أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رددي . . ايتها الدنيا نشيدي














المزيد.....

رددي . . ايتها الدنيا نشيدي


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة ( لوحة )

ا.د.امين احمد ثابت




- يا أخي . . حرام
. . ما خليتم. . لنا شئ .

بنظرة كره واحتقار رمقني - بعد أن حرك عنقه المتصلب. . باتجاهي - كانت قد توقفت سيارة فارهة ؛ نزل من مقعده الامامي بصعوبة بعد أن لملم جثته المنحشرة بفعل ضخامتها ؛ ونزل مرافقيه من الابواب الخلفية بحركة تذكرك بعصابات المافية- كانوا جميعا يرتدون قمصانا واليات على اكتافهم ؛ وتثقل عليهم مخازن الذخائر الموزعة بالتفاف على خواصرهم و. . محيط صدورهم واظهرهم والجانب الخارجي من الفخذين. . . . . .
- اسحبوا اباه . .
خذوه في الطقم .

رمى بأربعين الف ريال قيمة القات طويل العود البلدي ؛ وثلاثون الفا لربط القات الرخيصة للمرافقين
- اربط سوى القات . . حق الافندم .

* * *

وجد نفسه في غرفة مظلمة خاوية - كانت مظلمة نهارا ؛ شديدة الصقيع ؛ لا يصل اليه اي صوت . . سوى ازيز الصراصير . . واحيانا اصوات فئران جائعة تتسرب الى مسمعه ليلا من خارج غرفته الموحشة- يبدو انه. محتجزا. . تحت الارض ......
كم مضى عليه - لا يعرف - ايام . . اسابيع . . لا يعرف ؛ سوى انه يتعذب بالبرودة التى تسربت الى عظامه ؛ والموت اليومي لعدم تناوله ادويته للضغط والسكر
- تتطاول على القائد يا . . حقير .
هذا ما كان يسمعه بين حين واخر ؛ بينما سمع صوتا لمرة او مرتين لشخص . . لم يسمعه . . مكررا - ما . . يشتوا من هذا الشيبه. . سيموت . . حرام - اذا بأصوات مزمجرة ترد عليه: لا . . تغرك شيبته ؛ هذا ( سلول) . . خائن . . ما تتكلم مرة ثانية هكذا . . وإلا . . تعرف ما سيجري لك .

* * *

- آآآه. آآآآآآه.....
صقيع الليل يمزق كل قطعة من جسده - يتلوى ؛ يضرب اي موضع منه . . في الارض ؛ على الجدران . . الحواف ؛ يدق برأسه . . في اي مكان . . حتى تخور قواه و. . يسقط في غيبوبته. . ككل يوم . . اعتاد أن لا يحس بآلامه القاتلة . . سوى حين يغيب عن وعيه ....

* * *
- اين نلاقيه .
. . خرج . . يشتري قات بخمسمائة ريال . . ومارجع.
. . . اين اصحابه ؛ السياسيين . . الكبار - ما حد سأل عنه
. . . . ضيع نفسه - يا ما قلنا له كفاية . . مالك دخل - عش مثل غيرك ؛ ما شئ سيتغير - لم يسمع ...

- طول عمره . . معذب .
. . . لا افاد نفسه او. . اولاده
. . من سجن إلى اخر . . ومطاردة من هؤلاء او . . الذين يجيئون من بعدهم

- طز . . فيه .
. . . هذا ما عمله بيده - ما رضى ينتصح. ( زوجته بغضب ) .

* * *

- اخرجوه. . بسرعة . . قبل ما يموت - انتم مجانين .

وجد نفسه مرميا في بين اكوام من الاتربة والنفايات المتعفنة ؛ وبعض كلاب سائبة تتشممه- انتفض مفجوعا- لم تعد تحتفض جثته سوى ب . . جلد بلاستيكي محروق ؛ وعظام متهالكة بارزة الخروج من مواضعها - بصعوبة وقف على قدميه المتعثرة - بعد ترنح. . كان يقوده للسقوط - اجال نظره في الجهات المختلفة. - سار كالطفل . . عند بدء خطوه الاول - اين يذهب ؛ لا يريد العودة للبيت ؛ لا يريد يرى احدا . . سبق له معرفته ؛ لم يعد . . يريد البلد - الام قاتلة تعصر كل ذرة فيه من جسده - بضعة خطوات . . اذا به يتكوم على نفسه مقرفصاو . . يدخل في نحيب موجوع . . تتلقفه الشوارع الترابية . . في كل الاتجاهات .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربي . . يبحث عن ملاذ
- أعشق . . ولايخيفني تكفيركم
- ما . . يهيأ لكم قصيدة نثر
- تآكل الجدار قصيدة نثر 2017م.
- مزمار الخضر قصة قصيرة
- إنك . . صباح مفرح
- أجمل لوحة . . في العالم
- رقص مترآئي . . في بلد منتحب
- بلد . . بناتج الحريق
- كان . . لنا وطن
- لي . . عشقي
- تراتيل . . افك الحصار
- خطأ الحكم على المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي
- نعز . . وجع المرآآة ومضة
- حرقة قاتلة. . . عسى من يلتقط
- متحرك العقدة الفنية لمسرحية الحرب. اليمنية , على الصعيد ال ...
- سيدي الموت. - مرة اخرى. ... نثر شعري
- فك مشتبكات معاصرة . . في جدل التحرر الفكري ( عند الشباب العر ...
- صرخة . . مستغيث
- عزائي . . أمريكا


المزيد.....




- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - رددي . . ايتها الدنيا نشيدي