|
ثقي بنفسك .... فالحياة إرادة
احمد الهدهد
الحوار المتمدن-العدد: 5794 - 2018 / 2 / 21 - 15:33
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اقل ما يمكن ان يقال بحق امرأة يمكن أنها خلق الله الكامل. إنها رمز الاستقلال والحب والرعاية والكياسة - سواء في الحب أو في الكراهية. وليس بجديد الاقرار بان النساء أقوى عاطفيا من الرجل. كما ان مما لا شك فيه أن النساء يتحملن ألم أكثر مما يفعل الرجال. اذ لا يمر الرجال حتى بنصف الألم الذي تمر به المرأة أثناء المخاض. مارجريت تاتشر، بينازير بوتو وإنديرا غاندي أظهرن أن المرأة يمكن أن تحكم البلاد أفضل من الرجال ... وربما حتى العالم! مع ذلك، لم يتم معاملة النساء بشكل جيد من قبل الرجال طوال الوقت. وقد حرمن ابسط حقوقهن وفرصهن في الحياة. واصبح الغبن في الفرص امرا شائعا جدا يحدث على أساس يومي في مكاتب العمل والرياضة والمصانع والمدارس وحتى الترفيه. كما في مجال التطور العلمي لا يخفى ان معظم المنح الدراسية، في الواقع 99٪ منها تمنح للذكور. والعذر المشترك هو أن تكون الفتيات ربات للبيوت وامهات. بكل صدق وأمانة، هذا الفرض صحيح وممكن التسليم به . نعم ان الأمومة شيء من الله انعم ببركته على الإناث فقط. ولكن هذا لا يعني أن الفتيات يجب أن يكن جاهلات تماما عن مواكبة العالم، والشؤون الجارية، و التأثير في التاريخ. لقد بين النبي محمد في حديث روي عنه ، "اطلب العلم من المهد إلى اللحد". ولم تتم الاشارة في هذا الحديث للتمييز بين الجنسين لم يقل او يشير الى ان "هذا يتعلق بالرجال فقط". لذلك، لا يملك المرء ذريعة دينية لمنع الفتيات من الدراسة. بل بالعكس الدين يشجع على ذلك. في الواقع قال النبي محمد كذلك ، "اطلب العلم ولو في الصين". وهذا ايضا ورد دون تمييز. والفتيات اللائي يتعلمن تعليما جيدا يكن زوجات وأمهات أفضل بكثير من النساء غير المتعلمات. وبهذه الطريقة، لذ فان المجتمع ككل سوف يستفيد من تعليم الفتيات! الكثير من الفتيات في الهند وباكستان والمملكة العربية السعودية وإيران والعراق والعديد من البلدان الشرقية الأخرى تضطر إلى التخلي عن طموحاتهن، لمجرد أن والديهم يشعرون أن الفتيات يجب أن يكن زوجات وأمهات في سن الثامنة عشرة او حتى دون ذلك العمر احيانا. ولا يقتصر الأمر على التعليم حيث تجبر الفتيات على أخذ المقعد الخلفي في الشرق في جميع مجالات الحياة. ويمتد عدم المساواة ليأخذ بعدا اخر ينشر من خلاله أيضا أشياء سيئة أخرى.
من الامور السلبية التي لا يزال يتم رصدها ولا يتم الإبلاغ عنها حالات الاغتصاب حيث ان أكثر من نصف مجموع حالات الاغتصاب لا يتم الابلاغ عنها . وذلك لأن الضحايا لا يريدون الحاق العار بأسرهم من خلال الإعلان عن الاعتداء الذي يمر بهم، ولا يريدون أن يواجهوا استجوابا مشتركا في المحكمة. المجتمع يجعل الضحايا يدفعون الثمن لأخطاء اشخاص آخرين. كذلك تتعرض الأمهات غير المتزوجات للأذى لفظيا وبدنيا حتى في الأماكن العامة. غلاء المهور هو من اكثر المشاكل الاخرى الشائعة جدا. ولا سيما في الهند. حيث ان عائلة العريس تطلب مبالغ هائلة من المال وغيرها من الأشياء الثمينة من والد العروس، لإظهار أن العريس بتقدمه للزواج من ابنتهم فهو يعمل لهم منفعة كبيرة . إذا كان الأب غير قادر على الدفع، فعادة ما تزوج العروس من أي رجل ل ولكن بعد ذلك تعذب عقليا وجسديا وحتى تحرق في بعض الأحيان حتى الموت.
ان قتل الإناث هو الخر من المشاكل التي لا تعتبر جديدة ؛ فقد وجدت لآلاف السنين في الشرق . إنها جريمة قتل انتقائية. وبمجرد أن يولد الطفل، إذا كانت فتاة، فإنها إما تدفن حية أو تغرق. في الغرب، الأمور تختلف الاوضاع حاليا بشكل جذري. حيث لا تعامل النساء على نحو فظيع كما هو الحال في الشرق. وللمرأة في الغرب الحق في التعليم وليس لها أي حدود في مجال الدراسة والتعليم. كذلك النساء في الغرب يتمتعن بمهن رفيعة المستوى وباحترام القيادة والأجور الجيدة أيضا . ولكن لا يزال يتوجب على النساء في الغرب التعامل مع التمييز. والأكثر شيوعا هو الأجر غير المتكافئ. وهذا أمر شائع في كل مهنة تقريبا - رياضة، أفلام، شركات متعددة الجنسيات، مدارس إلخ. كما أنها تواجه مشاكل في الحصول على وظيفة حيث يتنافسن مع الرجال. لا ان الرجل دائما بطبيعة الحال يفضل على المرأة. وبالتالي، هناك الكثير من الاختلافات في طريقة معاملة النساء في الشرق والغرب، ولكن هناك أيضا بعض أوجه التشابه النسبية الفرق ممتع ومؤسف عندما نراه بالأرقام، فحتى عام 2015 نالت 48 إمرأة جائزة نوبل، ثلاثة فقط محسوبين على العالم الإسلامي كالآتي: ”ملالا يوسف“ من باكستان و”توكل كرمان“ من اليمن و”شيرين عبادي“ من إيران والثلاثة في مجال السلام والمطالبة بتغيير أوضاع مجتمعاتهم فكافأهم الغرب ونبذهم الشرق. متى أرادت المرأة الشرقية تغيير واقعها عليها أن تنتفض وتثور وتتمسك بالحياة. وأول الخطوات لذلك هو مطالبتها بحقوقها الطبيعية، الحق بالحياة والحرية والتعليم. وليس التطور خلع ثياب أو لبس ثياب بل التطور هو التفكير والعيش بكرامة، فالحياة إرادة وفرصة لا تتكرر، هي صالحة لمرة واحدة فقط.
#احمد-الهدهد
.
#احمد_الهدهد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-شتانَ ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابرِ-
المزيد.....
-
للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال
...
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|