|
ديوك ..وثعالب..!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 17:50
المحور:
كتابات ساخرة
برزالثعلب يوما.في ثياب الواعظينا / فمشى في الارض يهدي ويسب الماكرينا/ ويقول الحمدلله اله العالمينا يا عباد الله توبوا.فهو كهف التائبينا/ وازهدوا في الطير ان العيش عيش الزاهدينا/ واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فاتى الديك رسول من امام الناسكينا/ عرض الامر عليه وهو يرجو ان يلينا/ فاجاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا/ عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعينا/ انهم قالوا وخير القول قول العارفينا مخطىء من ظن يوما ان للثعلب دينا! قصيدة لأحمد شوقي كنا نحفظها في طفولتنا غيبا دون حاجة لعصا او خيزرانة من المعلم المتجهم ! لم نكن حينها نفهم مغزاها الحقيقي بل كان يشغلنا تخيل الثعلب المكاروهو يلبس الجبة والقفطان ويدعو الناس للصلاة فيهم اماما طمعا في الديك المؤذن..! ويعجبنا ذلك الرد الرافض والواعي من ديك لاينسى خبرة اجداده الاحباب ان لا امان للثعالب والذئاب ! ولما كبرنا ووعينا ما يدور حولنا ورأينا بأعيننا نماذج ثعليبة تتستر بالدين والتقوى لتحقيق أغراض خبيثة وكان اول ماراينا ثعالب ادمية تنتمي الى الوكر الام في المحروسة ! والذي توالدت منه ثعالب وانتشرت وديوكا من حولها افترست! كانت تلك الثعالب بلا فراء وولا انياب لا مخالب تلبس جلاليبا وطواقي بيضاء وتلتحي بلحى سوداء يخالطها البياض او لحى مصبوغة بالزعفران والحناء مع سبحة كهرمان تناسب المقام والزمان ولزوم كاريزما الثعلب الشيطان! وكانت الثعالب فيما بيننا تتقى الظهور وتتخفى في الجحور..تتلقى دروسا شبه سرية في خلايا عنقودية وتتشرب دينا غير دين ..!. دين مختلف لم نعهده ولم يعهده اجدادنا من قبل ...دين غريب مريب رهيب هو نسخة طبق الاصل عن قناعات الخوارج.. وتطرف السبئية وتكفيرالحشاشين ! ..دين لاسماحة لخالق فيه ولا رحمة لخلق.. ولا محبة نبي ولا انتماء لوطن بل كراهية للاخر واقصاء .. وتخوين واغنيال ! كنا في الستنينات نسمع عن مخططاتهم وافاعيلهم في قاهرة المعز وعمالاتهم المكشوفة لبريطانيا وامريكا ونقرأ عن جرائمهم واغتيالاتهم وصراعهم مع رجال الثورة بعدما فشلو في الهيمنة و الاستحواذ ! وعرفنا ان بعض الثعالب النائمة تتربص بنا في انتظار فرصة الانقضاض على الحظائر في أية لحظة ومع هزيمة 67 تسحبت من اوكارها بابتساماتها المسمومة وانيابها الصفراء الحاقدة فرحة وشامتة أكثر من بني راحيل ! وكان مشهدا من اقبح وأرذل مارايت في حياتي ..! وفي مرحلة العمل الفدائي ضد فرسان الليخم والشمينت ارتأت الثعالب.. التقية والتواري والسعي للكسب والتجارة والتمتع بملذات الحياة ودفع الرشاوى لضباط الركن مقابل تسهيل معاملاتهم وبناء هياكلهم ! وفي اواخر السبعينات خرجت الثعالب من اوكارها ثانية برعاية الذئب الاعور! وكونوا جمعية توالدت جمعيات ..خدماتية في الظاهر ودعوية تحريضية في الباطن.. وبدأنا نراهم علنا وهم يلوحون برايات الجماعة الام ويتحرشون ويدخلون بنا الجنة !وفي ايديهم الجنازير والسيوف وماء النار! ويحرقون الهلال الاحمر في عز النهار بما فيه من كتب دينية وأولها القران الكريم ويصفون شهداء المقاومة في حرب بيروت بالجيف ! فحصدوا بسببهم كراهيتهم لكل ماهو وطني.. السخرية والنفور و سوء السمعة ! ومع اندلاع الانتفاضة الاولى اجتمع كهنتهم وقرروا تغيير المسمى القديم بسمى اخر جديد لعله يغسل بالنسيان ماعلق في ذاكرة الديوك من سواد! الا ان سيرة الثعالب وممارساتها لم تتغير بل ازدادت انتهارية وانانية واقصائية وتخوين وتكفير وخطف وتعذيب وقتل مزايدة على بعض التنظيمات الوطنية التي انغمست للاسف في وحل الهاجس الامني ! دون وعي لدور التعالب المخطط بعناية بالتنسيق مع الخارج لتخريب الانتفاضة واجهاضها! وكلما كانت خطاياهم تبعدهم عن المشهد كانت اخطاء الديوك تقربهم من جديد ..كما حدث في مدريد واوسلو وممارسات سلطنة المماليك العائدين الفاسدة! وتجلت عودة التعالب الى المشهد بفوزهم في انتخابات 2006 بعد التهالك والفوضى التي انتابت امراءالمماليك البحرية بعد رحيل طومان باي مسموما لا مشنوقا كما ابلغتنا الروايات! وتجلى وجود الثعالب اكثر بالانقسام ذات ليل وارتكاب افظع الجرائم في الدم الواحد ! وبمر بنا الزمن وتزداد الحياة فسادا وثعلبه وينكشف الائمة والتابعون من القعقاع وابو حذيفة الى ابوعبيدة وعبد المعين في عشر سينين ذقنا فيها ولازلنا مرارات بؤس تمزق وطني ومجتمعي واسري مما جعل مانعانية ابعض واقبح واوجع من احتلال ابناء الملاعين ! ويسألونك عن المصالحة ...قل هي وهم ومستحيل بين دم ودم ..بين ألفة وافتراس... بين ضحية وجاني.. برغم التصريحات واللقاءات والغدوات والعشوات والابتسامات والمغازلات والكاميرات وما ذلك الا ترامال سياسي فقد مفعوله .. واذا بلغنا يوما ان الديك المؤذن قد تصالح مع امام الثعالب في قصيدة أحمد شوقي فربما تكون المصالحة بين ثعالب حارتنا وديوكها حينئذ قابلة للتحقيق! والى هنا ادركني الصباح فسكت عن الكلام الصراح... وديك يؤذن لربه ويرغب قبل ان يؤذن الشيخ ثعلب ! مولاي.... لك صلاتي وحياتي ..اطلب عفوك رضاك انت وحدك لا طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولا قربا للثعالب من عبادك ! اللهم انت ربي وحسبي وكفى...
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حمراء اليمامة..!
-
رسالة.. الى الرئيس!
-
قم واستقم..!
-
ياااا سامعين الصوت..!
-
خائف..في زمن الطوائف!
-
ماذا تبقى لكم؟
-
لا عنب الشام ولا تين اليمن..!
-
تمكين مين..ياعم اسماعين!
-
مذبحة .. وماذا بعد؟!
-
ااااي ..من اللي جاي..!
-
الخطايا العشر..!
-
توفيق أبي النحس المتشائل..!
-
0،45%
-
رحل ..أبو خالد..!
-
أنا.. والمخيم.. !
-
أنا ..والشعبية..!
-
أبوس القدم.. وأبدي الندم..!
-
رسالة من تحت الماء..!
-
حسبة عرب..!
-
مصالح يا صالح..!
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|