|
الثورة التي أجهضها - الداخل - قبل غدرالخارج
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 5817 - 2018 / 3 / 16 - 02:05
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الثورة التي أجهضها " الداخل " قبل غدرالخارج صلاح بدرالدين
الثورة السورية التي تشارف على بلوغ عامها الثامن وتعرف عادة في الوسط الوطني بالفريدة واليتيمة والمغدورة لم تنل حتى اللحظة حقها من " أهلها " المفترضين في المراجعة النقدية العلمية والموضوعية حول أسباب اندلاعها وتطوراتها الداخلية وظروفها الذاتية وأسرارها غير المعروفة والصراع على التحكم فيها داخليا وخارجيا وتحريف خط سيرها من جانب الاسلام السياسي وتنظيمه المؤدلج ( حركة الاخوان المسلمين السورية ) بدعم خارجي مباشر تحت أنظار مشاركين في المسؤولية قدموا أنفسهم ( كجماعات وأفراد ) ليبراليين ويساريين وقوميين وجيش حر هؤلاء جميعا وطوال هذه المدة وبعد حصول مالم يكن في الحسبان من تراجع وجمود وانقسام وردات وانحرافات لم يبادروا بشكل انفرادي أو جماعي ولو الى التوقف مليا حول مآلات الثورة الكارثية وأسبابها ونتائجها ودور العامل الذاتي في ذلك . نعم للتاريخ نقول وبالاضافة الى أن الانتفاضة الشعبية الدفاعية السلمية والمقاومة في بلادنا كانت احدى روافد ثورات الربيع التي اندلعت في المشرق والمغرب استجابة لقانون التطور والتقدم والخلاص من النظم الدكتاتورية المستبدة وتحقيق الطموحات الشعبية في الكرامة والحرية فانها كانت تعبيرا تاريخيا عن ارادة السوريين واستكمالا لنضالاتهم منذ فجر الاستقلال في سبيل ازالة الاستبداد المتجسد في نظام البعث الأمني – العسكري الأحادي حزبيا وقوميا وطائفيا وفئويا وعائليا وتحقيق الديموقراطية والعدالة والشراكة كقاعدة للعيش المشترك بين أطياف ومكونات الشعب السوري المتعدد الأقوام والأديان والمذاهب والتيارات السياسية وان لم تحقق الثورة أهدافها خلال هذه الأعوام الثمانية فذلك لايعني أبدا أن الثورة بأهدافها وشعاراتها وحاملي راياتها وشهدائها وحراكها الوطني النزيه وتنسيقات شبابها المضحية ونشطائها الشجعان لم تكن على حق أو كانت باطلة كما يدعي الجاحدون . في مختلف البلدان التي اندلعت فيها ثورات الربيع ومن بينها سوريا اما أسقطت الدكتاتوريات كما في ليبيا واليمن وتونس أو أضعفت قاعدتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والحزبية والادارية كما في سوريا والى حد ما في مصر وواجهت انتكاسات وكوارث وتدخلات خارجية حققت بعض الخطوات وفشلت في أخرى فقط في بلادنا تكالبت القوى الخارجية وتدخلت لمصلحة بقاء النظام ومواجهة الثورة مباشرة أو غير مباشرة على شكل أربعة احتلالات عسكرية ( روسية – ايرانية – تركية – ميليشياوية عابرة للبلدان ) وكذلك التغلغل واختراق صفوف الثوار عبر بوابة المعارضة غير المحصنة المستولى عليها من الاسلام السياسي من ( المجلس مرورا بالائتلاف وانتهاء بهيئة التفاوض ) حيث تمت عملية التجنيد واستخدامها في خدمة أجندات النظام العربي والاقليمي الرسمي خصوصا قطر وتركيا الحاملان لمشروع أخونة وأسلمة ثورات الربيع عموما والسورية على وجه الخصوص . ليس من باب البحث عن تبريرات أو في معرض الرد على الشامتين الجاحدين الذين كانوا من اليوم الأول أقرب الى النظام وضد أي تغيير ديموقراطي في بلادنا فان أهداف الثورة السورية التي لم تتحقق هي أهداف الغالبية العظمى من السوريين وهي نفسها التي استشهد أجدادهم من أجلها منذ مواجهة الامبراطورية العثمانية مرورا بالاستعمار الغربي وانتهاء بمواجهة نظم البورجوازية ( الوطنية ) التي سيطرت عبر الانقلابات وبمعزل عن العملية الديموقراطية وعاثت بالبلاد فسادا وظلما ودكتاتورية وشوفينية وفتنة قومية وطائفية نقول أن الشعب السوري بكل مكوناته وفئاته الوطنية وأجياله الحالية والقادمة سيستمر في النضال بمختلف أشكاله الملائمة من أجل تحقيق أهداف ثورتنا المغدورة طال الزمن أم قصر وهو كفيل بابتكار أفضل السبل والوسائل في سبيل ذلك . على السوريين أن يحفظوا تاريخ ثورتهم عن ظهر قلب التي بدأت خطواتها الأولى منذ أواخر شباط - فبراير من عام 2011 عندما ظهرت شعارات مناوئة للنظام على جدران احدى المدارس في مدينة درعا حيث عذب التلاميذ وتم التنكيل بهم ثم حدثت مظاهرة عفوية باسم ( يوم الغضب ) يوم الخامس عشر من آذار في سوق الحميدية بدمشق وفي السادس عشر من آذار تم اعتصام أمام مبنى وزارة الداخلية تحول الى مظاهرة في ساحة المرجة شارك فيها العشرات من الناشطين الكرد ثم حدثت الانطلاقة الفعلية للثورة السورية يوم الثامن عشر من آذار في جمعة الكرامة بدرعا والتي تؤرخ كيوم الثورة الذي يحتفى به . الكرد السورييون وعبر حركتهم الوطنية وتعبيراتهم السياسية ونشطائهم كانوا ضمن صفوف الثورة السورية ومع أهدافها منذ بداياتها وحتى الآن فالكرد كشعب ومكون محروم من الحقوق يخضع للاضطهاد القومي والاجتماعي من جانب النظم الدكتاتورية المتعاقبة على الحكم منذ الاستقلال من مصلحته قبل الآخرين زوال تلك الأنظمة واجراء التغيير الديموقراطي حيث سيتغير وضعه نحو الأفضل وسينتزع حقوقه عبر الحوار وفي اجواء السلم والعملية الديموقراطية ولاشك أن بين الكرد كما العرب والمكونات الأخرى من تنظيمات وفئات ومجموعات اما لم تكن مع الثورة وكانت مع النظام أو وقفت مترددة بدون مبادىء ولكن هذه الحالة لم تطغى على حقيقة اعتبار الغالبية الساحقة من الكرد السوريين مع الثورة وقدمت الشهداء وضحت بالكثير الكثير . ومرة أخرى وكشهادة أمام التاريخ أقول نحن كشعب كردي سوري وكحركة كردية اجتزنا مرحلة ودخلنا مرحلة جديدة منذ اندلاع الثورة السورية في مجال الاعتراف بالوجود والحقوق ففي حين كان وجودنا محل انكار من جانب النظام وحقوقنا موضع تجاهل ورفض ونضالنا كان يواجه بالقمع والتنكيل بدأنا بالتحاور مع شركائنا من معارضي النظام في السنوات الأولى ورغم ملاحظاتي الكثيرة على صدقية وجدية ونزاهة بعض كيانات المعارضة وخصوصا حركات الاسلام السياسي التي فتحت جرحا جديدا في – عفرين - الا أن الغالبية فيها سلمت علنا بوجود شعبنا والاعتراف الرسمي الموثق بحقوقه المشروعة وبضرورة حل القضية الكردية ديموقراطيا وتضمين حقوق الكرد في الدستور الجديد لسوريا وكل ذلك سيشكل منطلقا لنا جميعا لتعزيز النضال الكردي العربي المشترك الآن وفي المستقبل من أجل سوريا تعددية تشاركية جديدة . بقي أن نقول أن مسألة مراجعة تجربة الثورة السورية بعمل جماعي منظم وبقراءة نقدية موضوعية علمية باتت في صدارة المهام الوطنية .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( جولة فيسبوكية اسبوعية )
-
حتى لانفقد - التوازن -
-
في تحديات العيش - الأقوامي - المشترك
-
من أجل عفرين وأهلها
-
ولكن لماذا - عفرين - ؟
-
- حوار الثقافات وأسئلة الهوية - حوار الثقافات وتعايش اله
...
-
مأساة - عفرين - : هل هي خاتمة الاستهتار الحزبي ؟
-
الجميع يتلاعبون بمصير السوريين
-
( سوتشي – تظاهرات ايران – ارتداد الأحزاب الكردية )
-
من جديد حول مؤتمر - سوتشي -
-
في - المعارضة - ومستقبل سوريا
-
عود الى بدء : سوريا الى أين ؟
-
رسالة مفتوحة الى - المجلس الوطني الكردي -
-
فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد
-
جولة بين مواضيع الساعة
-
الرياض 2 خطوة أخرى الى الوراء
-
سوريا وكردها والمستقبل الغامض
-
لعنة كركوك
-
أزمة الكرد السوريين في - أحزابهم -
-
أربيل - دير الزور - بيروت أو طريق - الحشد - السالكة
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|