محمد احمد مصري
الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 16:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حادثة شق الصدر:
الحديث في ثابت صحيح أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم (عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره"
كانت حاضنتي من بني سعدِ بنِ بكرٍ ، فانطلقتُ أنا وابنٌ لها في بُهمٍ لنا ولم نأخُذْ معنا زادًا فقلتُ يا أخي اذهَبْ فأتِنا بزادٍ من عند أمِّنا فانطلق أخي ومكثتُ عند البُهمِ فأقبل طائران أبيضان كأنَّهما نَسران فقال أحدُهما لصاحبِه : أهو هو ؟ قال الآخرُ : نعم ، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقَّا بطني ، ثمَّ استخرجا قلبي فشقَّاه فأخرجا منه علَقتَيْن سوداوَيْن ، فقال أحدُهما لصاحبِه : ائتِني بماءِ ثلجٍ ، فغسل به جوفي ، ثمَّ قال ائتني بماءِ برَدٍ ، فغسل به قلبي : ثمَّ قال ائتني بالسَّكينةِ ، فذَرَّه في قلبي ، ثمَّ قال أحدُهم لصاحبِه : خُطْه فخاطه وختم عليه بخاتمِ النُّبوَّةِ ، ثمَّ قال أحدُهم لصاحبِه : اجعَلْه في كِفَّةٍ واجعَلْ ألفًا من أمَّتِه في كِفَّةٍ قال رسولُ اللهِ : فإذا أنا أنظُرُ إلى الألفِ فوقي أُشفِقُ أن يخِرَّ عليَّ بعضُهم ، فقال لو أنَّ أمَّتَه وُزِنت به لمال بهم ، ثمَّ انطلقا فتركاني قال رسولُ اللهِ : وفرَقت فرَقًا شديدًا ثمَّ انطلقتُ إلى أمِّي فأخبرتُها ، بالَّذي لقيتُ ، فأشفقتُ أن يكونَ قد التبس بي ، فقالت أُعيذُك باللهِ ، فرحَّلتْ بعيرًا لها فجعلتني على الرَّحلِ وركِبتْ خلفي حتَّى بلغنا إلى أمِّي فقالت : أدَّيْتُ أمانتي وذِمَّتي ، وحدَّثتُها بالَّذي لقيتُ فلم يرُعْها ذلك وقالت : إنِّي رأيتُ خرج منِّي نورٌ أضاءت منه قصورُ الشَّامِ)
الراوي: عتبة بن عبد السلمي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 373
وسنسرد لكم بعض الاعتراضات
توقف الشيخ محمد أبو زهرة أمام خبر شق الصدر فقال في كتابه: خاتم النبيين: نلاحظ في ذلك الخبر أمرين، أولهما أنه غسله بماء من زمزم، ويلاحظ أن الواقعة إن صحت كانت في البادية في مكان ناء عن زمزم، وإذا كان من ماء مع جبريل فمن أين علم محمد أنه من زمزم؟ وثانيهما أنه ذكر أنه كان يرى أثر المخيط في صدره عليه السلام، وإذا صحت الواقعة فإن المعقول أنه عمل ملك، والملك لا يكون لعمله أثر محسوس، ونحن نرى أن الأخبار بالنسبة لشق الصدر لا تخلوا من اضطراب، وعلى فرض أنها صحيحة، لا نقول إنها غير مقبولة، بل إننا نقبلها إن صحت، ولكن الاضطراب في خبرها يجعلنا نقف غير رادين ولا مصدقين، ومهما يكن الأمر في قصة شق الصدر.
وسار على النهج نفسه الشيخ محمد الغزالي في كتابه القيم فقه السيرة، فقال: ولو كان الشر إفراز غدة في الجسم ينحسم بانحسامها، أو لو كان الخير مادة يزود بها القلب، كما تزود السيارة بالوقود، فتستطيع السير، لقلنا: إن ظواهر الآثار مقصودة، ولكن أمر الخير والشر أبعد من ذلك، بل من البديهي أنه بالناحية الروحية في الإنسان ألصق، وإذا اتصل الأمر بالحدود التي يعمل الروح في نطاقها، أو بتعبير آخر عندما ينتهي البحث إلى ضرورة استكشاف الوسائل التي يسير بها الروح هذا الغلاف المنسوج من اللحم والدم، يصبح البحث لا جدوى منه، لأنه فوق الطاقة.
إنه ليس للشيطان أي طريق أو سلطان على عباد الله المؤمنين والمخلصين والمتوكلين فضلا عن أن يكون له سلطان على النبي نفسه، الذي هو في قمة الإخلاص والتوكل والإيمان. وهذا واضح بصريح القرآن الكريم الذي يتحدث عن الشيطان فيقول :"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان". ويقول تعالى أيضا إنه ليس له سلطان على الذين أمنوا وعلى ربهم يتوكلون. ويقول تعالى في موضع أخر :"قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين". وإذا كان الأمر كذلك فكيف يصح أن يقال إنه كان للشيطان حظ من رسول الله (ص) وقد استمر سلطانه عليه حتى تمكن جبرائيل أخيرا من خلال عملية جراحية نزع علاقة الشيطان من قلب النبي (ص). وبذلك فإن حادثة "شق الصدر" تتنافى مع صريح القرآن الكريم لذلك لا يمكن القبول بها.
ولو كان لهذه القصة حقيقة كسائر القضايا لذكرها أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، الذين هم أدرى بما في البيت ، بينما تراهم ( عليهم السلام ) لم يدعوا صغيرة ولا كبيرة مما تمت بحيات الرسول وتاريخه إلا وذكروها ، فكيف
بهذه القصة التي تعد من قضايا التاريخ الإسلامي ؟ ولو فرضنا أنهم تطرقوا إليها فلم لم نر لها أثرا في أحاديثهم الصحيحة التي وصلتنا ؟ وزد على كل ما ذكرناه ، ما أقر به العلامة المجلسي من أن القصة لم تصلنا بسند موثوق ومعتبر .
وإن أحد المحققين المعاصرين ذكر هذه الأحاديث في تفسيره على سبيل التمثيل ، وصحح الروايات المنقولة في الموضوع ، وفسرها على كونها قضية خارجة عن حيز الماديات .
ولكن هذا التأويل مخالف لظاهر هذه الأحاديث وهو غير قابل للتوفيق بينها ، لأن :
أولا : ورد في الأحاديث إن الغلمان الذين كانوا يلعبون مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أخبروا حليمة السعدية بخبر قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولما عادوا إلى المحل رأوا الرسول ( صلى الله عليه وآله ) منتقع اللون مضطرب الحال .
ثانيا : إن أنس بن مالك راوي الحديث يقول : إني رأيت أثر ذلك الشق في صدره ، ورأى أيضا أثر المخيط الذي أجرته الملائكة في صدره ، وذلك بعد مضي عدة سنوات .
ثم هناك بعض النقاط البسيطة التي يجب ان تذكر
هل من عمل عملية قلب يستطيع مباشرة ان ينهض?? قد يقول قائل نعم بقدرة الله اقول لك لا لانه لو كان ذلك صحيحا لماشق صدره واقتلع قلبه وثم اعيد واخيط صدره لو لم تجرى العملية بهذا الشكل كان هناك احتمال للتصديق اما ان يرى اثر الخياطة بعد مضي سنين اذا كانت عملية كاملة وتتطلب عنايه فائقة بعد العملية كي يستعيد عافيته وخاصة ونحن نتحدث عن عملية قلب مفتوح اي فيه شق القفص الصدري وفتحه ومن ثم اعادته اي لا يستطيع الحراك قبل شهر على الاقل حتى تلتأم قصبات الصدر ام ان الملائكة اعادتهم كما كانوا ولكن لم تستطيع اعادة الجلد كما هو فطروا لخياطته
ثم هل الله يحتاج ان يرسل ملائكة كي يتكبدوا كل ذاك العناء في العملية وهو قادر على اذالتها بدون اي عملية كانت
ثم كما ذكر الغزالي وهل في القلب غدة ما تبعث بمفرزات تحرك الانسان لعمل الرزايا والشر ام كل افعالنا واعمالنا ناتجة عن القشرة الدماغية من حركات وتفكير وادراك وتخطيط وتصميم على فعل امر ما خير او شرا
وهناك امر بالغ الاهمية حين ينزع القلب من الانسان لابد من ان يخدر تخدير كلي فعند نزع القلب واخراجه تتوقف الدورة الدموية يعتبر الانسان قد مات فكيف استطاع محمد معرفة ما فعلوا به.كيف له ان يسمع حديثهم وحفظه والاكثر من ذلك رأى بعينه انهم أتوا بالسكين كي يشقوا صدره وهو لم يجزع ابدا ولم يحاول ان يهرب او يفر منهم بل اكتفى بالمراقبة ماذا سيحدث.
نعم فأن النبي اغمى عليه وخر في الأرض وتغير لونه ولكن كل هذه القصة وما صحبها من تخيلات لا مكان لها لا بالإعجاز ولا بالواقع.
وحادثة انه اغمى عليه تكررت مرارا قبل وبعد بعثته وهذا مرض سنلقي عليه الضوء لاحقا
#محمد_احمد_مصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟