|
الجَحْشنة تجتاحُ العالم..!!
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 01:10
المحور:
كتابات ساخرة
الجَحْشنة تجتاحُ العالم..!! اهداء.. الى صديقي عادل مراد بدلاً من زيارته في مهجعه الصحي .. مع الاعتذار لـ عمر كلول مؤسس حزب الحمير في كردستان
كردستان الى أين؟.. بات سؤالاً صعباً هذه الأيام.. بعد أن أدخلت كردستان مرغمة للاختبار من جديد حينما اكتشف فيها مرجل يؤدي للثورة .. الكرد والثورة .. كردستان حينما تثور .. الثورة الكردية الجديدة في هذا الشتاء القارس.. سخنت الجو وجعلته ربيعاً كردياً بامتياز يتناسب مع طبيعة وسجايا الثوار المتآخين الملتحمين بالجبال الصامدة.. الشامخة.. التي تمنح وتمد محيطها الانساني بالعنفوان والصلابة لذلك ليس غريباً أن نقول: الكردي بطبعه ثائر غضوب لا يقبل المساومة .. هكذا كانت حصيلة تجاربه مع الآخرين عبر التاريخ حيث تطبع على الرفض وعدم الاستكانة للوعود.. وفقد الثقة برجال السلطة ورفض التأقلم مع الدولة الى حد يكاد أن يكون الغاها من فكره .. ساعده على تجاوز وجودها بمختلف تسمياتها في كافة العهود.. التكوين الجغرافي المكون من سلسلة جبال غنية وفرت حاجياته الاساسية ومدته بفضاء حر شاسع لم يعكره الا نزوات البعض من رؤساء العشائر و الآغوات الذين ناصبوه العداء وتاجروا بمصيره ومستقبله.. في سلسلة اتفاقات جائرة مع من تربص به واستهدف وجوده في حقب متتالية.. خلفت عاراً تاريخياً ارتبط بالشعب الكردي تمثل بظاهرة التجحيش كسلوك اجتماعي مدان .. الجحشنة من الجحوش لا علاقة لها بالتجحيش الاسلامي للمرأة واذلالها لا من بعيد ولا من قريب .. التجحيش في المجتمع الكردي.. يتعدى مفهوم الشريحة التي قبلت ان يمتطيها المستبدون الاسلاميون مع وصول جحافل الدين الجديد للمناطق الكردية.. وارتماء البعض منهم تحت اقدام الغزاة الذين حولوهم الى قتلة وسفاحين ومهاجمين لذويهم.. ارتضوا بالذل وقبلوا بوضعهم الجديد كمطايا مستعبدين .. تم سوقهم تحت رايات الدواعش في تلك الأزمنة التي سمعنا عنها وعن كبير الجحوش صلاح .. الذي احرق الكتب ودمر وشرد ونكل بالعباد في مصر وغيرها من الاصقاع التي وطأها.. ومن بعده الأمير الأعور الراوندوزي.. الذي سار على ذات الدرب واقترف اقبح الجرائم بحق اقربائه وجيرانه ارضاء للطغاة العثمانيين.. هذا الارث المتوارث.. الذي ما زال ينتج المزيد من الجحوش في كردستان وبقية بلدان الشرق الاوسط في هذا العصر. في المقدمة منهم جحوش السياسة والبترول المعاصرون لنا.. ممن انخرطوا في صفوف الاحزاب وحولوها من وسيلة للكفاح والنضال الى مؤسسة للجحشنة وسقط المال .. في اول تجربة لهم مع السلطة والادارة التي كادت ان تنمو فيها دويلة كردستان في زمن ينحصر بين ثلاثة عقود فقط ليس الا.. شهد تحولات خطيرة تمثلت بتحول الاحزاب الكردية ـ الرئيسية منها تحديداًـ الى مؤسسات تجحيش تلتهم كل شيء في محيطها الكردي من بلوط واعشاب برية.. كمقبلات قبل وجبة دسمة من كباب اربيل مع قدح من البترول عوضاً عن اللبن الشهير.. وبدلاً من اللهو والرقص تفضل ممارسة الرفس.. ترفس المتظاهرين الجوعى المطالبين بتأمين قوت اطفالهم وزوجاتهم وتسقط بينهم قتلى وجرحى.. ولكي يختلط الحابل بالنابل وتمرر الحكاية تفتح ستارة المسرح المعد لجوقة الاعلام.. للإعلان عن لعبة خرافية تبدأ بشعوذة عن الجيل الجديد من عفاريت يحركون بالريموت كونترول من القطب الشمالي للكرة الارضية يقودهم شاسوار عبدالواحد.. حاملين في جيوبهم جينات مخفية تسبب وجعاً والماً لكبار اللصوص والحرامية.. بالذات من يشغل منهم عضوية المكاتب السياسية.. لا يهم ان كان هذا المكتب تابعاً للحزب الشيوعي الكردستاني أو للحركة الاسلامية.. أم كوران ـ التغيير!.. لكنه ولسوء الحظ يبدأ بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.. وشريكه في التجارة واللصوصية الاتحاد الوطني الكردستاني .. وفقاً للمعاهدة التجارية الاستراتيجية بين المكتبين.. التي اقرت وشرعت المناصفة بينهما بصيغة الـ فيفتي.. فيفتي.. وتداركاً للكوارث المحتملة من جراء مهاجمة المسؤولين في الوزارة والحكومة بعد الانتهاء من المكاتب السياسية.. واحتمال حدوث الفيضان المهدد باكتساح الاصطبلات واقتلاع وتدمير معالف الجحشنة في الإقليم.. تقرر حجب المسرح بستائر فولاذية ومنع شبكات الاتصال من كشف المستور كي لا يتم الحديث عن بقية الفصول التي سيتحكم بها البلطجية.. لتبدأ مع احتفالات أعياد الميلاد مشاركة المجتمعات الاخرى في الالعاب النارية بإطلاق الحرية للأسايش و الزيرفان ومنتسبي الجيش والشرطة لممارسة حقهم في المشاركة باللعب وسمح لهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي .. وان تطلب زج المدفعية والدبابات فهي جاهزة وطاقمها متأهب للمشاركة.. الجميع يعرف ويدرك ان اللعبة المفضلة للسلطة والاستبداد في كل زمان ومكان هي لعبة الموت.. يقول الحاكم ومن حوله المستشارون يرددون: جربنا معكم الجوع ولم تموتوا .. تركنا الدواعش يتقدمون نحوكم.. لكنهم لم يتمكنوا الا من نفر منكم في سنجار ومضاربها .. سجناكم في خيام باردة ولم تموتوا .. قطعنا عنكم الماء .. الكهرباء .. الخدمات.. الرواتب.. وبقيتم احياء تزعجونا بمطالبكم .. يا للأسف !!! الجحشنة لم تعد ظاهرة كردية الجحشنة تنتشر كالوباء في بلدان الشرق الأوسط يتكاثر الحمير الجحشنة تورث المصائب والاوجاع لنا السلطة ولكم الامراض لنا القرار ولكم خيار الموت اختاروا طريقة التي ترغبون الموت بها لنا المال و السلطة ولكم فتاة موائدنا اصرخوا.. تظاهروا .. احتجوا نحن لكم بالمرصاد جهزنا لصيدكم البنادق و العتاد يا اوغاد بالأمس كان الجحش الكردي يقتل المكافح الكردي بالأمس كان الجحش الكردي يقتل الثائر الكردي بالأمس كان الجحش الكردي يقتل البيشمركة الكردي بالأمس كان الكردي الشريف لا يمارس لعبة الموت و ينأى بنفسه عن الجريمة بالأمس كان التجحيش مقصوراً على الخونة بتنا مع السلطة.. سلطة اللصوص والجحوش احزاباً للجحوش وزارات جحوش سياسيون جحوش قادة جحوش البنوك وما فيها للجحوش الجحشنة تنمو في كردستان الحمير تنهق وتتوعد المتظاهرين الجحشنة تقامر بمستقبلنا في كردستان وبقية البلدان اوقفوا هذه الحرب القذرة لن نستكين سيتواصل الكفاح سنتصدى للسلطة الجائرة للحمير الهائجة ولن نقبل الا بالحرية وتوفير الخبز للجياع هذه مطالبنا يا صيّاع الحر لا يهاب الضباع للذل .. نقول الوداع تتكاثر الجموع تتكسر الضلوع تتناثر الدموع في منعطف بين الأرض و السماء الجحشنة تلاحق المتظاهرين الابرياء تريق المزيد من الدماء بلا حياء الجحشنة تخطت حدود كردستان .. عبرت جغرافية الدول الاقليمية .. اصبحت ظاهرة عالمية تعقد مؤتمراتها في افخم الصالات.. بحضور كبار الزعامات.. مع تغطية من ارقى شبكات الاتصالات.. تمارس لعبة الكش مات.. جحش من يعتقد ان الشعوب سترضخ للرقاد والسبات..
ــــــــــــــــــــ
صباح كنجي 25-12-2017 ـ مقال تأجل نشره مؤقتاً بسبب رفسة جحش ما زال يمارس الخديعة.. مد يده لمصافحتي وحينما دنوت منه رفسني بقوة معلناً غضبه مما ورد في متن المقال الذي كان قد سرق حروفه الالكترونية واطلع على محتواه قبل النشر..
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العنف في الاديان كتاب صادق إطيمش الجديد
-
ببلوغرافيا الدم الشيوعي ..3
-
حملة فهد الشاعر ..
-
توما توماس في اوراقه... مآثر رجل وتاريخ بطولة.. 4
-
توما توماس في اوراقه... مآثر رجل وتاريخ بطولة.. 3
-
توما توماس في اوراقه... مآثر رجل وتاريخ بطولة.. 2
-
برزخ أم مزبلة للتاريخ ؟!
-
توما توماس في اوراقه... مآثر رجل وتاريخ بطولة..
-
نحو حل انساني لمشكلة الأطفال الابرياء..
-
منهل التاريخ والميثولوجيا في رواية حب في ظلال طاووس ملك
-
كاظم حبيب يدشنُ طوراً جديداً من الكتابة عن الإيزيدية
-
فريق الحرية وطريق الشعب السرية..
-
كردستان .. حق الدولة ومخاطر الاستفتاء!
-
ليالي الجوع..
-
منظومة الإجرام الإسلامية..!! 3 الإجرام بحق الأطفال..
-
منظومة الإجرام الإسلامية..!! 2
-
منظومة الإجرام الإسلامية.. !!
-
عن الرحلة الى الوطن ..4 كردستان الى اين ؟..
-
عن الرحلة الى الوطن ..3
-
قضية شرف في اجواء شباط 1963
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|