أنور يونان
الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 23:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1 -
تزامنا مع الاحتفال بـ"عيد" الانقلاب البعثي في 8 آذار 1963، احتفل السوريون، الذين يعيشون اليوم تحت بسطار القمع وأحذية عناصر الأمن وحقارة التشبيح، بمناسبتين سعيدتين نتيجة للـ"مكارم الرئاسية" للقائدين العظيمين الخالدين إلى الأبد حافظ وابنه بشار خلال نصف قرن من حكم لصوص فاسدين ومفسدين.
2 -
المناسبة الأولى هي "عيد الفقر" الذي شمل في العام 2010 ما يقرب 50% من سكان سوريا، وكان أحد أسباب الثورة السورية .ازدادت هذه النسبة ليشمل الفقر نسبة 90% من "المحتفلين" اليوم تحت خيمة العصابة، و67 % من هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر المدقع (1).
إذا علمنا أن 100% من المشردين تحت خيم اللاجئين ومعسكراتهم في دول اللجوء يعانون من الفقر والفقر المدقع. فحين نقسم النسبتين بحسبب عدد السكان في الداخل والخارج فإن 92% من الشعب السوري يعيشون اليوم تحت خط الفقر، و5% يعيشون على الكفاف، وتبقى نسبة 3% لعصابة الأسد وشركائها المستمتعين بعذابات الآخرين في ملاهي ومواخير ومطاعم دمشق، على بعد مرمى حجر من جثث ضحاياهم.
3 -
المناسبة الثانية هي الاحتفال بعيد الفساد.
منذ نصف قرن تحتفل "سوريا الأسد"، مرات عديدة في السنة الواحدة، بهذا العيد تحت تسميات مختلفة. عيد الثورة، عيد الشهداء، عيد الاستقلال، عيد الأم، عيد المبايعة، عيد الانتخابات، عيد الدستور، عيد النصر، عيد الحركة التصحيحة ... وشملت عيد الفطر والفصح والأضحى والميلاد ورأس السنة.
كلها صارت أعيادا وطنية للفساد، يرقص فيها الفاسد الصغير إلى جانب المفسد الكبير في الساحات العامة وعلى قبور الشهداء.
4 -
وفقا لمؤشر الفساد، الذي نشر قبل أيام وشمل 180 دولة في العالم ومؤسساتها العامة، حلت دولة "سوريا الأسد" في المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر فسادا في العالم. سبقتها دولة الصومال في المرتبة الأولى ودولة جنوب السودان في المرتبة الثانية.
واشتركت دولتا اليمن والسودان بالمرتبة الرابعة ، ليبيا وكوريا الشمالية في المرتبة السادسة... فنزويلا في المرتبة 11، والعراق في المرتبة 12 !
----------------------
المصدر (1) https://www.alaraby.co.uk/economy/2017/6/4/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-67-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%82%D8%B9
المصدر (2) :
https://boingboing.net/2018/02/27/corruption-perception-index-20.html
#أنور_يونان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟