أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خلف علي الخلف - فضائح المنظمات الإغاثية الدولية














المزيد.....

فضائح المنظمات الإغاثية الدولية


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 14:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تواجه منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية فضيحة متفاقمة في وسائل الإعلام، تتعلق باتهامات طالت إخفاء المنظمة نتائج تحقيق داخلي في مزاعم قيام بعض العاملين فيها بأعمال لا أخلاقية خلال ممارسة عملهم في تسليم مواد الإغاثة الإنسانية في هايتي عام 2011.

نتج عن هذه الفضيحة حتى الآن استقالة نائب الرئيس التنفيذي في المنظمة؛ التي قالت إنها تشعر بالخجل! وكانت مسؤولة سابقة في المنظمة اتهمت رؤساءها بتجاهل الأدلة التي قدمتها، ورفض تخصيص موارد لمتابعة التحقيق والتستر على اتهامات بالاغتصاب طالت أحد العاملين، مما دفعها إلى الاستقالة.

هذه الواقعة ليست فريدة من نوعها في سجل عمل المنظمات الدولية، الإغاثية أو غيرها من المنظمات التي يعمل بعضها تحت راية الأمم المتحدة بما فيها قوات حفظ السلام الدولي؛ فقد تعرضت منظمات كثيرة لفضائح أخرى مشابهة.

لم تلتفت وسائل الإعلام البريطانية لموضوع الفيلا المستأجرة لمدير فرع المنظمة في هايتي بالطبع، إذ يبدو أنه سلوك اعتيادي وطبيعي تمارسه كافة المنظمات الدولية! فأن تخصص «أوكسفام» فيلا لمديرها لتنسيق صرف مساعدات شحيحة لضحايا زلزال ينامون في العراء ولا يجدون ما يأكلونه لا يندرج في إطار أي نوع من الفضائح!

هذا سلوك معتاد! لذلك لم يتوقف عنده أحد، فبالعين المجردة ودون الحاجة إلى مجهر يمكن أن تلاحظ أن غالبية موفدي المنظمات الدولية لمساعدة الضحايا الذين يموتون من الجوع، أو من نزيف الدم أثناء الحروب، أو من التشرد نتيجة الكوارث الطبيعية؛ يسافرون على فئة الدرجة الأولى على الأقل، إن لم يكن في درجة الأعمال، ويسكنون في فنادق خمس نجوم أو في فلل فخمة تستأجرها المنظمات بأسعار مضاعفة عن سعرها الطبيعي! لا نتحدث هنا عن الفساد داخل هذه المنظمات الذي يكشف عنه دائما في وسائل الإعلام، ولا عن فساد المقاولين المحليين الذين ينفذون الأعمال لصالح هذه المنظمات، بل عن سلوك اعتيادي لا يتوقف عنده أحد، ويستنزف جل الموارد الشحيحة المخصصة لإغاثة ضحايا! ومن يبحث في السجل الاقتصادي لتاريخ هؤلاء المديرين والموظفين سيجد أن بعضهم كان يعيش في غرف لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، ويسافر في أرخص القطارات؛ قبل أن ينتقل إلى عالم الرفاهية على حساب الضحايا والمشردين الذين غالبيتهم من سكان العالم الثالث المنكوب بشكل دائم!

سلوك الرفاهية الاعتيادي، الممارس على نطاق واسع في جميع المنظمات الدولية، يبدو مخجلا أكثر من أي فضيحة، بل أكثر من فضائح الفساد. فالصورة المشرقة لموظفين من منظمات دولية أو إغاثية يوزعون الإغاثة أمام العدسات، يقع خلفها عالم أسود وقبيح وعنصري أيضا.
فبعد أي كارثة إنسانية تقع في العالم الثالث عادة، تتحرك الدول المانحة؛ والتي منها دول الخليج العربي، لإقرار مساعدات عاجلة للضحايا لمواصلة الحياة والنجاة من موت محتم في بعض الأحيان. وبغض النظر عن أن هذه المعونات تسد نسبة ضئيلة من الاحتياجات الحقيقية، إلا أن الرقم الدفتري لها يبدو ضخما، وهو ما تتعامل معه المنظمات الدولية والخيرية على شاكلة العمل التجاري، فتسعى كل منظمة للحصول على حصة من هذا الرقم الذي يسيل له اللعاب.

إن الأرقام المعلنة في وسائل الإعلام من الدول المانحة لمساعدة ضحايا الكوارث وهي بالمليارات تذهب في مجملها إلى جيوش الموظفين في المنظمات الدولية والإغاثية، وهم في نسبتهم الغالبة من الغربيين! حتى في ظل عدم وجود فساد مالي أو هدر تستولي هذه المنظمات على المليارات لسد حاجيات موظفيها أولا! وما يفيض عن ذلك يرسل للضحايا الذين جمعت الأموال باسمهم، وهو ضئيل جدا، لكنه ضروري ولازم لتستمر هذه المنظمات بجمع الأموال باسم الضحايا، لتطعم موظفيها وجبات فاخرة من الطعام الآسيوي الذي أصبح شائعا في الغرب، وتحجز لهم رحلات الدرجة الأولى وفنادق الخمس نجوم والفلل!

هذا لا يناقشه الإعلام الغربي! يبدو أنه طبيعي ولا يثير حتى التساؤل أن يترفه العاملون الغربيون على حساب الضحايا الذين هم مجرد أرقام من العالم الثالث، لا يعنون شيئا سوى منح هذه المنظمات مبررات الوجود.

لا أتحدث فقط عن مشاهداتي خلال الكارثة السورية، بل خلال بحث أجريته في قسم العلاقات الدولية في جامعة مالمو السويدية، عن «مشروع الاستجابة الطارئة لمنظمة الهجرة الدولية للأزمة الإنسانية السورية» اكتشفت أن هذه المنظمة التي بالكاد يسمع باسمها أحد، وبالكاد يسمع بنشاطها أحد، لديها جيش من الموظفين يبلغ تعداده تسعة آلاف موظف! يقومون بأعمال هامشية تندرج تحت ولاية منظمات أخرى كالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. لكن هذا الجيش يعتاش بشكل معلن وقانوني على المساعدات الشحيحة وغير الكافية المقدمة من المانحين لإسعاف اللاجئين. أليس هذا فساداً أخلاقياً أكبر من كل الفضائح الجنسية والفساد المالي والهدر الذي يطال هذه المنظمات بين فينة وأخرى. علماً بأن ما يصل إلى الإعلام الغربي من هذه الفضائح هو ما لا يمكن ستره! فنطاق عمل هذه المنظمات هو العالم الثالث الذي لا يقع في اهتمامات متابعي وسائل الإعلام في الغرب.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العنصرية الخفيّة واتنزاع الأطفال من ذويهم في السويد
- فنون الوحشية عند تنظيم الدولة الإسلامية
- أين أخطأ البارزاني في مشروع استقلال كردستان
- قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران
- الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي
- الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية
- الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر ...
- خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد
- الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن ...
- الوسط الثقافي السوري.. من حروب الفتات إلى حرب التمويلات الكب ...
- ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-
- في إنقاذ المسلمين من الإسلام


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خلف علي الخلف - فضائح المنظمات الإغاثية الدولية