سناء الحوضي
الحوار المتمدن-العدد: 5812 - 2018 / 3 / 11 - 10:05
المحور:
الادب والفن
شخصيتان رئيسيتان في فيلمين مختلفين يتصلان في خيط حريري من تلك النوعية التي تحيكها دودة القز، هو ناعم وقاس معا أو عذب ومر معا: المخرج المزيف أو منتحل شخصية المخرج «سابزيان» في الفيلم «Close Up» هو أصدق وأكثر عذوبة من أفلام مخرجه المحبوب «مخلباف» نفسها، وأيضا ساعي البريد في الفيلم الإيطالي هو أصدق وأكثر عذوبة من قصائد شاعره الاسر بابلو نيرودا ذاتها، مفن يقتبس من من؟ ومن يلهم من؟ ومن يحتاج لمن؟ ومن يجمل من؟ ومن يصدق من؟ يقول ماريو لبابلو نيرودا في الفيلم "القصيدة ليست ملك من يكتبها وانما ملك من يحتاجها " (ماريو انتحل قصيدة نيرودا ليملك قلب حبيبته وسابزيان انتحل اسم مخلباف لشغفه أن يكون مخرجا أو ممثلا و أن يكون أحدا و أن يكون "نفسه"). فهل الفن من يقتبس من حياة الناس وهو من يلهمها ويجملها أو حتى يصنعها أو العكس حيوات الناس تقتبس من الفن وتلهمه وتجمله أوحتى تصنعه؟ أظن في الفلمين معا كان للمخرج والشاعر "الأصليين" جوهر الدودة الزاحفة التي تنتج حرير الفن في عملية واعية بذاتها وكان للمخرج "المزيف" والشاعر "المزيف" جوهر الفراشة البهية الهشة، تجسيد الرقة والألم أو جهل الجمال لنفسه في صورته الشجية الساذجة التي لا تحيك شيئا ولكنها تطير. فأيهما الأصليين وأيهما المزيفين اذن ؟ أو أيهما البدئيين وأيهما العارضين؟ أو أيهما الضرورين وأيها المكملين؟. ليبقى السؤال من نوعية الأسئلة "الدجاجة أولا أو البيضة" لكنه يتحول لصيغة الفراشة أولا أو الدودة؟ بلا جواب.. ولأن تأمل التاريخ الإنساني يقول لكل قاعدة استثناء أو لكل قانون "بيولوجي" طفرة، ففي بعض الحالات النادرة قد يكون حرير الفن من صنع الفراش أو بتعبير اخر قد تكون الفراشة الطائرة الرهيفة بألوان مأساة الحياة هي من تحيك نسيج الفن..
#سناء_الحوضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟