أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - انتصار الميالي - المؤسسة التعليمية وخرق الدستور وانتهاك حقوق الطفل والمرأة في محافظة النجف















المزيد.....

المؤسسة التعليمية وخرق الدستور وانتهاك حقوق الطفل والمرأة في محافظة النجف


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 22:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ليس جديداً ولا بالبعيد عن واقع الحال الذي يتناقض مع كل التصريحات الإعلامية والخطب التي وجهها المسؤولين بالأمس القريب بدءاً من رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وصولاً لأصغر مسوؤل عراقي بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي وأعياد آذار التي لا يمكن خلالها إن نغفل حق المرأة بالمساواة في الحقوق الإنسانية.
كان الخبر صاعقاً على مسامعي حتى تلاشى أمام عيني أي بريق للأمل بالتقدم الذي ننشده على مستوى حقوق المرأة في كافة مراحل عمرها، وضرورة حمايتها وضمانها في العراق، رغم إننا اعتدنا على أطلاق الكثير من المبادرات السيئة والمهينة والتي تنتهك حقوق المرأة وتسمم الأجواء التي تحتفي المرأة بها بيومها وعيدها الأممي الذي يوحد الأصوات المدافعة عن حقوق المرأة كانسان لا يختلف في آدميته عن الرجل والتي لم يتجاوزها الدستور العراقي في (( ولَقَدْ كَرّمنا بني آدَمَ )) أي كلا الجنسين ( نساء ورجال ) كما أضاف في سطور ديباجته (على احترام قواعد القانون و تحقيق العدل والمساواة، ونبذ سياسة العدوان، والاهتمام بالمرأةِ وحقوقها، والشيخ وهمومه، والطفل وشؤونه، وإشاعة ثقافة التنوع، ونزع فتيل الإرهاب).
الحادثة وقعت في محافظة النجف ( الاشرف ) يوم الخميس 15 آذار 2018 في احتفال أقامته مدرسة البصائر الابتدائية للبنات في قضاء المناذرة وبحضور كل من رئيس مجلس محافظة النجف ( خضير نعمة الجبوري ) وقائمقام القضاء ومدير الناحية ومدير تربية المناذرة ومدير شرطة المناذرة وثلاثة من المشرفين التربويين بالإضافة إلى ملاك المدرسة ( الكادر التدريسي ) في المدرسة المذكورة أعلاه، وخصص الاحتفال لإجبار التلميذات في ( الصف الثالث الابتدائي ) على ارتداء الحجاب بهذه المناسبة وبحجة بلغوهن ( سن التكليف الشرعي ) وقد تم تنفيذ ذلك داخل المدرسة المذكورة، وخرجت التلميذات من المدرسة بعد انتهاء الدوام الرسمي وهن مرتديات الحجاب، هذا يؤكد إن مستقبل المرأة والطفلة العراقية لازال محفوفاً بالكثير من المخاطر والتهديدات التي تمس حقوقها الدستورية العراقية أولا قبل الحقوق الإنسانية العالمية ، وهنا لابد من الإشارة إلى إن هذه الممارسات تتناقض تماماً مع النص الدستوري الذي أكد على المساواة وعدم التمييز والحق في الحياة والأمن والحرية والخصوصية الشخصية وعدم تقييدها كما في المادتين ( 14 و 15 و 17 ) من الباب الثاني في الحقوق والحريات، كما أكد في الدستور في المادة (29) ثانيا/ الفقرة رابعاً ـ تمنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع، كما جاء في المادة (33): أولا لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة، الفصل الثاني (الحريات ) المادة (37): أولاً: ( أ ) ـ حرية الإنسان وكرامته مصونة، وثانياً : تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني، هذا فضلا عن تضمنه فقرات تحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، وما حصل هو عدم احترام لأي من هذه الحقوق وشكل من اشكال العنف.
كيف سيفسر المسؤولين هذا التصرف؟؟ في وقت يتطلب فيه الاهتمام بالمؤسسة التربوية لتكون حاضنة سليمة تكافح الأمية والجهل وتوفر التوعية والتعليم الصحيح لخلق جيل يكون قادر على التفوق والإبداع والابتكار لضمان تقدم المجتمع وتطور البلد.
علينا إن نتحدث بواقعية أكثر إن المرافق المدرسية اليوم التي باتت توظف للمصالح الشخصية وتخضع للرهان السياسي الطائفي المقيت والمحاصصة الحزبية التي نخرت المنظومة التعليمية ودمرت كل مقومات التعليم الصحيح فيها، وخلفت في نفوس الأطفال التمييز وكرست الكراهية والحقد بدلا من المحبة والسلام والإخاء والشعور بالمواطنة، وهي تُستغل أبشع استغلال لنشر ثقافات بعيدة عن القيم الحقيقية للأديان السماوية، وما حدث في مدرسة ( البصائر) ليس الفعل الوحيد بل إن مدرسة الأكرمين الابتدائية في محافظة النجف أيضا تقيم مديرتها ( نهاية العذاري ) مجالس للعزاء ( قراية ) في داخل المدرسة بالمناسبات الدينية الخاصة، إلى متى سيستمر التعليم بهذه الصورة دون متابعة ورقابة ومعالجات حقيقية، كيف سيفسر المشرفين التربويين موقفهم؟؟!
هذا الفعل وغيره يثير الاستهجان والكثير من المخاوف بسبب إصرار المسؤول العراقي على استغلاله منصبه في التجاوز وانتهاك حرمة المؤسسات التعليمية ( المدارس والاعداديات والجامعات ) بدلا من رعايتها والاهتمام بها.
هل تكليف التلميذات أهم من كل التحديات التي سببت في تراجع التعليم مثل التعليم الأهلي والدروس الخصوصية، وانحسار التعليم المهني ( الصناعي والتجاري والزراعي )، وهل هو أهم من توفير البنايات الكافية لاستيعاب أعداد الطلبة، واهم من توفير المرافق الصحية والاهتمام بالحمامات والماء الصالح للشرب، وهل هو أهم من توفير الكوادر الاختصاص بدلا من كوادر أفرزتها وجاءت بها المحاصصة الحزبية والمحسوبية والمنسوبية ، يبدو ان التكليف اليوم أولوية تسبق الاهتمام بالدوام الثلاثي ودمج المدارس ، ونحن أحوج للتكليف قبل الاهتمام بالجانب الصحي والاجتماعي في المدارس، وهو علاج لكل مشاكل التعليم من تسرب ورسوب وتراجع في نسب التفوق.
أنها مشكلة تحتاج إلى عقول نيرة تعمل على انتشال طفلاتنا من أفكار ظلامية لاتختلف في مضمونها عن الأفكار الداعشية في الإجبار على ممارسات قد لا يستطيع الطفل الصغير رفضها الآن بسبب قلة وعيه وعدم أمكانية مجادلته للكبار، وسرعان ما نراه يرفضها بعد وصوله لمرحلة من النضج الفكري والثقافي الذي لايتعارض مع احترام خصوصية المجتمع وعاداته السليمة، هي مشكلة يتسبب بها أفراد يفترض أنهم مسؤولين ورعاة صالحين هم أول من يحترم الدستور ويجسد نصوصه بأفعال وعمل جاد لأجل البناء الحقيقي للفرد والمجتمع.
ويبقى السؤال كم مدرسة تستعد إلى التهيئة والتحضير لتكليف الفتيات قبل تثقيفهم وتوعيتهم بشكل صحيح وكم صوت سوف ينعق ليكرس الأفكار المضللة، وكم صوتاً سينتفض رافضا لمثل هذه الممارسات الضارة، وكم إنسان تربوي مهني سيعمل على أصلاح التعليم ويبدأ بمدرسته، وماهي الإجراءات التي ستتبعها وزارة التربية لمواجهة مثل هذه الأفعال التي يفترض أن تمارس بعيدا عن المرافق الدراسية وهل ستكون الإجراءات المتخذة حقيقية وملموسة أم تصريحات نافية تكذب الأحداث وتبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر الاستسلام للأمر الواقع ؟؟!!



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم النساء
- ياابنة العراق أنهضي .. نحو المؤتمر الثاني للنساء المدنيات
- نَوافذ
- ثورة نسوية
- انا والقشلة وكتاب محطات في حياتي
- اليوم العالمي للفتاة مناسبة لإنقاذ مستقبل الطفلات في الدول ا ...
- الرصيف
- عيد شهيد
- وثيقة العهر السياسي تضع العملية السياسية في مهب الريح
- مَدينةٌ أنا
- أنحتُ أسمك
- المرأة العراقية والتحرير وساحات التظاهر والاحتجاج
- تعال أليَّ
- الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية
- الى روح الشهيد ( عمار الشابندر )
- دوران
- مديحة البيرماني ..... امرأة حلية ومشروع انسانية يستحق التعمي ...
- آمين بغداد المهندس نعيم عبعوب والوحي وسورة الفسفس ....؟!
- تحية نضالية الى رائف البدوي
- وحيدة في ليلة رأس السنة


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - انتصار الميالي - المؤسسة التعليمية وخرق الدستور وانتهاك حقوق الطفل والمرأة في محافظة النجف