حنطوشية / ابو خشم

سلمان عبد

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 11:09
المحور: كتابات ساخرة
    

حنطوشية /أبو خشم

من الأمور المثيرة للانتباه ، هو ان ( الانف ) العضو الوحيد بجسم الانسان الذي لم يتغزل به الشعراء كما يفعلون مع العين و الخد و الفم ، لا بل على العكس يجعلونه موضعا للذم و السخرية ، خاصة اذا كان به نوع ما من كبر حجمه
ولابن الرومي اشعار ساخرة عن كبر الانف ، فهو يصف انف بن حرب :
لک أنفٌ يا اابن حربٍ انِفت منه الانوف
أنت فی القدس تصلي وهوفي البيت يطوفُ
وفي شعرنا الشعبي شيء من هذا :
خشمك يا بعد جلاي شو جنة كباية
وان ما صدكت يا خوي شوف المراية
خشمك بيه زروف اثنين بكد الانفاق
فتحوا مدارس بية.... والباقي أسواق .
. اما انا فاراه العضو الأبرز في الوجه خاصة اذا تناغم مع باقي أعضاء الوجه ، فانفي انا مثلا ، هو العضو الوحيد في جسمي الذي من صفاته دائم النمو ولا يتوقف الا عند مماتي بالعكس من اعضائي الأخرى التي توقف نموها لانتهاء اكسبايرها ، ولهذا تراه كبيرا وكأنه كباية ، كما تمزح معي زوجتي وتقول :
ـــ من كثر ما ترسم الناس بخشوم جبيرة ، شوروا بيك ، والله خله خشمك مثل كباية سوك السراي .
وكثيرا ما يسألني الأصدقاء :
ـــ بم تبتديء حين تريد ان ترسم الانسان ؟ فاجيبهم :
ـــ الخشم .
وفعلا ما من رسم كاريكاتيري رسمته الا وابتدأت بالخشم .
خشمي المبجل ، اعتبره كنصب تذكاري ، تماما مثل المسلة المصرية او ملوية سامراء ، شموخ وعظمة ، اول ما تقع عين الناظر عليه لانه مجلبة للاهتمام ، فيرحب بالصديق باشارة منه الى فمي الذي يبتسم من فوره ، فينصرف نظره عن النصب التذكاري ، ومما يزيدني فخرا به كون كلمـــة أنف مشتقـــة من الأنفــــة ، بمعنى الكبرياء والكرامـــة والشمم ، ادسه كصحفي لالتمس الاخبار و الخفايا وشم المعلومة عن بعد ، وخشمي ثابت المبدأ وصامد ولا تهزه الهزاهز ، فالعين تغمض والشفاه تبرطم والخدود تحمر ، الا هو ، صامد صمود الجبال .
وخشمي لميزته الفريدة هذه كان يجلب لي المتاعب مع حفيدي فلا يحلو له اللعب الا به ، فيمسكه ويمطه ويجره يمين ويسحبه شمال ويرفعه الى الأعلى وانا اصرخ فيه ، لكنه يضحك متماديا بفعلته . ومرة وجدته مدلغم ومهموم وهو ينظر الى خشمي ويبحلق فيه فسالته :
ـــ اشبيك جدو ؟ اشو ضايج ؟ فقال :
ـــ انا من اصير شايب مثلك هم يصير خشمي جبير مثل خشمك ؟
ـــ أي طبعا
ـــ وثكيل ، وراح يتعبني هواي
خشمي كام يخر ، تلاحكولي ، يمكن عاقبني جيف مدحته ، هو ما يحب اللواكة .

#سلمان_عبد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات