|
راحة البال .... مهارة وخبرة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 08:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
... الخبر السيء ، الوصول إلى راحة البال ، ليس من الأمور الاعتيادية والمشتركة التي يسهل تحقيقها ، بشكل جماعي وبدون جهد ، بل يلزمها تخطيط واهتمام حقيقي متكامل ودائم . الخبر الجيد ، أنها ليست مهمة مستحيلة ، وإلا لما كان اختبرها أحد من قبل ، وما كانت لتشكل هذه الصبوة والاشتياق الشامل لتحقيقها اليوم ، وفي مختلف العصور . لكن ، يريد كل فرد أن يستيقظ مرتاح البال وسعيدا _ بصرف النظر _ عن أعماله وطرق تفكيره ورغباته المتناقضة والوهمية بغالبيتها ... راحة البال نتيجة ، ومحصلة ، وخلاصة عيش حقيقي ، وليست تصورات ذهنية وعاطفية . هذا رأي سبينوزا وإريك فروم وستيفن كوفي وسوزان جيفرز وحسين ... وغيرهم كثر . .... ماذا تعني عبارة راحة البال ، كفكرة وخبرة... ؟! من الأسهل والمناسب البداية ، بتحديد حالة انشغال البال بشكل مزمن ، وحالة التشويش الذهني والعاطفي الدائم أو الثرثرة النفسية التي لا يجهلها أحد . انشغال البال مزيج من عنصرين : قلق مزمن وشعور دائم بالذنب والاثم . أو هي موجة من الاستياء والتشويش ، أقرب أفراد عائلتها الضجر والسأم بالتحديد . السأم هو حالة الضجر المزمن ، حيث يستيقظ الانسان صباحا وهو في حالة ضجر . من لا يعرف الضجر ! ما هو الضجر ، وكيف يمكن تحديده ؟ لا ينفصل الضجر عن حالة انشغال البال المزمن ، أو الشعور العائم والعام بالاثمية والذنب . _ موقف الضجر ثابت وموضوعي ، وهو نتيجة ونهاية طريق . الخطأ مركب فكري وسلوكي وإدماني ، لمعالجته يلزم تفكيكه أولا . .... أتذكر أول مرة انتبه ، وأدرك بوضوح أن المشكلة في عقلي وليست ...هناك ، وبعدما يتغير العالم سوف تهبط السعادة علي وعلى أهلي واصحابي . كنت أقرأ مقالة في جريدة الحياة ، لشخص لم اسمع اسمه من قبل ، يتحدث فيها عن استمتاعه بالجلوس تحت الشمس فقط ، بدون أي فكرة أخرى ! لحظتها ، مرت في عقلي حياة كاملة ،...دائما أريد وأسعى أن أكون هناك ، وأغادر من هنا . علي سالم ، عرفت بعدها انه مؤلف مدرسة المشاغبين ، وأحد المنبوذين من الثقافة السائدة . تحدثت _ وكتبت مطولا عن تجربتي الشخصية ، وخاصة سنة 2011 .... السنة العجيبة ، حين قررت التوقف عن التدخين والكحول مع الكتابة اليومية لسنة كاملة ؟ كنت قد بدأت بالاستعداد ل " معركة حياتي " منذ أشهر ، وأخبرت أصدقائي المقربين بذلك . وبعد مرور سنة من الصحو والاهتمام الحقيقي.... أول مرة في حياتي وانا بعمر الخمسين ، أنجح بشكل فعلي وموضوعي ومتكامل . التجربة منشورة على الحوار المتمدن ( 2011 سنة البو عزيزي ) . يوم 1/ 1 / 2012 ....لم أكن ، حتى في أكثر أحلامي غرابة وجموحا لأتخيل أن يحدث . أنا رجل حر وسعيد بالفعل ، احب هنا وأحب هناك أيضا ....هكذا شعرت بثقة . أول مرة اعرف عواطف التقدير الذاتي الملائم ، وأخبرها بدون لبس أو غموض . لقد وصلت إلى ...تجربة وخبرة غبطة الوجود وراحة البال . في ذلك اليوم أحببت نفسي ، وأحببت العالم المتناقض وغير المفهوم _ معي أو بدوني ، وأعتقد أنها تجربة التنوير واليقظة التي كتب عنها الكثيرون .... ولست آخرهم بالتأكيد . .... حتى منتصف القرن العشرين ، كانت مشكلة أغلبية الناس مزدوجة : الجوع والتعب . كان الفرد العادي ( امرأة أو رجل ) يحتاج إلى أكثر من 15 ساعة عمل يوميا لتأمين الضروريات فقط ، وتحت خط الحاجة عاش أسلافنا في مختلف الدول والثقافات . كان الضجر والقلق _ مشكلة الغالبية اليوم _ مشكلة خاصة بالفئة الحاكمة . ومشكلة البقية الجوع والتعب والمرض الجسدي والصريح . بعد النصف الثاني ، تغير العالم والانسان من خلال العلم وبفضله . مشكلة كل فرد اليوم ، انشغال البال المزمن ... القلق وتبكيت الضمير اللاشعوري غالبا . أو ...، درجة أسوأ من المرض العقلي والنفسي ، مرض الحاجة إلى عدو ، وشعاره الثابت : بعدما ننتصر على الأعداء تحل السعادة . حالة الضجر والقلق والشعور المزمن بالذنب ، هي نتيجة وخلاصة . لتغييرها يجب تغيير الأسباب والطريق أيضا ، عدا ذلك أوهام واحلام يقظة . .... ما هي مشكلة الانسان المشتركة ؟ الموت ، والخوف ، والحوادث والمرض . ما هي مشكلة الفرد _ المشتركة أيضا ؟ بكلمة واحدة الزمن . حياة كل فرد ( امرأة أو رجل ) صورة بالألوان والأحداث عن تصوره الفعلي للزمن . الزمان والمكان عنصر واحد ، وليس اثنان ....تلك خلاصة اينشتاين وبوذا قبله . بنفس الطريقة التي يمكن من خلالها فهم أبعاد المكان ، يمكن فهم أبعاد الزمان أيضا . معرفة الزمن ، كانت بدلالة المكان ، والعكس صحيح أيضا . يسهل فهم حركة الزمان واتجاهاته من خلال فهمنا الصحيح للمكان . .... هامش _ خلاصة بحث سابق في موضوع متصل ومتسلسل : الفرق بين الثرثرة والحوار عتبة الكلام . في الثرثرة وظيفة الكلام الأولى ، هي المقاطعة والتشويش على الشريك _ الخصم ، وحركات الجسد مع نبرة الصوت هي للتواصل والتفاهم المتبادل . في الحوار على العكس... التواصل وظيفة الكلام ومن خلاله ، والمقاطعة أو التشويش بالصوت وحركات الجسد . يفصل بينهما الجدل . الحوار ذروة نجاح فن الجدل وسقفه . الثرثرة قاع الفشل في مختلف أشكال الجدل وأساليبه المتنوعة . (للبحث تكملة ) ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (س_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (3_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (2_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (1_س)
-
الفكر العالمي الحديث بعد سبينوزا ( س_س)
-
الفكر العالمي بعد سبينوزا (2_س)
-
الفكر بعد سبينوزا ....(1_س)
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 5
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 4
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 3
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 2
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا _ 1
-
تكملة الاعتماد النفسي
-
الاعتماد النفسي كمحدد لهوية الفرد
-
علاج ما بعد الصدمة !؟
-
تكملة تعديل السلوك المعرفي
-
تعديل السلوك المعرفي 2
-
تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
-
التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
-
التحليل النفسي _ تكملة
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|