَ رَثةٍ ومُمَزقهْ ،وطلبَ شَاياً وشَرِبهُ ، ثُمَ دفعَ ثمنهُ وذهب ... لم يحدثْ ذلكَ مَرةً واحدةً بل عِدةَ مراتٍ ومِنْ أشخاص ٍغَيرهُ تنطبقُ عَليهم نفسَ الأوصافِ تقريباً، كانَ مِنْ الواضحِِ معرفةَ ُالمناوبِ في ذلكَ المقهى لهم ، بل لعلهم من زبائنهِ في ذلكَ الوقتُ المتأخر ِمن الليل .


في حين أن آخرين يُخزنونَ القاتَ ويُدخنونَ بأنس ٍوانسجام ٍ، كأنما امتلكوا عالماً خاصاً بهم كالذي جَلسَ مُواجهاُ لي على نفس ِالطاولةِ مثلاُ...أثارني ما رأيتهُ فأخرجتُ أوراقي وبدأتُ الكتابةَ وذلكَ الشخص ما يزالُ مُواجهاُ لي والسجائِرُ تتعاقبُ على شفتيهِ ، وهو مُنهمكٌ في الكتابةِ أيضاُ... لم يُحسَ بشيءٍ حَولهُ ولم يَرفع نظرهُ من على أوراقهِ التي ما إن انتهتْ حتى طلبَ مني ورقهْ... أعطيتهُ وظللتُ أحملقُ فيهِ مستغرباً... لمحني وأنا على ذلك الحال فبادرني بسؤال ... هل ترسمُ شيئاُ ؟ ! ..


ـ أجبتهُ بالنفي ... هزَّ رأسهُ واستأنفَ كتابتهْ 0


وعندما بدأتِ الشمسُ تُرسل أول خـِيـطـَانـِها الذهبيةِ على الأرض جمعتُ أوراقي ورَحلتُ... كان ذلكَ أولُ يوم ٍأستمتعُ فيهِ بشروقِ ِالشمس ِبعدَ ليلةٍ ممتعةٍ مرهقةٍ أتمنى أن تتكرر ..

تمت.



#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُخرِيَة ُالأقدَارْ
- الحُلم الوَردِي
- صَدِيقِي والعِيد
- الملاذُ الأخير
- خلق روح الإبداع في الطفل
- جُرحِي الحبيبْ
- بَغدَاد
- جرحٌ بملامحِ إنسان قصة قصيره


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الجوفي - (صفحة من مذكراتي ..الليلةُ الممتعةُ المُرهِقَه)