هل الادوات النقدية (( موضوعية !! ))

منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 01:06
المحور: الادب والفن
    

جاءت العلوم لتشكل منعطفا مهما في حياة الانسان عموما والفرد خصوصا فتقدم من خلالها الى شتى المعارف سواء كانت طبيعية او انسانية وحفلت البشرية مذ خلقت بها فما دام كانت قواه بالقوة مدركة فهي بكل حالاتها تنسجم معارفها مع ما يعيشه وتطورت بتطور البشرية عبر تاريخها الطويل فزادت المعارف وتنوعت في كل الاصناف وما يميز العلوم الطبيعية عن غيرها ان الاولى لا تقبل النظرية الذاتية مطلقا بل تتكون قواعدها من نظريات موضوعية قطعية لا تختلف ولا تتخلف وهو ما لا يوجد في العلوم الانسانية فاكثر هذه العلوم هي مبنية على قواعد ذاتية كتب لبعضها الشهرة والظهور او هي قواعد استقرائية بنيت وشملت اكبر مجموعة ممكنة وقد تتشابه بعض العلوم الطبيعية مع الانسانية في بعض منها حيث نرى علوم انسانية اخذت صبغة الطبيعية في قوانينها خذ اليك مثلا علم النحو وهو علم انساني وانظر الى قواعده سوف تشاهدها قريبة جدا للقانون الطبيعي من حيث الحتمية ولكن بنظرة ادق سنشاهد ان نفس هذا العلم اختلف فيه واشهر الخلافات التي حدثت ادت الى تكوين مدرستين عملاقتين في هذا الا وهما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية مع اختلافات تجدها بين هاتين المدرستين وبين بعض اعلام اللغة ك سيبويه والمبرد وابن عصفور وابو علي الفارسي وغيرهم .
بخلاف نتيجة 1 و 1 تساوي 2 فانها لا خلاف فيها وهي قانون طبيعي وقس عليه بقية العلوم الانسانية التي ستجدها اقرب الى الذاتية وما قولنا بانها موضوعية الا اخذا باشهر القواعد الذاتية التي انس بها اغلب الافراد من ذوي الاختصاص وهذا ما يشمل النقد باوضح صوره ومكوناته فكل ادواته المعرفية مهما قيل عنها فانها قواعد ذاتية قابلة للتغير في اي حين وكلما اقتربت تلك الادوات الى الذاتية الشاذة فان ضمورها سيكون اشد واقوى عن تلك الادوات المعرفية التي قبلها الاكثر من ذوي الاختصاص .
ولعلك تسال هل من الممكن ان تكون قاعدة يتبناها قليل هي الاصح او الاقرب الى الكشف عن النص
وفي معرض الاجابة اقول انه حتى القواعد المشهورة هي كانت بالاساس ذات مساحة قليلة ثم انتشرت تبعا لمعتنقيها ولذلك قلنا الشاذة تمييزا لها عن القليلة ومثال على ذلك الناقد اذا تبنى في نقده (( مذهب التشكيك الفلسفي)) فهو لن يتعدى سؤال واحدا حتى لا يستطيع ان يكمل نقده ما دام يشكك بنفسه فضلا عن النص المكتوب فهذا احد امثلة النظريات الشاذة التي يكاد وجودها عمليا بين الانسانية معدوما وعليه فان القواعد التي نراها اليوم بشكل قليل قد ياتي عليها زمن وتصبح هي المشهورة

*** عذرا عن اي اخطاء مطبعية او بصرية

#منير_الكلداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات