أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - آية كامل رباح - في يوم المرأة النساء يبكين في قسم الطوارئ














المزيد.....


في يوم المرأة النساء يبكين في قسم الطوارئ


آية كامل رباح

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 01:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في حوار لي مع صديق عن يوم المرأة قلت له: "أنظر كيف نحتفل بيوم المرأة، بمنحها يوم عطلة ومنح الرجال كذلك يوم عطلة حيث ستقضيه في الطبخ والتنظيف وتقديم الخدمات أيضا، ليست القضية قضية يوم واحد في العام وإنما قضية ما تناله المرأة حقا من نصيب خاص بها وحدها من أيامها وحياتها هي..."
في الأيام التي دارت حول ذلك اليوم وفي قسم الطوارئ التقيت بنساء تعرضن للضرب والتعنيف الجسدي، ذلك يحدث دائما بلا شك، حتى في شهر آذار حيث يوم المرأة ويوم عيد الأم أيضًا، في العادة يكون مطلوبًا منا فحص المريضة كاملا وتسجيل حجم الضربات ومدى شدتها، في هذه المدينة الصغيرة حيث أحيا هناك ما يقارب أربع حالات يوميا يأتين إلى المشفى بسبب تعرضهن للاعتداء الجسدي، بمعدل حالتين منهما فقط يعترفان بأنهما تعرضن للتعنيف على يد أحدهم، ذلك يعني أن ما نسبته خمسين في المئة منهن يكتفين بالصمت والإنكار خوفا من ازدياد العنف عليهن لاحقا.
في غضون ثلاثة أيام عمل فقط في هذا القسم الجديد، رأيت امرأة تعرضت للضرب على يد زوجها كعادته وها هي تقوم الآن بشكوتها الأولى بعد سنين من الضرب بآلة الكرباج التي كانت تستعمل للجلد قديما، بذلك الجسد المليء بالبقع الزرقاء تجرأت تلك المرأة ونزعت قناع الخجل لتدافع عن نفسها، بعد سنين طويلة من الخوف، وكانت هناك حالة لفتاة في السادسة عشرة من عمرها تعرضت للضرب على يد والدها مما دفعها للهرب واللجوء إلى البيت الآمن، أما الحالة الثالثة فكانت لامرأة تعرضت للضرب وشجٍ في رأسها على يد ابنها، وتلك حالات حدثت هنا في مدينتي غزة خلال الفترة الصباحية، اشتركت الثلاث حالات بتعرضهن لضربات متعمدة على الرأس أولا وفي أنحاء الجسم، ثلاث علاقات مختلفة للرجل بالمرأة وأي منها لم تكن رادعا كافيا أمامه ليمارس العنف بأنواعه إطلاقا. مع العلم أن المجتمع الصغير هذا معروف عنه تحفظه الاجتماعي والديني.
كل ما هو ظاهر ينهار خلف ستارة الفحص تلك، كما الحياة ذاتها، ما يطفو هو الزيف اللامع أما الحقيقة فلا نراها سوى بالدموع التي تلمع في أعين نساء ضعيفات عاجزات عن التصريح بذلك الألم وإن فعلن فبعد زمن وصراع طويلين ومستقبل قادم قد تقضيه في المحاكم وبين تجهم الأهل وفراق الأبناء.
مقابل الحالات التي تأتي هناك عشرات الحالات اللاتي يكتفين بالصمت والصبر، وذلك أمر اعتدنا على أن نراه للأسف ولكن ما يحزنني حقا أن الأفكار الرجعية هنا كلها تقف ضد المرأة، أذكر قصة ترويها امرأة من إحدى العائلات بفخر أن نساءهن لا يعدن إلى بيوت آبائهن، فتذكر قصة المرأة التي جاءت ليلا لبيت أبيها تبكي فأعادها إلى بيت زوجها فورا، كانت تتحدث بفخر عن أصالة والدها الذي ويا للشهامة لم يمسح دموع ابنته بل أعادها إلى قبرها.
قد تكون هذه الشهادات مكرورة ولكنها حقيقية إلى الآن وكي لا ننسى سطوعها لابد أن تعاد، لقد حدثت وقد لمستها وشهدت عليها يوميا هنا، وذلك يدفعني للسؤال: إذا كانت حالات العنف الشديد الذي قد يودي بالمرأة لدخول قسم الطوارئ الجراحي تحدث بهذا المعدل في مكان صغيرة من العالم العربي فكم تكون نسبة تلك النسوة اللاتي لا يدخلن قسم الطوارئ لكنهم منذ وقت طويل يهبطون درجات في قبور مظلمة وحيدات ومنفصلات عن مجتمع ذكوري بائس لا يزال بكل تبجح ساذج يحتفل بآذار شهرا للمرأة التي لا يعرف عن قلبها ولآلئه شيئا.



#آية_كامل_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم -الوجود- عبر عالمنا -المفترض-


المزيد.....




- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو ...
- سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب ...
- تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة
- لا اعتراف بأمومتكن.. أهلًا بكنّ في “برمانا هاي سكول”


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - آية كامل رباح - في يوم المرأة النساء يبكين في قسم الطوارئ