منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 01:09
المحور:
الادب والفن
تكاد تكون مهمة الناقد من اصعب المهمات في الادب العربي وذلك لما يحتاج اليه من ادوات معرفية كثيرة فالكاتب بكل حالاته لا يحتاج الى كم هائل من الادوات لكي يكون كاتبا ، يكفيه فقط بعض الادوات خاصة في وقت التقدم العلمي والذي اختصر الكثير لكل طالب علم ومن هنا يتبين حجم المسؤولية التي تكون على عاتق الناقد الادبي اذ هو يمثل بيضة القبان في الاعمال الادبية بكل تقسيماتها وفروعها .
ومن المعروف ان الجهد النقدي جهد جبار في عملية الكشف عن النص ويحتاج الى وقت معتد به بحسب حجم النص وعمقه وقد يستغرق احيانا عملا نقديا واحدا مكونا من عدة صفحات الى شهر لاكماله لان النقد يعتمد على التحليل والتركيب والتحليل يكون معقدا جدا خاصة اذا استخدم الناقد ما حول النص فيه ومن ثم التركيب الذي لا يقل جهدا لان هذا التركيب سيكون تفسيرا وكشفا.
وبعد معرفة ما تقدم يتضح لك مدى تلك الصعوبة التي يواجهها الناقد ولا تستطيع بحال ان تكون ناقدا الا بالشمولية لتلك الادوات التي تتكأ عليها تقسيمات النصوص الادبية واما عدم الشمولية فاكيد تظهر في تقصير الناقد بالالمام بتلك الاصوليات لذلك نسمع (( ناقد مسرحي او ناقد قصصي )) بينما لا نستطيع الفصل بين المسرح والقصة لان الاولى فرع من الثانية ومن ألمَ بادوات القصة سيقال عنه ناقد قصصي وليس مسرحيا فكلمة ناقد كلمة لا تاتي جزافا او لمن تكاسل عن تحصيل ادواته بل هي من اسمى الكليات المعرفية في النص الادبي فلا يكفي ان يكون الفرد عالما بعلم النفس لكي يكون ناقدا لان علم النفس لا يعتبر ناقدا ولا كاشفا للنص الادبي بحال بل فرعه فرع تصور حالات الكاتب اثناء تكوين النص والمؤثرات التي تدخلت في ذلك فهي تاخذ جزءا صغيرا جدا من تلك الرؤية وهي بكل تاكيد مجرد ظنيات ذاتية او استحسانات دالية تبتعد احيانا عن الشكل والمعنى وهما بكل تاكيد العمود الفقري لاي نص وبدونهما ينعدم كل نص وفي اهمالهما اهمال لكلية النص وكذلك الحال في بقية العلوم التي لا يمكن الان يعد العالم بها (( ناقدا ))
وفي سياق ما تقدم نستطيع القول انه كلما اقترب الناقد من الشمولية كلما كان قريبا من مهمة الناقد الصحيحة
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟