|
مقارنة بين الزحاف والعلّة وما حولهما
كريم مرزة الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 09:10
المحور:
الادب والفن
أولا - مقارنة بين الزحاف والعلّة :
الزحاف والعلة كلاهما من التغييرات المسموح بها للشاعر بحيث تكون مجالاً وفسحة للتغيير في التفعيلات حسب حركات البيت وسواكنه والفرق بينهما من أربعة أوجه هي : 1 - الزحاف تغيير يحدث في ثواني الأسباب والعلة تغيير يحدث في الأسباب والأوتاد . 2 - الزحاف يكون بالنقص ( بتسكين المتحرك أو حذفه أو بحذف الساكن) ، والعلة تكون بالزيادة والنقص . 3 - الزحاف قد يقع في أي تفعيلة من الحشو والعروض والضرب ، أما العلة فلا تقع إلا في العروض والضرب غالباً . 4 - - الزحاف إذا وقع لا يلزم غالبا وإذا لزم سمّي زحافا جاريا مجرى العلّة ، والعلّة إذا وقعت ألزمت الشاعرغالبا الإتيان بها في جميع أبيات القصيدة ، وفي الموقع نفسه ، وإذا لم تلزم سمّيت علّة جارية مجرى الزّحاف . (1) ويتفق الزحاف والعلة في ثلاثة أمور هي : (1) مطلق الحذف . أي الحذف سيان جاء في السبب الخفيف أم الثقيل ، أم في الحشو أو العروض أو الضرب . (2) الدخول على الأعاريض والأضرب. (3) الدخول على ثواني الأسباب . (2)
ثانياً - الزحافات التي تجري مجرى العلل ، والعلل التي تجري مجرى الزحافات : أ - الزحافات التي تجري مجرى العلل : الزحاف وما أدراك ما الزحاف !! يزحف ولا يبالي ، يهجم على العروض من الزحاف ما يجري مجرى العلة، فيلتزم . وذلك في بعض الزحافات التي تلحق العروض أو الضرب . مثال ذلك: القبض في مفاعيلن (فتصير مفاعلن) في عروض البحر الطويل. فلا بد من التزام (مفاعلن) في العروض في أبيات القصيدة كلها . تفعيلات البحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن الشكل السابق هو الشكل الأصلي لبحر الطويل ، ولكن علماء العروض يقولون أن التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول أو ما تسمى بـ ( العروض ) تأتي دائما مقبوضة ، أي تأتي ( مفاعلن وكانت في الأصل مفاعيلن فحذفنا الخامس الساكن وهو الياء ، فأصبحت مفاعلن، واشترطوا أن تكون هذه التفعيلة ثابتة في نهاية الشطر الأول في جميع أبيات القصيدة ، فأصبحت تفعيلات البحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن هكذا لزاما في كلّ أبياته ، ويستمر زحاف القبض حتى ختام القصيدة كأنها علّة لازمة ، هذا ما يسمى ( زحاف جاري مجرى العلة ) . وحتى لو جاء القبض قي العروض والضرب ، يجب أن يجريا مجرى العلة ، مثال : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ ستبدي/لكلْ أيْيا/مماكنْ/تجاهلن* * ويأتي/كبل أخْبا/ رمن لم/ تزوْودي يعقب الدكتور علي يونس (موسيقاه)على هذا البيت دون أن يقطعه - وقطعه السيد الهاشمي في (,ميزانه ) بكتابة عروضية خاطئة للضرب (3) - قائلاً : " تعد (مفاعلن) صورة مزاحفة من تفعيلة " أصلية"هي "مفاعيلن" ، ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له ، فإذا جاءت عروضاً عدّ ذلك كسراً ، وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر." (4) كلام الدكتور يونس يحتاج لتوضيح ، فقوله :" ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له " ، يقصد بالوزن المقبوض العروض والضرب للبحر الطويل ، لا البحر الطويل كلّه، وكذلك قوله : "وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر."" يعني بالوزن الآخر ، هو البحر الطويل نفسه لكن من نوع الضرب التام المنتهي بـ " مفاعيلن" ، وإليك مثال من هذا النوع الأخير: غنى النفس ما يكفيك عن سدّ خلةٍ *** فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا غننْ نفْ/ سمايكْفي /كمن سدْ/دخلْ لتن **فإنْ زا/دشي ئنْعا/دذاكلْ/غنى فقْرا(5) " فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن وهذا من البحر الطويل المقبوض العروض والتام الضرب مثال آخرمن البحر البسيط : مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن هذا هو شكل البسيط الأصلي ، ولكن فاعلن الأخيرة في كلا الشطرين تصبح ( فــَـعـِــلــُـنْ ) ،وهذا زحاف ولكنه مستمر في كل الأبيات ، وهذا أيضا زحاف جاري مجرى العلة مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن وعموماً الزحافات التي تجري مجرى العلل نجدها باختصار عند : 1 - القبض في عروض الطويل ، و في أحد أضربها . . -2 - الخبن في بعض أنواع البسيط 3 - الخبن في بعض أنواع المديد مرفوقاً بالحذف . 4 - الخبن في عروض مخلع البسيط وضربه بمصاحبة القطع . 5 - الإضمار في بعض أنواع الكامل بمصاحبة الحذذ. 6 - العصب في أحد ضربي مجزوء الوافر. 7 - الخبل في أنواع من السريع بمصاحبة الكسف فتصبح مفعولات فعِلن . 8 - الخبن في بعض أنواع المتدارك بمصاحبة الترفيل . 9 - الخبن في بعض أنواع مجزوء الخفيف بمصاحبة القصر. . 10 - الطي في بعض أنواع السريع الأخرى المصاحبة للكسف أو الوقف 11 - الطي في بعض أنواع المنسرح. 12 - الطي في عروض المقتضب .(6)
ب - العلل الجارية مجرى الزحاف : تغييرات تطرأ على أوتاد الحشو ، وليس على أسبابه ، وهذا شذوذ عن القاعدة ، ومثال من البحر الطويل أيضاً ، وهذه تفعيلاته : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن علينا بالتفعيلة الأولى والثانية من الحشو وعملية الخرم التي تعني حذف المتحرك الأول من الوتدالمجموع لتفعيلة الأولى ( فعولن //ه/ه ، ب - - ، 3 2) ، فتصبح (عولن) فتحول إلى ( فــَعـْـلــُنْ/ه/ه ، - - ، 2 2 ) ، هذا التغيير غير ملزم أن تكون كل أبيات القصيدة مثله ، فهذا التغير علّة لكونه جاء على أول وتد وليس على ثاني سبب ، ولكنه غير ملزم لبقية الأبيات ، وهذا من خصائص الزحاف ، لذلك هي علة تجري مجرى الزحاف ، وهذه أربعة أنواع ، وهي : 1 - التَّشْعِيْثُ: وهو حذف أول الوتد المجموع، وذلك عندما يدخل (فَاْعِلاتُنْ) في ضرب الخفيف والمجتث، كقول الشاعر من الخفيف : لَيْسَ مَنْ ماتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ** إِنَّما الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ إِنَّما الْمَيْتُ مَنْ يَعِيْشُ كَئِيْبًا **** كاسِفًا بالُهُ قَلِيْلَ الرَّجاءِ فقوله: (أَحْيائِيْ) على وزن (فَاْلاتُنْ) = (/ه/ه/ه ، 222 ، ---) وقد دخلها التشعيث، ولم يلتزمه في ضرب البيت الثاني (ـلَ رْرَجَاْئِيْ /ه//ه/ه ، 232 ، - ب --) . الكَبْل : وهو اجتماع الخَبْنِ مع القطع ، أي حذف الثاني الساكن وساكن الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مُسْتَفْعِلُنْ ) وتبقى بعد دخوله ( مُتَفْعِلْ) وتقلب إلى (فَعولُنْ) 2 - الْحَذْفُ: وهو ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة، وذلك في (فَعُوْلُنْ) في العَروض الأولى من بحر المتقارب، كقول الشاعر من المتقارب : بِها نَبَطِيٌ مِنَ اهْلِ السَّوادِ *** يُدَرِّسُ أَنْسابَ أَهْلِ الْفَلا وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْـ(ـفُهُ) **** يُقالُ لَهُ : أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَى فقوله: (فُهُوْ) على وزن (فَعُوْ) = ( //ه، ب - ، 3 ) وقد دخلها الْحَذْفُ ، ولم يلتزمه في عَروض البيت الأول . 3 - الخزم : زيادة حرف أو أكثر في أول صدر البيت ، أو أول عجزه في بعض البحور، وهي علة قبيحة ، ومنه قول الإمام علي (ع) : اُشْدُدْ حَيَازِيمَك لِلْمَوْتِ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيْكَا حيث زاد كلمة (اشدد) ، تقطيعه : اشدد /حيازيم / ك للموتِ ** فانّ المو- ت لاقيكا فالن / مفاعيل /مفاعيلن ** مفاعيلن - مفاعيلن فالخزم هو إضافة حركة أو حركتين إلى أربع حركات إلى ما أوله وتد مجموع، ولكن في البيت الثاني لم تدخل العلة ، لذلك هي علة جرت مجرى الزحاف: ولا تجزع- من الموت** إذا حل- بواديكا مفاعيلن - مفاعيلن ** مفاعيل-مفاعيلن 4 - الخرم : هو حذف أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت، الذي يبدأ بالتفاعيل الثلاث : فَعُوْلُنْ، مُفَاْعَلَتُنْ، مَفَاْعِيْلُنْ، وقد يدخلها وحده، أو يجتمع مع غيره، ولكل حالة اسمها حسب التفعيلة، واختلافها من حيث سلامتها، وزحافها ونوع هذا الزحاف : أ - فَعُوْلُنْ: ونأتي على شكلين : 1 - قد يحذف أول الوتد المجموع فقط من (فَعُوْلُن //ه/ه) فتصبح : (عُوْلُنْ /ه/ه) وتتحول عروضياً إلى (فعْلن)، فيسمى الثَّلْمَ، ويدخل الطويل ، والمتقارب . 2 - قد يجتمع الخرم مع الْقَبْض بمعنى حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن من (فَعُوْلُنْ //ه/ه ) فتتحول إلى إلى (عُوْلُ /ه/)، فيسمى الثَّرْمَ، ويدخل البحر الطويل، والمتقارب . ب - مَفَاْعِيْلُنْ: وهي على ثلاثة أنواع : 1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجم(وع فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِيْلُنْ)، فيسمى (الْخَرْمَ ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع. 2 - قد يجتمع مع الْقَبْض أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِلُنْ) ، فيسمى (الشَّتْرَ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع. 3 - قد يجتمع مع الْكَفّ أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف السابع الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِيْلُ)، فيسمى (الْخَرْبَ ) ، ويدخل بحري الهزج، والمضارع. ج - مُفَاْعَلَتُنْ : ولها أربعة أنواع : 1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجموع فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلَتُنْ)، فيسمى ( الْعَضْبَ )، ويدخل البحر الوافر. 2 - قد يجتمع مع الْعَصْب أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ) : (فَاْعَلْتُنْ)، فيسمى (الْقَصْمَ) ، ويدخل البحر الوافر. 3 - قد يجتمع مع النقص أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك، وحذف السابع الساكن ، فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلْتُ)، فيسمى (الْعَقْصَ) ، ويدخل البحر الوافر. 4 - قد يجتمع مع الْعَقْل أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَتُنْ)، فيسمى (الْجَمَمَ ) ، ويدخل البحر الوافر. فما دخله (الْخَرْمُ) يسمى مخرومًا، وما لم يدخله يسمى مَوْفورًا . ومن أمثلة الخرم في البحر الطويل قول المرقِّش الأكبر: هَلْ يَرْجِعَنْ لِيْ لِمَّتِيْ إِنْ خَضَبْتُهَا ** إِلَى عَهْدِهَا قَبْلَ الْمَشِيْبِ خِضَابُها فقوله: (هَلْ يَرْ) تساوي (عُوْلُنْ/ه/ه) ، والتفعيلة الأولى للبحر الطويل هي (فَعُوْلُنْ //ه/ه) ومن أمثلة الخرم في البحر الوافر قول الحطيئة: إن نزل الشتاءُ بدار قومٍ ** تجنَّبَ جارَ بيتهِمُ الشتاءُ بدأ البيت بـ (إِنْ نَزَلَ شْ فَاْعَلَتُنْ /ه///ه)، والبحر الوافر تفعيلته (مُفَاْعَلَتُنْ//ه///ه) وإليك ملخصا لما سبق في هذا الجدول: التفعيلة الأصلية تركيب الخرم مع غيره ما يسمى به صورة التفعيلة بعد دخوله فَعُوْلُنْ //ه/ه، ب - - ، 3 2 الْخَرْم ـــــ الثَّلْمَ عُوْلُنْ /ه/ه ، - - ، 2 2 الْخَرْم الْقَبْض الثَّرْمَ عُوْلُ مَفَاْعِيْلُنْ //ه/ه/ه ، ب - - - ، 3 2 2 الْخَرْم ـــــ الْخَرْمَ فَاْعِيْلُنْ /ه/ه/ه ، - - - ، 2 2 2 الْخَرْم الْقَبْض الشَّتْرَ فَاْعِلُنْ الْخَرْم الْكَفّ الْخَرْبَ فَاْعِيْلُ مُفَاْعَلَتُنْ الْخَرْم ـــــ الْعَضْبَ فَاْعَلَتُنْ الْخَرْم الْعَصْب الْقَصْمَ فَاْعَلْتُنْ الْخَرْم النقص الْعَقْصَ فَاْعَلْتُ
الْخَرْم الْعَقْل الْجَمَمَ فَاْعَتُنْ
ثالثاً - الزحاف الذي يستحسن لزومه : لنرجع لبحرنا الطويل ، طوّل الله عمره ، وأدام بقاءه !! ، ولو أننا لم ندخل رحابه ، وإنما نتقرب من تفعيلاته وعروضه وأضرابه ، المهم من أضرابه هذا المحذوف : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولن) فعولن حـــــــــــشــــــــــــــــو العروض*** حـــــــــــــشـــــــــــــــو الضرب العروض لا تأتي في البحر الطويل إلا مقبوضة (مفاعلن) ، أما الضرب فقد يأتي إمّا تام (مفاعيلن) ، أو مقبوض (مفاعلن) ، أو محذوف (مفاعلن ) ،دقق معي رجاءً في عجز البيت ، قد جاءت تفعيلتا ( فعولن) ، إحداهما حصرتها بين قوسين ، وهذا البحر - يا قارئي الكريم- من البحور المركبة ، أي تفعيلاته متباينة ، فيها ( مفاعيلن و فعولن) ، وليس من البحور الصافية ، مثل الرجز، كل تفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن ...) - سنأتي على الأمربعد عدة فصول - . إذن ستكون تفعيلات صدر البيت (فعولن) خماسية ، (مفاعيلن) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (مفاعلن) سداسية . أمّا عجز البيت ، فتفعيلاته ، ( فعولن) خماسية ، ( مفاعيلن ) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (فعولن) خماسية . وهذا التباين ما بين الصدر والعجز ، وخصوصاً إذا تكرر يؤثر على الجرس الموسيقي للبيت ، فالبيت تفعيلاته متباينة وليست بمتجانسة ، فمن الأحسن أن يدخل زحاف القبض على (فعولن //ه/ه) المحصورة بين قوسين في العجز ، والتي تسبق الضرب لتتحول إلى (فعولُ//ه/) ، فتتولد التفعيلة الرباعية ، مما يؤدي إلى تباين التفعيلات في العجز كما في الصدر ، فيكون البيت : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولُ) فعولن ومن الأحسن أن يلازم هذا الزحاف كل أبيات القصيدة ، ومن هنا جاء العنوان وهذا ما أشار إليه الخطيب التبريزي في كتابه (الكافي في العروض والقوافي) معللاّ .. بقوله : " لأن هذا البحر بـُـنـِيَ على اختلاف الأجزاء فلما تكرر في آخره جزآن خماسيان قــُـبض الأول فيكون على أصل ما بـُـنـِيَ عليه " وأخيراً هنالك مبادئ يلخصها الدكتور السيد البحراوي في ( العروض وإيقاع الشعر العربي ) في قضية الزحافات والعلل أولها أن لا تخالف مبادئ اللغة العربية كأن يبدأ الشعر بساكن ، أو أن يلتقي ساكنان في في حشو الأبيات ، أو وسط تفعيلات الأعاريض والأضرب ، وبالجملة وسط الكلام ، وأن تنتهي الأبيات الشعرية بسواكن ، أو تشبع حركاتها حتى حروف لينها الساكنة ، ويستثنى من ذلك ( مفعولاتُ) دائرة المشتبه ، والعرب عادة يقفون على ساكن. يجب أن لا تزيد الحركات المتتالية على أربعٍ متحركة وفي حالات نادرة خمسة ، ومن الأفضل أن تكون النسبةمتوازنة بين الحروف المتحركة والساكنة : 2 : 1 ، كما يرى حازم في ( منهاجه)(7) ، ليس هذا فقط ، بل التناوب والتناسب أيضاً ضروري ، أي كما يقول الأخفشفي (كتاب عروضه) من الأفضل أن يكون المتحركان بين ساكنين ، أو أن يكون ساكن بين متحركين (8) ، ومن هنا وضع العروضيون معايير في كيفية إلتقاء الزحافات والعلل في التفعيلة نفسها أو التفعيلات المتجاورة ، ومن الممكن إلتقاء زحاف وعلة في تفعيلة واحدة ، كما هو الحال في (فعولن من مستفعلن) ، إذ اجتمع القطع والخبن في مخلع البسيط . (9)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - (1) راجع - محفظة الأستاذ خليفة ، تم الإرسال في 28 / 11 / 2013 م ، بواسطة الأستاذ خليفة ، وتم التحديث في 09 / 02 / 2014 م. (2) راجع : (التغييرات العروضية ) في الموقع: http://www.elibrary4arab.com/…/arood-q…/tagheerat-arodya.htm (3) ، (5) راجع ميزان الذهب : الهاشمي ص 32 م. س. هنالك بعض الكتابة العروضية غير الدقيقة. (4) نظرة على موسيقى الشعر: د. علي يونس. (6) (ديوان العرب)علم العروض والقافية - ملاحظات واختصارات إعداد،: عادل سالم كانون الأول (ديسمبر)2007. http://www.diwanalarab.com/spip.php?article3659
(7) ، (8) ، (9) راجع ( العروض وإيقاع الشعر العربي) : د . السيد البحراوي،، والاستشهاد عن ( مهاج البلغاء وسراج الأدباء) : حازم القرطاجني ص 267 ، ( كتاب العروض) : سعيدى بن مسعدو - الأخفش الأوسط تحقيق السيد البحراوي نفسه.
#كريم_مرزة_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البصرة : تمصيرها وتاريخها على طبقٍ من وطن
-
مناجاة الوطن الكبير في الزمن العسير...!!
-
8 - الشيخ محمد علي اليعقوبي والانتخابات العراقية ثم أخوانيّا
...
-
أبو الشمقمق يعكس الواقع الشعبي البائس في عصريه الأموي والعبا
...
-
7 - السيد جعفر الحلي أشهر مشاهير الأخوانيّات و الطرائف...!!
-
توبة بن الحمير : نأتْكَ بليلى دارُها لا تَزورها
-
وفمي طلقَ اليَدَيَنْ... لشعاع ِالمَشْرَقَيَنْ!
-
المنصوب بنزع الخافض في الجملتين الفعلية والاسمية
-
شعراء الواحدة : سحيم عبد بني الحسحاس
-
الدامغة : أناتك لا تعجلْ عليَّ مُرائيا
-
صدور كتاب : شعراء الواحدة وشعراء اشتهروا بواحدة
-
علم العروض : دائرة المشتبه ... لماذا الاشتباه ؟
-
15 - بشامة بن حزن النهشلي
-
الشنفرى: لاميته ، حيات، شعره
-
(1 - 2 ) - تشكيل الوحدات الخليلية ، و تفعيلاته و تغيّراتها
-
1 - رثاء الحسين رثاءٌ للإنسانية : صوتُ النعيِّ فمُ الزمان ِي
...
-
هذا العراقُ العريق العظيم يا دعاة الأقلمة والتقسيم !!
-
الجَّوَاهِرِي :عِشْرُونَ عَامَاً عَلَى رَحِيلِهِ وَ قَصِيدَت
...
-
12 - الأحيمر السعدي :عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى
-
هذا كعبٌ ببردته ، والحطيئة بجريرته ، والفرزدق بصرخته...!!
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|