محمد عبد القوي
الحوار المتمدن-العدد: 5799 - 2018 / 2 / 26 - 00:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يوجد الإنسان لأنه قادر علي أن يوجد، علي أن يحيا بكل ما في حياته من إحتياجات عدة، ومدي تغلُّبه علي إحتياجاته، أي مدي قدرته
إنني أفكِّر لأنني أحيا، ولا أحيا لأنني أفكِّر، إن أفكارنا دائماً تعبيرٌ عنا، ولسنا تعبيراً عنها بأي حال، ولو كانت الأفكار تصنع الناس لأمكن صنع أعظم الشعوب بإعطائها أعظم الأفكار، لكن الشعوب العظيمة هي من تصنع الأفكار العظيمة أما الأفكار العظيمة لا تصنع شعوباً عظيمة، بل إنها أحياناً تكون معجِّزةٌ لها، تماماً كما نري في خرافات مروِّجي الإعجاز العلمي وغيره، الذين يستخدمون الأفكار العظيمة لتأكيد أيديولوجيتهم وتغييب عقول الناس، والنتيجة هي شعب مغيَّب يعاني من الذهان العقلي والتردِّي المذري والتخلف المقيت
إن الإنسان هو صانع الأفكار وليس العكس، لأن كل جهاز يصنع عمله، ولا يصنعه عمله، أما إذا أفترضنا أن قصد (ديكارت) كان (القدرة) علي التفكير فهذا إفتراضٌ بعيد لأنه لم يكن دقيق نهائياً، فقد كان عليه أن يقول (أنا أفكِّر، وأشعر، وأسير، وآكل، وأشرب، وأحب، وأنفعل بالأحداث، وأبدع علوماً وفلسفات، وأُطعِم الناس والكائنات ...إلخ) بدلاً من (أنا أفكِّر) فقط أو يختصر الأمر كله ويقول (أنا أحيا)
قد يجادل البعض ويقول : أن التفكير سبباً في ما يفعله الإنسان، وأرد عليه ببساطة وأقول : أن هناك أشياء يفعلها الإنسان لا علاقة لها بالتفكير ولا بعقله، بل هي تكون أحياناً ضد العقل وضد المنطق وضد المصلحة الذاتية، لأنه يفعلها بمشاعره وإنسانيته، أي بوجوده، أي بكينونته، أي بحياته ولنا - مثال من ضمن المئات - في حب القلب المضاد للعقل نهائياً خير مثال علي ذلك
لهذا لم يكن ديكارت مصيباً في فلسفته تلك، أوعلي الأرجح لم يكن دقيقاً كما بيَّنت .
#محمد_عبد_القوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟