طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 04:33
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
علق احد القراء الكرام على الحلقة الخامسة من مقالتي "سائرون" بقوله
" تستاهل نوط الشجاعة
"استاذ طلال لو صدام باقي على راس السلطة كان اعطاك نوط الشجاعة وكم مليون دولار من كوبونات النفط لهجومك على الحزب الشيوعي العراقي مكافئة لجهودك الجبارة لمحاربة الشيوعية وباسم الشيوعية. بس خلي على بالك كل اصحاب الكتابات الصفراء انتهوا في المزابل وحتى البعث انتهى في مزبلة داعش ولكن حزب فهد وسلام عادل بقى في ساحة النضال يناضل في سبيل اقامة دولة مدنية ديمقراطية ويدافع عن مصالح الكادحين.فارجوك لاتتعب نفسك ولا تستطيع انت وغيرك
لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا ان توقف مسيرت هذا الحزب العريق ذو التاريخ المجيد"
والسيد المعلق طبعا يحلق في سماء الخيال ويفترض افتراضات ما انزل الله بها من سلطان, ويفترض ايضا اني (كنت) في حاجة الى نوط شجاعة من صدام اومن غيره. وليس من الصعب الاستنتاج ان ثقافة المعلق تمتلك من الثقوب اكثر مما يمتلك الجبن السويسري, وخصوصا ثقافته السينمائية, لانه لو كان قد شاهد فيلم ساحر Oz لما قال ما قال.
The Wizard of Oz 1939 Full Movie
https://www.youtube.com/watch?v=CsuvQudvkRA
واما عن كوبونات النفط, فالمعلق يناقض نفسه بنفسه, فلماذا انتظر موت صدام او خلعه عن السلطة لأكتب ما اكتب اذا كنت راغبا في الحصول على الكوبونات؟ وكلام المعلق في حقيقة الامر ينطبق بحذافيره على الحزب الشيوعي العراقي وليس علي! فالحزب هو الذي شارك في جبهة مع البعث وصدام في سبعينيات القرن الماضي, وبعد سقوط صدام اشترك الحزب في مجلس الاحتلال الامريكي برئاسة اللص الكبير بول بريمر الذي اختلس ما يزيد عن 8 بليون دولار من اموال العراقيين .
So, Mr Bremer, where did all the money go?
https://www.theguardian.com/world/2005/jul
/07/iraq.features11
الحزب طبعا لم يدعو الى التحقيق في هذه السرقة البليونية برغم زعمه انه يحارب الفساد! ولذا علينا ان نستنتج ان فساد بريمر امر مشروع وعلى عكس غيره من انواع الفساد! ونحن لا نعلم لماذا يتمتع بريمر بهذا الامتياز والاستثناء. والحزب يصمت وحتى لا يقول انه لا يجروء على المطالبة بفضح فساد بريمر لاسباب منها ان مطالبته ستعظّم امام الناس من موبقة اشتراكه في مجلس حكم ترأسه شخص محتال ونصّاب.
ولكن المعلق ينسى, او على الاكثر يتناسى, كل هذه الحقائق ويقوم باستخدام اكثر انواع الدفاعات النفسية بدائية, الاسقاط, فيقوم باسقاط موبقات حزبه علي! ولكنه طبعا لا ينسى ولا يتناسى ان يخبرني بمصيري المحتوم بقبري في احدى المزابل (مزابل داعش؟) عندما الفظ نفسي الاخير او حتى قبله (تهديد مبطن!؟)-ونحن لا ننسى انه يخاطبني ك "استاذ!" ليقبرني بعد سطور قلائل في احدى المزابل! ويتكلم المعلق الذي يزعم اعتناقه الشيوعية في نفس الوقت عن كتابات صفراء, ويخالف بذلك ابسط مبادئ الشيوعية التي تحرّم التمييز بين البشر على اساس لونهم! ولكني لربما اتوقع الكثير من شخص يرميني في المزابل لكوني لا اتفق مع تحالف سائرون, على سبيل المثال, هذا في حين ان لا المعلق ولا حزبه فكروا في, ناهيك عن انهم سعوا الى, رمي بريمر في مزبلة التاريخ او الجغرافية, ليس فقط للصوصيته, بل لانه كان ايضا ممثلا لاحتلال لاشرعي امبريالي سبب في دمار كامل للبنية التحتية وقتل وتشريد الملايين من العراقيين! وفي حين ان المعلق موقن باني ساقبر في احدى المزابل, فان حزبه عمل مع المحتل الذي احال العراق الى كومة هائلة من المزابل! وفرضيات المعلق تستند الى ما كان مفترضا حصوله في الماضي, وحسب علمي لا توجد منهجية علمية لاثبات ما يقوله المعلق, وهذا امر, يُفهمنا المعلق, انه لا يأبه له. فحال كلامه او كلام حزبه هو نفس حال الفتاوى الدينية التي اثبتنا لا علميتها والتي يصمت الحزب صمت القبور عنها اما بسبب عدم امتلاك الحزب للمعرفة العلمية اللازمة او بسبب خشية مُرعبة تحمله على السكوت. اني ازعم انهما الاثنان.
والمعلق لا ينسى ان يمارس وصايته (الملائكية او الجنتلمانية البريمرية!) علي بقوله:
"فارجوك لاتتعب نفسك ولا تستطيع انت وغيرك
لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا ان توقف مسيرت هذا الحزب العريق ذو التاريخ المجيد"!
واني سوف لن اعلق على عدم اجادة المعلق لابسط قواعد كتابة اللغة العربية فيكتب "مسيرت" ليعني بالطبع "مسيرة", ولكني اكتفي بالقول اني لا ادري كيف يخطئ المعلق هنا في كتابة "مسيرة" ونحن طوال الوقت نتحدث عن السير والسائرون, ولذا فان هذا خظاً لن يرتكبه حتى من لم يختم القراءة الخلدونية!
ولكن نصيحة المعلق "لاتتعب نفسك" تثبت ايضا ان المعلق لم يقرأ المقالة, لاني قلت فيها بالنص"حسب غرامشي "كل من يخشى المجهود يحرم نفسه من إمكانية الوصول إلى الحقيقة"". فلماذا يخشى المعلق الحقيقة ويسعى جهده لحجبها؟
التعليق مبني على افتراضات خيالية لربما بقصد التجريح بشخصي لا اكثر, ولكنه مع لك يفشي بحقيقة مرة, بل وبشعة بخصوص الحزب. والحقيقة هي كالتالي والتي سأبدء بشرحها بسؤال اوجهه الي المعلق نفسه. السؤال هو: هل يعتقد المعلق ان صدام كان صنوا للشيطان ان لم يكن هو الشيطان نفسه؟ قد يعترض المعلق هنا ويصرخ باعلى ما يمتلك من صوت بانه ليس انسانا متدينا وبالتالي لا يؤمن بالشيطان. وفي حال اعتراض كهذا فاني سالجأ الى تفنيد اعتراضه من خلال اطروحتين. الاولى مستقاة من سلوك عالم فيزياء الذرة الكبير نيلز بور Niels Bohr. فعندما قام احدهم بزيارته في بيته وجد انه كان معلقا على مدخل البيت حدوة حصان. وكانت وظيفة حدوة الحصان, كما كان شائعا وقتها ولربما الآن ايضا, هي "طرد الشيطان ومنع دخوله البيت"!
"حدوة الحصان تطرد الحسد و الشيطان"
http://khorafa.com/%d8%ad%d8%af%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b5%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%af-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86/
وعندما سأله زائره هل انه يؤمن, وهو عالم فيزياء كبير, بمسائل غيبية كهذه, فاجابه بور انه بالطبع لا يؤمن بها ولكنه سمع انها تفعل فعلها حتى لو كان احدنا لا يؤمن بها!
الاطروحة الثانية هي: اذا كان المعلق لا يؤمن بالشيطان, فهل يؤمن بان افعال صدام كانت شيطانية او ما يكون صنوا لها؟ ونحن نستطيع بكل ثقة ان نقول ان اجابته, بدلالة تعليقه, ستكون "نعم وان افعاله كانت بالتأكيد شيطانية ولربما حتى اكثر شيطانية من افعال الشيطان نفسه!". وهنا لا يهمنا حقيقة عما اذا كان المعلق يؤمن بوجود الشيطان من عدمه. المهم هو الافعال.
اذن نستطيع ان نقول ان صدام, بالنسبة للمعلق, هو المعادل للشيطان, على الاقل بسبب افعاله. ولما كنت ساحظى بمصير, حسب التعليق متعدد الفرضيات, القبر في المزابل, حالي حال صدام, , فلا بد انه يعني, وليس افتراضا هنا, اني ايضا شيطان لان الشيطان (او صدام!) سيكون من اغبى الاغبياء ولا يستحق رتبة الشيطان لو وزع جوائزه (كوبونات النفط) على اناس ليسوا مثله ولا ينتصرون لقضيته-لا يهمنا هنا تحديد هل اني شيطان صغير ام كبير, بل ان المهم فقط هو حصيلة الافتراض باني شيطان. و النيات لا علاقة لها بالامور, فالافعال, وليست النيات, هي الحكم و الفيصل هنا, وحتى المثل يقول ان الطريق الى جهنم معبد بحسن النيات. ولكني اذا كنت انا شيطانا, كبر ام صغر, فهذا يعني بالضرورة ان من انتقده او "اعاديه!" هو الرب نفسه او من هو بمثابة الرب, لان, حسب المنطق الدارج , الشيطان كتجسيد للشر هو نقيض الرب الذي يجسد الخير. والشر او الخير هنا بطبيعة الحال مطلقان. وفي هذه الحالة سيكون الحزب الشيوعي العراقي هو الرب او ما هو بمثابة الرب. ولكن البعض سيعترض هنا, بحق, ان الحزب الشيوعي حزب (يزعم انه) يعتنق الماركسية ولذلك فهو لا يمكن ان يكون هو الرب او حتى ما هو بمثابة الرب. واني ساجيب, اذا اعترض المعترض, اننا نتكلم هنا عن تحالف سائرون, فالحزب الشيوعي لا يحتاج الى ان يكون هو الرب او ما يقرب, لأنه (يستطيع ان يساهم في ان) يجعل من السيد القائد مقتدى الصدر الرب او ما هو صنوه. واذا تسائل البعض "كيف"؟ فاني عندها ساستغرب من هكذا تساؤل لانه لو لم يكن هو الرب لما كنت انا شيطانا, بعرف المعلق وحزبه على الاقل! والحزب, الذي عمره اكثر من ثمانين عاما قد دخل في تحالف اعترف فيه بقيادة التيار الصدري وذلك تحت مسمى حزب الاستقامة (الطريق المستقيم=طريق الشعب! وهذا يذكرني باحد الافلام الهندية القديمة بعنوان "الطريق الوحيد" الذي يُظهر الصراع بين الرب والشيطان, حيث يظهر الشيطان فيه بهيئة رجل عجوز متهالك محدوب الظهر وممزق الملابس في الثمانين من عمره او ما يزيد!). فكيف يمكن تصور ان يقوم طفل وهو لا يزال غير قادر حتى على السيطرة على ممارسته لحاجاته (طفل بحفاضات موفليكس الرخيصة او ما هو اغلى!) في ان يقود شيخا طاعن السن؟ وسيقول البعض بصوت يجعلك تشعر بالرهبة ويحملك على ان تخر صريعا على الارض طالبا العفو والغفران لانك تجرأت بالقول بما هو ليس في الحسبان: "الحزب العريق ذو التاريخ المجيد", وذلك ان لم يمتلك هذا الطفل صفات ربوبية او الاهية تؤهله لقيادة السائرون, وهنا ينبغي ان اتخطى طريقة كتابة اسم التحالف كما هو واراعي قواعد اللغة فاكتب "السائرين", لانهم, او على الاقل البعض منهم, يُقادون ولا يقودون. وفي الحقيقة ان السيد القائد ينبغي ان يكون هو القائد والا لما استحق تسمية القائد, وخصوصا وهو يُقرن بالالوهية بسبب ارتباط بولاية الفقية ومعصومية الائمة الخ, الخ...والقائد هو ظل الله على الارض. والمعلق, الناطق الرسمي او غير الرسمي للحزب, يعترف ضمنا ان السيد القائد هو الرب, او على الاقل, ظل الله على الارض.
و "السيد القائد" صدام حسين (الشيطان) قال: "اذا قال صدام قال العراق"!
والسيد القائد مقتدى الصدر, او ممثله, يهدد قبل اقل من عام
" بإحراق العراق من الشمال والجنوب، في حال أقدمت جهات...على اغتيال مقتدى الصدر"
مدير مكتب الصدر: سنحرق العراق ونقتل المالكي وسليماني وننفذ عمليات في إيران اذا قتل إمامنا
http://www.jbcnews.net/article/263876-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D9%86%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%86%D9%86%D9%81%D8%B0-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A7
والتساؤل هنا: ما هو الفرق بين القائدين, السابق والحالي. فاذا كان الاول يقول انه هو العراق والعراق هو, فان الثاني, او ممثله, يهدد بحرق كل العراق اذا حدث له, او لقائده, اي مكروه, وحرق كل العراق بملايينه الثلاثين او اكثر, وبضمنهم ملايين النساء والاطفال والشيوخ و كذلك الشيوعيين وعشرات الملايين من الناس الابرياء الذين لا علاقة لهم بالحادث المفترض؟ والمفترض, ماضيا او مستقبلا, هو دوما المنطق سواء كان في هذا التصريح الكابوسي-كارثي المرعب او في منطق التعليق! ولكن بالنسبة للمعلق او حزبه, فان السيد القائد او من يمثله, حسب ثنائية الرب- الشيطان, هو الرب, وبالتالي فهو الخير المطلق برغم تهديده بحرق كل العراق! طبعا ان قتل اي انسان هو جريمة وامر غير مقبول بالمرة, ولكن لماذا حرق العراق باكمله من شماله الى جنوبه بدل اللجوء الى القضاء ومعاقبة الجاني؟ فهل حرق العراق باكمله, او حتى جزء صغير منه, هو احد مفردات الدولة المدنية او دولة المؤسسات التي يزعم التحالف بالمطالبة بها؟
ان تصريحا كهذا ينطبق عليه ما يسمى حظر الحظر prohibition of prohibition. فالتهديد بحد ذاته محظور ولكن بنشره تم حظر الحظر. وبالرغم من بشاعة التهديد ووحشيته الا انه يذكرنا بحظر حظر من نوع آخر لدونالد ترامب الذي صرح انه لم يشهد طوال حياته الزوحية مع زوجته ميلانيا انها قامت باخراج غاز من مؤخرتها (واني احاول جاهدا اعادة صياغة العبارة التي قالها ترامب بما لا يخدش الذوق). والكلام الذي تفوه به ترامب بحد ذاته مقرف, ولكن حظر حظره او نشره بين الناس هو اكثر اثارة للقرف. وما قاله ترامب يتعلق بزوجته فقط ولا يسيئ لأحد غيرها رغم مخالفته لقواعد الذوق السليم, ولكن ما قاله ممثل السيد القائد (قدس سره الشريف), أسعد النصيري, يخص العراق باكمله وحرقه من شماله الى جنوبه-وفي دول تحترم قوانينها وشعبها يُعاقب مطلقو مثل هذه التهديدات بعقوبات فادحة وشديدة جدا ويمنعون بالطبع من الاستمرار في مزاولة العمل السياسي طوال عمرهم.
ولذا ان قول مثل:
"سيقول لي البعض وما موقف الصدر من ممثلي التيار الفاسدين حالياً في السلطات المختلفة؟ سيقولون لي إنّه لم يتخذ منهم موقفاً يُقنعنا بجدّيته في الإصلاح أكثر من مجرّد "تبرؤه الإعلاميّ منهم"، وسأقول لهم إن تركة هذا التيار ثقيلة إلى حدّ لا أظن الرجل قادراً على التخلص منها بين يومٍ وليلة، مع إنه قدّم مواقف كثيرة في السنتين الأخيرتين تعزز موقفه الإصلاحيّ، قبل أن يحرم قادة تيّاره الحاليين من الترشّح لمرحلة قادمة في فعلٍ لم يقدم عليه أحد من القادة السياسيّين. فلنصبر عليه وندعمه على ما نرى منه فذلك خير من أن نشكّك فيه على ما لا نرى."
"حول خداع مقتدى الصدر المدنيّين / فارس حرام"
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/1441-2018-02-24-18-40-27
يبدو غير مفهوما بالمرة, لان الكاتب يزعم "إن تركة هذا التيار ثقيلة إلى حدّ لا أظن الرجل قادراً على التخلص (من المفسدين) بين يومٍ وليلة"! ولكن يبدو ان الرجل نفسه, وكما يهدد ممثله, قادر على حرق كل العراقيين بين يوم وليلة ان لم يكن في لمح البصر!
وبرغم ثنائية الله-الشيطان الواردة اعلاه, يزعم الحزب ان تحالفه مع التيار الصدري ليس تحالفا فكريا, بل هو تحالف لانجاز بعض الاهداف وتحقيق الخدمات الخ. اي انه, كما يقول البعض, تحالف براغماتي!
وكما يقول Rob Clements في مقاله الذي نشرته المجلة التي تصدرها The Seattle School of Theology & Psychology (كلية سياتل للدين وعلم النفس- وهي كلية يبحث طلابها في الترابط والعلاقة بين الدين وعلم النفس), ان المنظر الماركسي ارنست بلوخ, الذي اشرت اليه في الحلقة السابقة, كان ملتزما بمهمة رفع القناع الذي تختفي خلفه الآيديولوجية.
Marxism and the God Question: Perspectives from the Frankfurt School
الماركسية ومسألة الرب من وجهة نظر مدرسة فرانكفورت.
https://theotherjournal.com/2013/07/22/marxism-and-the-god-question-perspectives-from-the-frankfurt-school/
ولذا سنتسائل: اليست البراغماتية بحد ذاتها فلسفة والفلسفة بالطبع هي فكر؟ والاجابة تأتينا من موسوعة الانترنيت الفلسفية التي يشارك في تحريرها متخصصون من جامعات امريكية وبريطانية وكندية وغيرها من الجامعات. فحسب الموسوعة, ان البراغماتية حركة فلسفية تشمل أولئك الذين يدعون صحة الأيديولوجية او المشروع إذا كان يعمل بشكل مرضي، اي أن معنى الفكرة يتحدد في العواقب العملية، وأنه يجب رفض الأفكار غير العملية. وتضيف الموسوعة ان البراغماتية تشأت في الولايات المتحدة خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر وانها أثرت ايضا بشكل كبير على غير الفلاسفة، ولا سيما في مجالات القانون والتعليم والسياسة وعلم الاجتماع وعلم النفس والنقد الأدبي. وقد استخدم مصطلح "البراغماتية" لأول مرة منذ اكثر من قرن مضى من قبل وليام جيمس (1842-1910, طبيب وفيلسوف ومؤسس علم النفس), وكان الاعتقاد هو ان البراغماتية مصطلح "قبيح بما فيه الكفاية ليكون آمنا من الخاطفين"! و منذ نصف قرن تقريبا فقدت البراغماتية الكثير من زخمها.
ولكن عاد الاهتمام مؤخرا بها، وظهر ما يسمى ب "البراغماتيين الجدد" مثل يورغن هابيرماس.
Pragmatism
https://www.iep.utm.edu/pragmati/
ولا ندري هل ان براغماتية الحزب الشيوعي هي حصيلة اعادة الاهتمام بهذه الفلسفة وظهور ما يسمى ب"البراغماتيين الجدد" مثل يورغن هابيرماس وتحوله الى حزب ماركسي على نمط "هابيرماسي"! وبخصوض براغماتية هابيرماس, الذي يعتبر نفسه, كما يقال, ماركسيا, فان كاتب المقالة Jürgen Habermas s Critique of Marxism (نقد يورغن هابيرماس للماركسية) يقول ان هابيرماس لا يزال قريبا, ولو في ادنى الحدود الى الماركيسة, ولكن كل ما يقوله كاتب المقالة Anthony Flood يبدو انه يؤكد النقيض.
Jürgen Habermas s Critique of Marxism
http://www.anthonyflood.com/habermasmarxism.htm
ان هذا التهديد من قبل ممثل قائد التيار يعكس نرجسية وتضخم مرضي pathological في الانا لا حدود له, وحظر الحظر هو احد اعراض تضخم الانا كما لدى ترامب ايضا. واني اتذكر ان احد قادة صدام قال بما مفاده انه لا يهم ان مات اغلبية العراقيين وبقى خمسة ملايين منهم-وكان تعداد نفوس العراق وقتها يقارب العشرين مليون. ولو اعدنا صياغة العبارة باختزال العدد مليون مرة, وتصبح بذلك الخمسة ملايين خمسة اشخاص فقط, فان حاصل قسمة العدد صفر (المحصلة العددية للاجهاز على كل العراقيين) على خمسة هو ما لانهاية. وهذه حقيقة رياضية لا يستطيع الحزب بكل براغماتيته "الهابرماسية!", وكما ذكرت في تعليق سابق, تغييرها, والرب نفسه الذي يقول عباده عنه انه قادر على ان يقول للشئ "كن فيكون!" غير قادر على تغييرها قيد شعرة, لانه لو فعل هذا لكف هو نفسه في ان يكون ربا. ان صدام قد قُبر, كما ينوه المعلق, في المزبلة ونحن نتفق معه, ولكن (الآيديولوجية) الصدامية, كما يثبت منطق الرياضيات, قد تضاعفت بما لا نهاية!
ولا ندري كيف يتفق التهديد بحرق العراق مع ما يزعمه البعض ان التيار هو من الاسلام المعتدل! فاذا كان التيار الذي يهدد بحرق كل العراق هو من التيار المعتدل, فكيف يكون حال الاسلام السياسي المتشدد, وذلك طبعا بدون الخوض في تفاصيل فقهية التي يزعم بعضها ان الاسلام هو دين السلام والصفح عند المقدرة والعدل والرحمة؟ واذا كان البعض الآخر يزعم ان الاسلام السياسي, وبكل اصنافه, ليس فاشيا, فاننا بحاجة الى اعادة تعريف الفاشية, وان كنت اعتقد اننا لسنا بحاجة قيد شعرة الى اعادة التعريف.
يتبع
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟