سيرين عماد بربيرو
الحوار المتمدن-العدد: 5811 - 2018 / 3 / 10 - 14:33
المحور:
الادب والفن
الحرب لم تزل في بداياتها و السلام لناظره بعيد
إن زالت اشلاء الطفل، حلت جثة جاره محلها
و الثكالى ياتي وقت رحيلهن قبل ان تذرفن الدموع
لا أثر للياسمين، فأرض الحرب لا تنبت سوى الشوك
الأرض ليست بمهمة فهي لم تعد لمن ماتوا لأجلها
الليل ليس بزائل و الظلم لن ينجلي
القيد صار قيودا و نيرون حمل روما إلى ما تحت التراب
الغد يشبه اليوم مع فرق في عدد الموتى
لم اجد كفنا لإبن عمي، فصانع الاكفان قتله عمي
و انا الذي قتلت إبن عمي ظنا مني انه يريد دفني
ليس لي حبيبة اكتب لها الأشعار ليقرأها المراهقون بعد موتي, فوجهي شوهته القنابل
و رائحة الدم لا تجعل النساء يحببن القبح
البندقية بين قدري و عيوني فحتى العيون العسلية لا تحب المشوهين
و حتى امي بكماء فان مت لن تحدث أحدا عني
و لن تصرخ أمام كاميراتهم ليبكيني المشاهدين لدفن احساسهم بالذنب
كنت أقوم بنفس الشيء قبل أن أعرف الحرب و يصبح الضمير ترفا
انا اريد فقط ان اعيش
لا مجال للبكاء فهو للمستريحين
أما من فرضت عليه الحرب فلا يملك سوى ان يموت
هل حقا يشاهدون اخبارنا في التلفاز ؟
هل صرنا خبرا تتناقله الافواه ؟
لقد علمونا ان نظل صامتين و لا نثير الانتباه ثم يجعلوننا حديث العالم ؟
أ لم يعلموننا أن الضجيج عار ؟
اذكر ان أبي كان يوصينا بان لا نبدي اراءنا في ما لا يعنينا، أي في احوال البلاد فهي امور لا نفقهها
كنت أطبق أمره حرفيا و انا أصلا لا أهتم
هاته الأمور لا تخص سوى الكبار و المثقفين و أنا صغير و لا أعي من ما يسمونه ثقافة شيئا
انا أريد فقط ان أعيش
لا افهم لماذا يتحدثون عنا في الأخبار و لا ارى سببا مقنعا لان يعطوا اراءهم فيما نعيش
.انا لا املك رايا أنا فقط أريد ان أبقى على قيد الحياة.
لا أحلم بالشهادة و لا حتى بالموت من أجل قضية فأحلامي أهم منهما .
أنا اريد ان اشتغل ، ان اتزوج ، أن أشاهد التلفاز مع أبنائي.
إن أحلامي هي ما يعيشه معظم الناس
انا لا أساند أي طرف
أنا اريد فقط ان أعيش
#سيرين_عماد_بربيرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟