علاء .. 17 .. فيلم هندي ؟ أم .. مسلسل تركي ؟ ..

هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 23:15
المحور: الادب والفن
    

قرابة الواحدة صباحا .. كنتُ نائمةً في حُضْنهِ , لم أستطعْ تَمالكَ نفسي فبكيتُ ؛ حَاولتُ اِخفاءَ ذلك عنهُ فلم أُوفَّقْ , كَشَفَنِي اِرتِعاشُ جَسدي بين ذِراعَيْهِ . لم يَحْتَجْ لسؤالي عَنِ السّببِ وهو العارِف بكلّ كبيرة وصغيرة , اِحتَضَنَنِي أكثر دُونَ أن يتكلّم فأطلقتُ العنانَ لبكائي فقد كنتُ أئنُّ وأتألّم ..

.

قُلْتُ : اِفْتقَدْتُهَا ..
قال : أنا أيضا ..
قلتُ : لن أستطيعَ تَحمُّلَ بُعْدها ..
قال : أنا أيضا ..
قلتُ : اِشتقتُ إليها .. أُريدُ رُؤيَتَها ..
قال : أنا أيضا ..
قلتُ : مَتى ؟ .. السبت لا يزالُ بعيدًا ؟
قال : الآن !

.

في الطريق إليها .. الساعة الثانية والنصف صباحا .. وَصَلَتْنِي رسالة : "أَنْتِ , هَلْ نِمْتِ ؟" ..

فرحتُ وقلتُ : لا تزالُ مُستَيقِظَة !
قالَ فَرِحًا : رائع !
قلتُ : سأتَّصِل بها لأُعْلِمَها ..
قال : لا تَفْعلي .. لا تُفْسِدي المُفاجأَة ..

لم أَتّصِلْ .. لم أَرُدّ على الرسالة .. مَضَتْ خمس دقائق تقريبًا ..

قال : رسالة .. خُذِي .. اِقرئي .. عَليَّ التّركيز في القيادة ..

قرأتُ : "وَأَنْتَ , هَلْ نِمْتَ ؟" ..
قلتُ : سأتّصلُ بها , لنْ أدَعَهَا هكذا !
قالَ : اِصبِري ! أقلّ مِن ساعة ونَصِل !

.

باستثناء أوقاتِ العمل , عادَتُها عندما تَتَّصل بالرقم الأول ولا تَتلقَّى ردًّا تَنتظر خمس دقائق ثم تَتَّصل بالرقم الثاني وإذا لم يُجبْ أحد تَغْضَب , عادَتُنَا عندما نَتَّصل بالرقم الأول ولا تَرُدّ نَنتظر خمس دقائق وإذا لم تَتَّصل نَتَّصل بالرقم الثاني وإذا لم تَرُدّ نَغْضب .. القانون يقول أنّه من الثامنة مساءً إلى الثالثة صباحًا يجبُ "الرّدّ" مهما كانتْ الظروف , إذا حَصلتْ "مُصيبة" النوم فعلى التي لم تردّ أن تَتَّصل قبل الثامنة صباحا وإذا لم تَفْعَل يَستنتِجُ الطرف الآخر أنّ مكروها قد وقع وعليه الاتصال ثلاث مرات بعد الثامنة مباشرة وعند عدم وجود ردّ عليه الالتحاق بالطرف الذي لم يَتّصل ولم يَرُدّ مهما كانت الظروف .. مهما كانت الظروف . القانون كان معمولا به قبل وجود تقنية "الفيديو كول" , ونُسِخَ بعدها .. تطبيقه يَخُص فقط خمسة أيام من الأسبوع ويُعَلَّق السبت والأحد أين يكون اللقاء إجباري ولا حاجة للاتصالات . القانون فيه تفصيلات كثيرة تَخصّ بقية ساعات اليوم وأوقات العمل , حالات السفر , المرض , وفاة أحد الأقارب إلخ ...

.

تلك الليلة , كانت الثلاثاء ليلا .. الأربعاء صباحًا ..

.

فيلم هندي ؟ أم .. مسلسل تركي ؟

#هيام_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات