|
الحرب سرقت عمري
اسيل الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 5808 - 2018 / 3 / 7 - 18:11
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
_________________ الحرب سرقت عمري ___________________
في مثل هذا اليوم كل عام وانا بخير !! في عام ( 7-3-1981 ) ولدت في العراق وليتني لم الد فيه فمنذ عام 1981 عشت في جحيم الحرب الايرانيه وكنت استمع لدوي الصواريخ الايرانيه وبعد اكثر من سنه فقدت ابي بالحرب عندما كان ضابط مقاتل من اجل العراق يدافع عن الفاو والشوش والبصره ويبعد عنها دبابات العدو الايراني الغاشم الذي دخلها بمساعدة الخرائط البريطانيه والجسور البريطانيه المتحركه بعدما تم احتلال الاحواز العربيه يمساعدتهم ومازلت اذكر صوت الغاره عندما تصفر كنت اجلس في زاوية المخزن خوفا من وقوع صاروخ عشوائي يسقط على بيتنا من صواريخ العدو الايراني ودامت تلك المعاناة ثمانية سنوات من عمري حتى ضهر المذيع (مقداد مراد ) على شاشة التلفاز مساء ليلقي بيان البيانات بتاريخ 8-8- 1988 ليخبر الشعب العراقي ان الحرب انتهت بانتصار العراق على حكومة ايران اللعينه التي حرقت نصف الشعب العراقي بصواريخها وللتاريخ وحسب تقارير الامم المتحده وبعثات حقوق الانسان والصليب الاحمر كان للعراق مبادرات عديده لاجل وقف اطلاق النار الا ان الخميني كان يرفض ويرفض وعندما ادرك ان ميزانيتة الماليه خاويه واصبح عاجز على استمرار الحرب وشراء السلاح من اسرائيل وافق على وقف الحرب قائل ( لقد تجرعت السم عندما اوقفت الحرب ) هكذا كان مصدر الثوره الاسلاميه دموي عدو الشعوب .. وبعدها وفي عام 1988 خرج العراق من الحرب منهك اقتصاديا الا ان الكويت اسرائيل العرب الثانيه تعمدت خفظ سعر برميل النفط لضرب اقتصاد العراق بوابة الشرق الاوسط والدرع الذي يحميهم ويحمي كل دول الخليج والذي قاتل للحفاظ على عروش ملوكهم طوال 8 سنوات برجال العراق ولكن سكين الخاصره الكويت طعنت العراق ولم تراعي مصلحة الامه العربيه في ذلك مما دفعت العراق ان يدخل في حرب جديده مع حلفائها الامريكان بعد ان استعانو بهم عن طريق السعوديه مدعين ان العراق يريد احتلال السعوديه , وكان عمري حينها عشر سنوات ومن جديد عادت الحرب واصوات الغاره الذي كان يصرعني تمردا على مانحن فيه رغم صغري ولكن بشكل اخر حيث كنت اجلس في زاوية مضلمه في البيت واطفي الضوء لكي لاتراني طيارة الامريكان الذكيه وتلقط ضوء بيتنا وتقصفه وبعدها توقفت الحرب الامريكيه لان الحكومه الامريكيه والحزب الحاكم تغير من جمهوري الى الحزب الديمقراطي وعاش العراق في هدنه من امره اسمها (الحصار ) وكان هو الاخر عباره عن حرمان حيث كان رغيف الخبز يباع لسعر 1000 دينار ويقدم 4 ارغفه هديه لمن زار بعظهم الاخر واما حلويات الاطفال فلم نذق منها شيء طوال فترة الحصار وكان السمسميه وحلاوة التمر هي النستله الوحيده التي تسعد طفولتنا واما من يملك بطل ببسي فهو اغنى الاغنياء وبعد عشر سنوات عجاف اكل الاخضر واليابس وهلك الرجال حتى صاراحسن العوائل في عوز وحرمان ذاعت دعاية فتح الحصار الاقتصادي وخسر التجار اموالهم بالملاين وبعد كل هذا العناء سقط العراق ودخله الساقطون بتاريخ 2003 نيسان بعد حرب لم تدوم سوى اشهر مع الامريكان المحتلين واذنابهم من لملوم الشوارع (المعارضه ) واتضح ان مامر بالعراق من حصار وحرب بسبب تقارير المعارضه ومن ابرزهم احمد الجلب..ي الذي كان يقدم تقارير وهميه بوجود قنابل نوويه ومعامل تصنيع نووي بالعراق وبعد كل الخراب والحصار والجوع الذي عاشه العراقين بسبب تلك التقارير يدفن في ضريح الامام (موسى الكاظم !) مكافئة لخياناته ولماعاناه العراقين من تقاريره ! ولم تنتهي بنهاية النظام معانات الشعب العراقي ومعاناتي حتى اصبحت في كل صباح ارى من باب داري مجموعه من الرجال لااعرفهم يضعون قذائف الهاونات في باب داري ويرمون الرتل الامريكي في كل صباح حتى تهتز جدران بيتي من دوي القذائف ومن رصاص الامريكان على داري وبعدها يتفرقون بسيارات مختلفه ثم يعودون لاحقا لتوزيع النفط على السكان وكان هذا بعمر 24 سنه كنت لاادرك معنى السياسه والاحتلال وكان عقلي مايزال يعيش فترة مراهقه وصبا وبعدها ادركت ان مقاومة الاحتلال واذنابه واجب كل عراقي وبعدما تم استبدال الاحتلال الامريكي باحتلال ايراني علمت ان تلك المقاومه للامريكان كانت تمهد لاحتلال العراق من قبل ايران سواء كانو بعظهم يعلمون والبعض الاخر لايعلمون ثم ادركت امريكا ان في توحد الشعب خطر يولد مقاومتها فمزقت صفوف الشعب طائفيا حتى صارت الجثث بالطرقات على الهويه الطائفيه وكل هذا عاصرته وبعد ان خسرت احلام الطفولة والصبا لان كل ذنبي هو ولدتني امي في بلد قرر مصيري رغم ارادتي واجبرت على ان اعيش فيه وسط كل تلك الصراعات تحت ذريعة اغنى بلد في العالم وافقر شعب فيه ولغاية هذا يومي وميلادي السابع والثلاثاون انتظر تحرير العراق ليكون مثل اقرانه من الدول التي تحيط به والى متى انتظر مللت الانتظار ؟؟ قالوا وظل.. ولم تشعر به الإبل يمشي، وحاديه يحدو.. وهو يحتمل.. ومخرز الموت في جنبيه ينشتل حتى أناخ بباب الدار إذ وصلوا وعندما أبصروا فيض الدما جفلوا صبر العراق صبور أنت يا جمل! وصبر كل العراقيين يا جمل يا صبر أيوب.. حتى صبره يصل إلى حدود، وهذا الصبر لا يصل! يا صبر أيوب، لا ثوب فنخلعه إن ضاق عنا.. ولا دار فننتقل وا ضيعة الأرض إن ظلت شوامخها تهوي، ويعلو عليها الدون والسفل!
#اسيل_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وماتزال العداله عمياء
-
اؤلاد السيد حلوهه
-
تفعيل المادة 30 من الدستور العراقي
-
قواعد السلوك المهني للمحامي
-
الخطر القادم حروب مياه
-
قوانين قمعيه
المزيد.....
-
وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م
...
-
مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا
...
-
استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن
...
-
تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت
...
-
سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع
...
-
المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|