لا تقتربي منّي كثيراً
ستحترقُ مقلتاكِ
أنا جمرةٌ مستديمةُ الاشتعال
اتركي بيننا مسافةً مِنَ الفرحِ ..
مسافةً مِنَ الشوقِ
إيّاكِ أن تقتربي منّي كثيراً!
سيرتعشُ مُحيّاكِ الشفاف
ستشتعلُ خصلات شعركِ
المتدلّية فوقَ وجنتيكِ
اتركي بيننا مسافةً مِنَ الوداد
مسافةً مِنَ الحنين
كي تشمخي أثناء العناق ..
عناقُكِ يافرحي أريجٌ معبَّقٌ بالنعناع
عناقكِ حالةُ توحُّدٍ وانصهار!
اتركي بيننا مسافةً مِنَ البكاء
مسافةً مِنَ الصمت!
لا تقتربي منّي كثيراً ..
سيخفتُ بريقُ عينيكِ
سيخمدُ الانجذاب
أيتها المتلألئة
في أعماقِ الليل
خيطٌ من الفرح يجذبني إليكِ ..
تعالَي
عندما تنامُ
عصافيرُ الخميلة
سأمهَّدُ لكِ
هضابَ الروح
كي تزدادي فيها توغلاً!
ستوكهولم: تموز 1995
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم