أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !














المزيد.....

عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !

سليم نزال

من الصعب للمرء ايا كان معرفة حياة كاملة لشخص عاش فى مراحل معينة من التاريخ خاصة عندما يكون هذا تاريخ بعيد.
ان تفهم شخصا عاش فى مرحلة موغلة فى القدم لا بد ان تعرف اشياء كثيرة عن تلك المرحلة.منها اللغة او اللهجة و انماط التفكير و منها ايضا ات تفهم سيكولوجية الشعب او الناس فى تلك المرحلة.على المرء ان يعرف اشياء كثيرة حتى يتسنى له بعض المعرفة.

ما فهمته من صديق قابلته منذ سنوات ان ابو يوسف الطحان مات انتحارا و هو امر اخفاه محبيه عن الناس لانهم اعتبروه امرا معيبا .و لذا اخترعوا قصه سفره الطويلة لكى يبقى هناك امل ما بعودته.

و قد اكد لى هذا الصديق ان ابو يوسف مات حزينا على زوجته التى ماتت فى ظروف لا يعرفها احد.
سرت اشاعات انها انتحرت برمى نفسها من تلة على سفح الجبل المطل على القرية و يعرف بجبل الارواح . كذلك تردد كثيرا فى القرية ان ابا يوسف كان يذهب يوميا الى بئرماء يجلس بجواره و يظل ساهما .
كان يطيل النظر فى السماء ثم ينظر الى البئر.

حاول بعض كبار السن تفسيرذلك.هناك من ظن ان ابو يوسف ينظر الى اشعة الشمس من خلال البئر.و هناك من قال ان ابا يوسف يعتقد ان البشر اتوا من السماء بداية ثم دخلوا فى سجن الحياة و ان البئر كناية عن محدودية الحياة لان فضاء السماء واسع و فضاء البءر ضيق. و ان الرجل يبحث عن طريقة ما يحرر فيها الانسان من القيود التى فرضها على نفسه . و لهذا قيل فى القرية ان ابا يوسف دخل فى مرحلة الاحزان الكبرى لانهم سمعوا من الجيل الاقدم ان ابا يوسف كان قد دخل فى مراحل الاحزان الصغرى فى اوقات سابقة.

مثلما ساد الاعتقاد لدى الاجيال الاولى فى المائة عام الاولى ان ام يوسف ربما سقطت فى البئر و الا ما معنى ان يلازم ابا يوسف البئر ليل نهار كما كان يقال.ثم سرت اشاعات اخرى تقول انها ماتت كما تموت الشمعة اى انها كان تذوب كل يوم.سالت الصديق ماذا يعنى ان يموت الانسان مثل الشمعه . قال ان فكرة ذوبان الانسان كشمعة لا تحصل الا مع القديسين.

لم افهم بالضبط ما يعنيه و قلت له هل يقصد بالقديسين تراكم طبقات الطيبة لدى الانسان الى درجة تعطل معها كل نوازع الانانية .ابتسم و قال من الصعب شرح ذلك لكن ربما تعرف هذا بدون ان يشرح لك احد.

و بالفعل حصل هذا ذات يوم عندما شاهدت صبية فلاحة تحمل جرة مرات من العين.كانت ترتدى ملابس زاهيه و منديلا على راسها كان يخفى قليلا من شعرها .

ما زلت اتذكر هذا كانه حصل للتو .نظرت الى وجهها فرايت انعكاس الشمس على وجهها . كان وجهها قد احمر من اشعة الشمس و كانت جميلة الى درجة لا اظن انى رايت مثل هذا الجمال من قبل.

و المحير فى الامر ان الوقت كان قرب المغيب .و لم يكن هناك شمس ساطعه لتنعكس على وجهها . لذا ازددت حبا فى معرفه من تكون تلك المراة . سرت خلفها ثم اختفت بسرعة بين اشجارالزيتون.

و حتى هذه اللحظه لا اعرف ان كنت قد اضعتها ام انها كانت بعضا من اشعة شمس بدت لى كامراة.كنت مرهقا حينها لذا بدات اشك ان ما رايته كان حقيقة .
الحياة ليست دوما قابلة للتفسير كما كنت اعتقد . و اعتقد ان اختفاء زوجة ابو يوسف ربما له علاقة ما باختفاؤه ايضا.
.لذا كان على فى الاعوام الماضية ان اسافر فى رحلة مكوكية بين الازمان و العوالم والاماكن لكى اتعرف على الشخصية الحقيقية لابى يوسف الطحان.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على فندق فى كراكوف كتب وداعا لينين !
- اشكالية اللهجات بين المشرق و المغرب
- لكى تنتهى من ثقافة التعميم الرومانسية !
- اضاءة على بعض الاشكاليات المعاصرة
- عن تلك الايام الرائعة!
- عن العلاقة بين العرب و الهند
- من هنا تولد الاسطورة !
- حديث الاثنين !
- فى الية اشتغال الفعل الثقافى العربى
- محاولة لفهم اليات اشتغال الثقافة فى الصراعات العربية
- فى زمن التوحش و تراجع القيم الانسانية
- احاديث عبر الحدود!
- صوت موسيقى من بعيد
- تاملات فى يوم بارد!
- عن تلك الايام البعيدة!
- عن الهند و فلسطين
- كان يوما رائعا !
- فى الثقافة !
- عندما يصبح الشاعر رجل سياسة بعيد النظر !
- بداية مرحلة علمنة الفكر القومى العربى


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - عن ابى يوسف الطحان و عالم الاحزان الكبرى و الموت !