أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش














المزيد.....

-جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


(لو كان لي أخت.. ربما لما أخفقت كل علاقاتي العاطفية... وصار عندي للنهد وظيفة أخرى..)
(خذيني إلى موتي), مجموعة نصوص نثريه - قصص قصيرة- للكاتب زياد خداش يصف بها وبجدارة الواقع من جوانب مختلفة, المرأة, الطفولة الوطن والحرمان الروحي والعاطفي.. عوالم تتشابك لتشكل لنا لوحة التناقض ما بين عالم قائم وقاس.. وآخر مشتهى.
ما لفت نظري في نصوصه هو خروجه عن الوصف التقليدي للمرأة لوصف أخر لامرأة حاضرة بمعاناتها (امرأة ذات احتياجات خاصة)، ومرة لامرأة جميلة ولكنها غائبة من كيان العائلة.
لغة الكتاب سلسة جدا وأسلوبه شيق, حيث أن النصوص قصيرة ولغتها بسيطة وكأنه يخاطب جميع الناس مما يجعل القارئ لا يمل من القراءة ويتابع النص بشغف.
خداش صور لنا المرأة عندما تكون بسيطة, محرومة وعندما تكون جاهلة لمتطلبات جسدها.
في قصته (خذيني إلى موتي) عنوان المجموعة, حرر بأسلوب شيق جدا رغبات تلك المرأة التي وصفها ببداية قصته بالهادئة والسعيدة. بينما في قصة (شتاء في قميص رجل) استطاع أن يصور لنا المرأة اللعوب الشهية والمشتهاة, المرأة الواعية لرغباتها, الساحرة, الغامضة. وكلما قلبنا أكثر صفحات الكتاب نحصل على صور أكثر للمرأة عندما تكون أما, أختا, متمردة, غائبة وحاضرة.
الحديث عن هذا الكتاب لا ينتهي ببضعة سطور, فكل قصة من قصصه تحتاج لدراسة كاملة. خذيني إلى موتي, هذا العنوان الذي يكاد يتفجر بعنفه يأخذنا به الكاتب إلى عوالم غامضة, جميلة حزينة وطيبة. إلى عوالم إنسانية بكل معنى الكلمة.
سأتحدث هنا عن قصتين، لم تلفتا نظري فحسب, بل أنهما أخذتاني إلى عالم ابيض، عالم خال من اللؤم وحقد البشرية، عالم صامت لغته ليست كلغة البشر.
(دوائر أختي الناقصة) تركت بي أثرا حزينا وخاصاً. هذا النص يأخذ القارئ لعالم مجهول مليء بالأسرار, بالغموض وبالبراءة. علم سحري ابيض نقي, مجرد من الخبث, له مفاهيمه الخاصة التي لا يفهمها بشر عادي, فعندما حدثنا خداش عن دوائر أخته الناقصة فتح بابا، ربما القليلين من كتابنا تطرقوا إليه وحاولوا اقتحامه, فقد صوّر لنا زياد المرأة عندما تكون متعسرة ذات احتياجات خاصة, المرأة المحتاج وهي لا تعلم مدى احتياجاتها (أختي منال في أواخر العقد الثاني من عمرها لو كتب لها أن تكون عاديه لبدت جميله ففي ملامح وجهها مشروع ملغي أو غير مكتمل لجمال خاص).
الدوائر الناقصة والانا الناقص والنفس الحزينة, هي الجسر الذي أخذنا من فوقه الكاتب لعالم تلك المرأة, إلى وطنها البعيد, الوطن المجهول الذي هو عبارة عن دوائر ذات ثغرات (دوائر ناقصة) بتعبيره, وغير مكتملة، (لماذا ترسم أختي دوائرها ناقصة؟ لماذا تترك ثغره في الدوائر؟؟؟ أرقني هذا السؤال كثيرا وما زلت منشغلا به, حتى اللحظة).
زياد في قصته سمح لنا بالدخول إلى ذلك العالم والى عالم الأخ الحنون الطيب المتألم لواقع امرأة غير مكتمل، فعندما تقرأ تلك القصة تشعر بأنك تتعمق بلوحة مرسومة بريشة إنسان خالية من ألوان قوس قزح, من ألوان السعادة, (لا يمر يوم دون أن تتنفس منال به دوائرها, وخطوطها الحزينة والغريبة محملا بأوراق بيضاء كثيرة وأقلام حبر زرقاء).
الكاتب عندما يصف لنا عسر هذه الفتاه كأنه يكلمنا عن لغة جديدة، لغة الرموز والطلاسم, لغة الدوائر، ليدخلنا لعالم التوحد.. فهذه الأخت المتوحدة الحزينة هي صورة أخرى للمرأة بأدب خداش.
الكاتب بصورة سلسة, جميلة ومؤلمة حرر هذا النقص من عبودية قاسية عاشها الإنسان المختلف (الناقص) عن بقية الإنسانية, إلى عالم ابيض يتدفق حنانا وعطاء.
لكن المفاجئ والمؤثر حقا في نهاية القصة, هي عندما اكتملت تلك الدوائر, اكتملت حياة هذه الفتاة (خطوط الدوائر متعرجة بشكل محير ومتعب, الدوائر مرسومة بالفحم, الدوائر العملاقة مكتملة تماما, لا ثغرات أبدا, يد أختي ساكتة بإصرار, أنا أتضاءل بين ظلال الدوائر المقفلة, يا ثغرات أختي تعالي, أتضاءل لدرجة إني ابحث عن نفسي ولا أجدني). فزياد أدخلنا لفلسفة سحريه غامضة مأخوذة من واقع, ليس واقع لحياة بشر عاديين, فقد كان يتساءل عن سبب عدم اكتمال تلك الدوائر.. ولم يكن يملك الإجابة, لكن باكتمال تلك الدوائر وإغلاق الثغرات, فارقت أخته الحياة, فهي أجابته على أسئلته ألمحيرة دون أن تدرك ذلك.
الدائرة كانت مفتوحة تنتظر خروج الروح منها من ثغرتها. فهذه المرأة عندما خرجت للعالم الأخر لم تبخل أن تغلق دائرتها خلفها, كي لا يتساءلون بعد رحيلها لماذا بقيت الدوائر ناقصة, فهذا هو الخروج من أنا المتوحد إلى العالم الآخر.
فقط من يقرأ القصة ويشعر بحرقة كلماتها, يستطيع أن يفهم لأي مدى أنساني أخذنا هذا القاص المبدع.
في قصة غياب الأخت صور لنا المرأة عندما تكون غائبة كأخت (أربعون عاما وأنا بلا أخت, آلاف المرات نهضت من نومي وذهبت إلى عملي دون أن يكون لي أخت, ابكي وحدي في الليل, اكتب القصص الرديئة, وأتشاجر مع أصدقائي, ارقص في العتمة وأسمع فيروز, كل ذلك افعله دون أن يكون لي أخت),هذه المقدمة الجذابة هي مقدمة تلك القصة, فهو يصور لنا حياته بدون أخت حنون تشاركه حياته في العائلة, تكشف أخطاءه, تحمل همه, تحفظ سره ويحفظ سرها. (لو كان لي أخت لما كنت أنا, بالتأكيد كنت أخا أجمل وأقل ثرثرة وأكثر ميلا للعزلة, لو كان لي أخت ربما لما أخفقت كل علاقاتي العاطفية وصار عندي للنهد وظيفة أخرى غير إطفاء لهيب رجل).
الكاتب حدثنا عن الأخ الذي يبحث عن الأخت, ينتظرها ولا تأتي,الأخ المحروم من حنان الأخت, أغلبنا تعود أن يتكلم عن مدى حاجة الأخت لشقيقها, لكن خداش حدثنا عن العكس, الكاتب استطاع أن يشعرنا بحنانها في ظل غيابها (أن يكون لي أخت يعني أن افهم سر البكاء في الليل بينما العالم كله نائم).
لقد أسلفت في البداية أن كل قصة تحتاج لدراسة كاملة, وتعقيبي على هاتين القصتين لم يكن مجرد صدفه, لأني رأيت امرأة أخرى لم ألتق بها كثيرا في أدبنا العربي عامة والفلسطيني خاصة, ذلك الأدب الذي غابت منه بعض الأمور الحياتية, التي كثيرا ما نلقاها لكننا لا نلتفت إليها.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - -جوانب أخرى للمرأة في أدب -زياد خداش