نفثات جمر

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 02:44
المحور: الادب والفن
    

نفثات جمر

نظلّ والقدر المجنون نصطرع
والريح تلفع وجهي وهي تبتدع
صفع السياط على وجهي تمزّقه
كأنّ اسنان ذئب منّي تقتطع
لحماً يصبّ دماً في الرمل يرسم لي
لوح العذاب وما عن غيّهم رجعوا
وجوههم جلد حرباء تغيّرها
تلك الرتوش على اوهامها رفعوا
بيارقاً تتجلّى وهي خافقة
في ظل من حوّروا الاحلام واصطنعوا
لعب الحبال بما جادت ثعالبهم
طفر الموانع مذ جاؤوا لنا اخترعوا
من الدوالي عناقيداً محرّمة
ملك الشهيد وفي العابهم صنعوا
طيناً تماثيله كانت مشوّهة
وفي معارضهم نمنا وما هجعوا
نسير في الليلة الليلاء علّ لنا
نجماً يقود خطانا بأس ما شرعوا
نهباً قبيل صلاة الفجر حاديهم
لكع الرجال وما صلّوا وما ركعوا
الاّ لسلب اليتامى واندساس يداً
لكلّ كنز حوت بغدادنا هرعوا
لو انّ دجلة تسقيهم على ظمئ
جفّت على ضفّتيها عندما كرعوا
قوم راؤوا في عراقي لحم نعجتهم
وفي الضيافة ما أتمّوا ولا شبعوا
هم باركوا الّلات في بغداد من ذهب
محرابهم عند تلك الّلات يرتفع
دين الدنانير بل اطيانهم شهدت
نخلاً من الماس تحت السعف قد هجعوا
وشيّدوا جنّة والسور فضّتها
طغت وهمّشت الخضراء مذ شرعوا
في ركب قارون كان المؤمنون به
مثل الخفافيش في الأضواء هم قبعوا
قلنا هنيئاً مريئاً في ولائمهم
وفي ولائمهم يغتالنا الورع
لا جنّة الله فيها من ولائمهم
ولا ولائم قارون بها قرعوا
كؤوس من زنجبيل او شراب له
تاقت نفوسهم مذ شاعت البدع
مهري صهيله رجماً للزجاج غدا
وعينه مثل جمر حين تلتمع
لجامه بفم مدميّ يعلكه
وقد يجوز قروناً عبرها شرعوا
وهم يصوغون والشيطان يسكب في
اقلامهم حبره والقوم ما جزعوا
مثل الحمير هنا داروا وما اعتكفوا
في ظلّ أحلام شيطان له صدعوا
باعوا العمائم في أسواق مغرية
وفي مسارحها داروا وقد خلعوا
ما يرتدون وقد فرّت حمائمهم
لا صقر في الجوّ مذ راياتهم رفعوا
لله طاووس قوم جاس في سفه
من هذر دعواه ما يغني لمن خدعوا
لا دعوة بل هنا رقص وميسرة
قرع الطبول وما في قرعها برعوا
انصاف اقزام ام انصاف آلهة
جاسوا بدعوتهم ضرّوا وما نفعوا
لا يستحقّون تكريماً على امل
اذ قد يعودون ذاك العود لا يسع
عصر الصحابة فيما كان يلزمه
اطمار سيدهم توشي بها الرقع
هم جيّروا من بساتين بلا ذمم
وجرّدوا النخل كان النخل يبتلع
صاروا قوارين من بعد الجناة هنا
وحيث لاح إله المال هم ركعوا
هم ادخلوا كلّ فصل في مراقصهم
وفي مراقصهم قلنا هنا برعوا
الفاسدون لهم في كلّ مزرعة
ما يوخز العز من ذل به طبعوا
ذلّوا العراق وفي اعناقهم نقشت
تلك المذلّة ان ضجّوا وان جزعوا

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات