أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الفلسفة السياسية على نحو مختلف














المزيد.....


الفلسفة السياسية على نحو مختلف


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينتمي المصطلح إلى الدراسات ما بعد الهيجلية وضمن التفكير النقدي الذاتي للنظرية الماركسية المنفتحة على التجديدات الكبيرة التي حدثت في الفلسفة اللبيرالية وتم تطعيمها بالعديد من أبحاث العلوم السياسية. إن المقصود هنا ليس التخلص فقط من المثالية والايدولوجيا والهيمنة النسقية الميتافيزيقية على ميدان الحق والقانون وإنما تغيير العلاقة التقليدية بين النظرية والممارسة في مجال السلطة والمعرفة التي كانت تعطى فيها الأولوية للنخب على الجماهير وللنفوذ على السيادة الشعبية وفسح مجال المشاركة للمجتمع في الحكم وتغليب الإدارة الذاتية على الممارسة الفوقية والذهاب في اتجاه الخيار الثالث بين الرأسمالية والاشتراكية.
على الرغم من صعوبة التفكير الفلسفي في السياسة بصورة مختلفة عن البارديغمات المعهودة والبدائل المتكررة خارج الأنساق الإيديولوجية المتنافسة ودون العودة الى المرجعية النظرية والإحداثية التاريخية فإن الوضع الانتقالي للعديد من المجتمعات وبروز موجات الحراك الاحتجاجي والثورات الشعبية التي تعرفها العديد من البلدان واستنفاذ المشاريع الكليانية والنظم الشمولية لإمكانياتها في البقاء دفع الكثير من المفكرين للاشتغال ضمن خلايا عمل وفرق بحثية من تهيئة ظروف جديدة لتطوير الثقافة الديمقراطية.
لم تعد الوعود السياسية الكثيرة تطلق بكيفية غير مدروسة وضمن لعبة سياسية غير مأمونة المخاطر ولم يعد الاعتراف بين اللاعبين يطرح خارج الدروس التعليمية للسياسات العامة وإنما تم ربطه بمبدأ العدالة وفق مقاربة فنومينولوجية تعود إلى عالم الحياة وتستهدف المطالب الحقوقية ضمن تأويلية نقدية تكشف الأوهام التي يقع في شراك الوعي الجمعي للناخبين والمصالح الفعلية التي يسعى كل الطامحين لقنصها.
كما تتجه السياسة على نحو مختلف صوب المستقبل من خلال استراتيجيتين فلسفيتين متعارضتين:
- التنبيه على المخاطر والكوارث وتنذر الجسم السياسي بضرورة التحرك وإحداث التغيير الحاسم.
- رصد معالم الأزمة في مختلف أبعادها والسعي نحو إيقاف الانحدار وتبني واقعية سياسية نقدي.
تتحرك فلسفة السياسية على نحو مختلف على أرضية تأويلية نقدية تحاول ضمان الحريات الفردية مع تأمين العدالة الاجتماعية وتسعى إلى التأليف الواقعي بين متطلبات دولة العناية واستحقاقات دولة الرفاه باستعادة الميراث السياسي الإغريقي والشرقي والنظرية التعاقدية ضمن تدبيرات معقولية مابعد حديثة. في الواقع قد يكون إعادة توزيع الثروة والسلطة والمعرفة ضمن المجتمع بصورة منصفة ضمن رؤية للعدالة مابعد الإجرائية تضفي المعنى على أفعال السياسي وتصون القيمة المضافة من كل تداول وقرصنة حسابية. وقد يؤدي هذا التوزيع المتساوي للمنافع والمساوئ إلى تغيير بنية الملكية بحيث يتم التخلص من التملك الفردي الأناني ويقع التأسيس للملكية الافتراضية المشتركة للخير العمومي وما يحققه من اقتدار جماعي للسيادة.
يتم الانتباه كليا إلى مقتضيات السياسة الحيوية ومشاكل الصحة والتعليم والتنقل والشغل والتثقيف والترفيه لدى السكان ضمن الإقليم ويقع تفعيل فضاءات النقاش العمومي بغية تنمية الفعل التواصلي بين المواطنين.
زد على ذلك تقوم هذه الفلسفة بتطعيم المجال السياسي بأفكار ومبادئ مستقاة من التراث الرمزي والتقاليد الدينية ضمن أنساق إيتيقية تطبيقية وتفعل مقولات الصداقة والمحبة والإنصاف والمصالحة والصفح. بهذا المعنى تضع السياسة الجديدة المغايرة الحق على ذمة الاجتماعي وتحمل الحرية مسؤولية احترام الكرامة البشرية وتستهدف بالأساس تخليص المؤسسات من الفساد والشر والكذب والعنف وتزرع في المقابل قيم الفاعلية والمصداقية والنجاعة وتتكفل بمنح العادل سلطة صناعة القرار ضمن نسيج مجتمعي مواطني. فمتى تتنقل السياسة على نحو مختلف من دائرة الاستراتيجيات بعيدة المدى إلى وضعية العاجل الفوري؟

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط الانعطاف المعرفي من الحس المشترك إلى الفهم السليم
- بماذا تطالب الفئات الاجتماعية المنتفضة؟
- مهنة الفيلسوف بين التعالي والمحايثة
- عواصف سنة 2017 ومنعطفاتها
- أغراض سياسة السرد
- النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني
- الفكر بما يعود الى ذاته
- الحقوق الفلسطينية في القدس في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإن ...
- التعليم التكويني والتدريس التربوي
- التوجه نحو عقلنة المجالات غير العقلانية
- من أجل حياة إنسانية خالية من ذل العبودية
- ما جدوى الإطلالة على الحكمة المشرقية في الاحتفال العالمي بال ...
- الالتزام التاريخي للفلسفة السياسية
- أصوات فكرية عريقة عن تربية فلسفية جديدة
- أطياف ثورة 1917 واستذكار زمانية الوجود السوفياتي
- تزايد هجرة الشباب في ظل تعثر الحل التنموي
- عبور ثورة تشي جيفارا نحو الأممية
- علامة استمرار الدمقرطة هي قوة المشاركة وحرية الفعل
- اليسار الاجتماعي: فكرة ثورية ذات طموح اندماجي
- تشريح أصول الفكر العربي الإسلامي


المزيد.....




- الشرع يتعهد بـ-محاسبة المتورطين في مقتل المدنيين- خلال أحداث ...
- روسيا تطور مسيرات بمواصفات فريدة
- نعيم قاسم يتحدث عن -مؤشرات متوفرة بقوة- على تقسيم سوريا
- رومانيا.. استبعاد اليميني المتطرف جورجيسكو من جولة الإعادة
- -وكأنك تأخذ حلوى من طفل-.. ترامب يصف تلقي زيلينسكي أموالا أم ...
- موسكو وواشنطن تطالبان بمشاورات مغلقة في مجلس الأمن بشأن سوري ...
- الإعلام السورية تصدر بيانا هاما عن صور ومقاطع فيديو جرى تداو ...
- إسرائيل تواصل قصف قطاع غزة قبيل مفاوضات مرتقبة في الدوحة
- البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا
- مقتل عسكري وإصابة مدنيين برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الفلسفة السياسية على نحو مختلف