أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - تعليق على ترجمة قصيدة -عابرون في كلام عابر -لمحمود درويش إلى اللغة العبرية














المزيد.....


تعليق على ترجمة قصيدة -عابرون في كلام عابر -لمحمود درويش إلى اللغة العبرية


أحمد كامل ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


على الرغم من هذا الزخم المترجم من النصوص العربية إلى اللغة العبرية، لم يلق محمود درويش اهتمامًا كبيرًا من قِبَل النقاد والقُرّاء في اسرائيل. ولعلّ ذلك يعود إلى أن القارئ الاسرائيلي اعتاد الاطّلاع على ثقافة الغرب، الأمر الذي جعل الأدب العربي بأجناسه المتنوعة عامة والشعر العربي الحديث بخاصة، تبدو غريبة عن مفاهيم القارئ الأسرائيلي من حيث البيئة الزمانية المكانية ومن حيث اسلوب الكتابة ومضامينها. بالإضافة إلى أن بعض الترجمات كانت تُحدث ضجة ونقاشًا سسياسيّا لا جدوى منه.
العودة إلى النصّ المترجم تبيّن لنا أن المترجمين اتبعوا سياسة واضحة يمكن أن نستشفها دونما عناء كثير، فهم يعرفون بلا شك أنّ ثقافة القارئ اليهودي الإسرائيلي واتجاهاته الأدبية والسياسية بعيدة إلى حدّ كبير عن ثقافة العرب وآدابهم. بل أن المثقف اليهودي أقرب بفكره، كما ذكرنا آنفًا، من حضارة الغرب وهواجسه.
ولمّا كانت اللغة الشعرية المستعملة في الشعر العربي الحديث، كما نرى في قصيدة "عابرون في كلام عابر" لمحمود درويش لغة مركبة من مستويات تمزج بين واقعية الصورة ورمزية الكلمة. لا بدّ نلمس صعوبة الترجمة وعدم مصداقيتها أحيانًا وعدم نقل المعنى الاساسي الذي أراده الشاعر في النصّ الأصلي أحيانًا أخرى. هذا الأمر يجعل المترجم غير قادر على اعطاء النصّ الاصليّ حقه وقيمته الادبية ومفهومه المنشود.
بناء على ما تقدم يمكن القول: أنّ الأديب المترجِم الأسرائيلي يعي مشكلة الصعوبة في الترجمة، فلا مجال أمامه إلاّ أن يجعل النص المترجم قريبّا من مستوى القارئ ليلقى قبولاّ ورواجًا في الشارع اليهودي. فيتبع سياسة تقوم على حذف مفردات وتعابير واحيانًا يحذف جملاً كاملة ذات أهمية، وعلى العكس من ذلك فقد يسعى إلى تطعيم النصّ المترجم بمفردات ذات طابع ديني أو تاريخي له علاقة بالتراث العبري.
ونعتقد في هذا المجال، أن الهدف الذي يقف من وراء هذه الترجمات غير نابع من دوافع قومية ايديولوجية وانما يهدف الى نقل صورة من صور من التخبط والتوتر والصراع الذي ما زالت تتملك المواطن الفلسطيني مدفوعًا بهواجس العودة آملاً بزوال الاحتلال.
إن البعد الرمزي الذي استخدمه درويش في النصّ الأصليّ يزيد من صعوبة فهم المعاني. ومن هذا المنطلق نعتقد أن المترجمين قاموا بحذف كلمات وتعابير وجمل ليتخلصوا من المقروئية ذات الابعاد المزدوجة، ومن اجل تبسيط النص المترجم وجعله مقبولا لدى القارئ العبري، بعيدا عن الغموض والتعقيد. ونرى في هذا المجال أن عملية الحذف التي قاموا بها لا مبرر لها، بل اساءت لمستوى النص وجردته من رمزيته. كما ان عدم التعمق في دراسة النص الشعري وفهمه من مختلف ابعاده اللغوية والمعنوية أدى إلى وقوع المترجمين في أخطاء جسيمة، لا يمكن أن تدلّ الاّ على الاهمال والتسرع في القراءة والترجمة معًا، أو على القصد المتعمد في تغيير الحقائق. وإلاّ فكيف يمكن ان نفسر ترجمة كلمة " خجل" التي وردت في النصّ الأصليّ (المقطع الثالث، سطر 7) بصورة متباعدة المفهوم في الترجمات المعتمدة. فسهام داؤود ترجمت كلمة خجل חוגלות ظنًّا منها أن الكلمة هي حجل. وترجمتها سميدار بيري בושה ظنًّأ منها أن الكلمة هي خجل. وترجمها أهارون امير כבל. أما شيفي جبوني فاختار ألاّ يترجمها بل يحذفها.
إن النص الشعري عند درويش يحمل شحنة جمالية تضاف إلى مضمونه كما أنه يكتب أحيانًا بلغة معقدة يصعب على المترجم التعامل معها. ولا يكفي أن يكون المترجِم متميزًا لكي يوفّق في نقله النصّ الأدبيّ الى لغة اخرى، فمترجم النصّ بحاجة لمعرفة اللغة التي سيترجم اليها معرفة دقيقة، كما هم بحاجة لمعرفة خاصيّة التراث والعقل العربي والاّ ستبقى ترجماتهم بعيدة عن متناول يد القارئ العبري العادي ولن تصل اصداؤها الاّ لآذان دارسي الادب العربي في الجامعات لا تخرج من بين جدران الجامعات والمنتديات الادبية، في حين بلغ النص الأصلي كل مبلغ حتى ليصل إلى العالمية.



#أحمد_كامل_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان - وأقرأ صمت التراب الجميل- للشاعرة الفلسطينية ...
- الكتابة الطفليّة المحليّة أمام تحدّيات التكنولوجيا
- قراءة في ديوان -القصائد الدافئة- للشاعر الفلسطيني حسين جبارة
- منابع ثقافة الشاعر العربي -أدونيس-
- قراءة في قصة (للأطفال) بعنوان -المطر الأول - للكاتب نعمان عب ...
- انحسار اللغة العربية مقارنة بلغات وليدة -الطفرة- التكنولوجية
- دعوة لتعريب مناهج النقد الأدبي
- أيديولوجية النقد الأدبي
- المثقف الفلسطيني وأزمة الهوية القومية من خلال قصة -الغريب- ل ...
- النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة ...


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - تعليق على ترجمة قصيدة -عابرون في كلام عابر -لمحمود درويش إلى اللغة العبرية