أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)














المزيد.....

رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


رقي الخاطر في (نوبات شعرية..)
انطباعات عن المجموعة الشعرية للباحث المفكر صالح الطائي..
سلام كاظم فرج..
يقول الناقد ابن طباطبا((من صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه ..) كان هذا انطباعي الأول وانا اطالع مستمتعا قصائد مجموعة شعرية استثنائية لباحث ومفكر إسلامي وانساني هو الصديق الدكتور صالح الطائي ... لقد عرفته منكبا على البحث والتمحيص في خزائن كتب التراث العربي يغربلها ويختار الجميل منها ويفند الرديء ويكشف بالأدلة العقلية والنقلية بطلان تلك الرواية او عدم دقتها او صحتها.. وقد سعدت حقا باكتشافي ان الباحث الصديق قد لجأ الى خميلة الشعر ملاذا وانحاز للجمال انحيازا هاربا من ثقل روايات التأريخ وعبء دفاتر الفلسفة واسئلتها وصراع الأفكار والرؤى.. فالشعر ومذ كان واحة الأرواح النقية الجميلة.. وجدت في قصائد الطائي انه يمخض المعنى ويحرص عليه حرصه على المبنى .. لكن المعنى عنده يسبق دائما المبنى فهو مشغول بإيصال رؤيته ونضح وجدانه لمن يحب وقد قال ذلك في إهداءه الجميل إلى التي هذبت هذيانه فجعلته شاعرا (زوجه ) والى الذين أغروه بالتشبث بحب الحياة (أولاده..) والى الذي هذب جنونه وجعله ثائرا (العراق )..
ان قصيدة مثل (من حقي ان احلم بوطن ).. تؤشر لعمق اللوعة على وطن جميل يوشك ان تناهبه المؤامرات والفتن الطائفية .. فهو يحلم(بوطن كجميع الأوطان يحترم الانسان/ وتتعايش فيه جميع الأديان/ ويتقاسم فرحته اهلونا/ وجميع الجيران/ لا يأكل لحم الانسان / الانسان).. وفي قصيدته (لست بعيدا..) يبني صورة مقاربة لهول الشعور بالغربة (ليس أصعب / ولا أقسى من ان تشعر بالغربة وأنت في الوطن/ لست بعيدا/ فعلى بعد شهقة مني/ يقع الوطن مضرجا بفساد الحكام..). انطباعي هنا ان الطائي يصر على وحدة البناء والمعنى فلا يخوض في تجارب الغموض الحداثي فوحدة الموضوع من اهم مميزات شعره.. والوضوح الصارم من ابرز أدواته فلا غلو ولا تفريط بموسيقى الكلمات..
وفي مرارة الإحباط من بعض نتائج التجربة الديمقراطية يقدم لنا نصا غاية في الشجن واللوعة ( إصبع بنفسجي)..
(في السبابة لون بنفسجة / أقصص رؤياك ولن تندم/ فمنا مملوء بالدم / لا تهتم !!/ لعمر ولى/ حلوه مرٌ علقم !!!)
ان الاستعارة الجميلة المتقاطعة مع وصية يعقوب عليه السلام (يابني لا تقصص رؤياك ) تستمزج الحلم الجميل بإمكانية رقي شعبنا مالكا لأمر نفسه واصلا الى الذرى التي وصل اليها يوسف النبي.. ولكن ولفداحة الخسران يستبطن الشاعر سخرية مريرة واستهانة بما جرى ويجري فيقول إقصص رؤياك. فماعاد الامر يهمني.. وتلك سخرية مرة مما تؤول اليه النتائج..
ومن القصائد الجميلة التي تزخر بالفتنة والشجن والتي أعدت تلاوتها اكثر من مرة ( إلى العزيز الراحل..) بدأها بتقديم جميل يقول فيه (بالرغم من كوني قد بلغت السادسة والستين. وبالرغم من إنه قد مات وأنا جد وعندي أحفاد.. لكني ما زلت أشعر بوطأة اليتم وأفتقده ..). هو يتحدث عن أبيه الراحل ...
[[(ذكرتني بك نجمة شديدة التوهج بارزة من بين كل النجوم / ذات مساء جعلني البرد ارتجف بشدة / إحتجت إلى حضنك/ لأشعر بالدفء/).. ]]هذا الإسراف في التداعي الحر للكلمات قد لايرضي الناقد المعاصر لقصيدة النثر التي تؤثر التكثيف على الاسهاب.. ويقترح على الشاعر ان يكتفي بالقول ( ذكرتني بك نجمة !).. والاستغناء عن شبه الجملة (ذات مساء ..).. لكن مع الطائي كان الاسهاب في حديثه مع الراحل العزيز يعادل دعاء ً ومناجاة يحتاجها الشاعر والمتلقي الموجوع بمثل هكذا فقد بعيدا عن النظرية النقدية المعاصرة.. إن معادلة القرين والدلالة تجعل من المعادل الموضوعي لمفردة الفقيد الراحل (النجمة ..) تمتلك خاصية البعد المفرط في بعده فالفقيد بالنسبة للشاعر بعيد كبعد تلك النجمة التي ذكّرته .. وهو متوهج في حضوره في الوجدان كتوهج النجمة.. وهو بارز من بين كل من يعرفهم في هذه الدنيا.. ومن اجل ذلك يكون الإسراف في تداعي الكلمات والوصول بها الى تخوم المعرفة بمكانة الفقيد في قلب الشاعر يكون مبررا.. بل محببا ومطلوبا..
وبعد / ان المجموعة تضم اكثر من خمسين قصيدة .. تتوزع على أغراض متعددة منها الوجداني والسياسي والاجتماعي والفكري . وتتوزع على أنماط شعرية مختلفة ينتمي اكثرها لما يمكن ان نسميه بقصائد الشعر الحر وقصائد النثر.. وكلها ترفل بروح الشعر ومخاض الفكر النير والوطنية الحقة.. فتحية للمفكر الطائي الذي زاره ملاك الشعر فلم يبخل علينا بما انتجته تلك الزيارة..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤيوية في نص لفاتن نور...
- لذة الكأس ولذة الصلاة..
- العودة إلى الكهف..
- قراءة في نص لإبراهيم البهرزي....
- قصيدة من بيت واحد..
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )
- إنطباع حول تنورة مارلين للشاعر وديع شامخ
- قراءة في رواية (كاهنات معبد أور لرسمية محيبس )
- تأريخ الكوت السياسي..قراءة وإنطباعات وملاحظات
- زورقاء اليمامة...
- زوبعة في فنجان الصباح ...
- قلبي الزعول.......
- قوارب طارق...( نص تائه )
- قصيدة حلمنتيشية ...
- معطف الماغوط... ربما


المزيد.....




- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)