أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - الحرب الطائفية وحدود جهنم














المزيد.....

الحرب الطائفية وحدود جهنم


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خفتت اصوات المتفائلين فجأة ولم يعد احدٌ منا قادراً على الوقوف ضد انطلاق سهام الفجيعة الى نحورنا. الأخبار لا تبشر بخير. فمئات من المسلحين يتوافدون على مدينة بغداد، من المحافظات الغربية والجنوبية على حدّ سواء، تحت يافطة التصدي لمحاولات اشعال نار الحرب الطائفية!! والعراقيون، خصوصاً اولئك الذين يسكنون مدينة بغداد وما حولها، اخذوا بتخزين المواد الغذائية وبكميات كبيرة تحسباً لأشتعال نار حرب اهلية متوقعة.
ماذا يفعل المسلحون في بغداد؟ وما هو سبب وصول اعداد كبيرة منهم الى المدينة ذات الستة ملايين نسمة؟ هل بغداد بحاجة الى مزيد من الميليشيات؟ وهل يحتمل الوضع المتفاقم المزيد من التوتر والفوضى؟
مصادر صحفية اكدت بناءاً على معلومات من مصادر موثوقة بأن المجموعت الأرهابية تخطط لتنفيذ عملية ارهابية كبيرة سيكون لها وقعها المدويّ. وهدفها ان تقصم ظهر العراق الجديد بشكل نهائي. وفي حال استحالة تنفيذ هكذا عملية فأن هناك خطط اخرى جاهزة للقيام بعمليات متعددة للأجهاز على العملية السياسية برمتها عن طريق استفزاز مشاعر طرف واستعدائه على الطرف الآخر وصولاً الى اشعال حرب طائفية طويلة.
يبدو ان عملية تفجير مرقد الأمامين الهادي والعسكري في سامراء كان لها اهداف محددة. منها ان تكون بالون اختبار لقياس صلابة، او ربما هشاشة الوضع السياسي العراقي، وقوة ارادة النخب السياسية في تجاوز التفاصيل الصغيرة والتمحور حول برنامج سياسي وطني والأسراع بعقد الجمعية الوطنية وتشكيل الحكومة في حال ما برزَ تهديد جدي للمشروع الديمقراطي الوليد.
الأرهابيون تأكدوا بأن مايحدث على الأرض يسير في مصلحة مشروعهم التدميري وليس في مصلحة الشعب العراقي. فالقيادات السياسية لم تستطع ان تلغي، او على الأقل ان تؤجل، خلافاتها حول نسب المحاصصة في الوزارات ولم تكن قادرة على حساب الأمور بشكلها الصحيح حتى في اكثر ساعات الأزمة حرجاً. وما يترددّ ألآن في وسائل الأعلام عن خلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خير شاهد على ذلك. فلا السيد رئيس الوزراء حسبَ حسابات دقيقة لخطوة مثل زيارتة المفاجئة الى بلد مثل تركيا وما يمكن ان تخلفه وراءها من تعقيدات. ولا السيد رئيس الجمهورية براغبٍ في ان "يبلع" تصرف رئيس الوزراء هذا ويؤجل اطلاق تصريحات نارية اثارت ازمة جديدة تضاف الى الكم الهائل من الأزمات التي تعصف بحياة العراقيين.
وهكذا تبين للأصدقاء قبل الأعداء بأن هذا النسيج الوطني العراقي الذي كثر الكلام عنه مؤخراً ما هو الا نسيج مهلهل فيما يتعلق بعلاقة قياداته مع بعضهم على الأقل. فقيادة كل طرف من الأطراف الثلاثة التي تتصدر المشهد السياسي في عراقنا الجديد لا تثق بالأطراف الأخرى كما ينبغي للشركاء ان يفعلوا. فلا الشيعة يثقوا بالسنة والأكراد ولا الأكراد يثقوا بالشيعة والسنة ولا السنة بقادرين على الثقة بأحدٍ من ابناء وطنهم.
تفجير المرقد المقدس في سامراء لم يشعل نار فتنة بل ازاح الستار عمّا كان مخبوءاً في دهاليز الأحزاب السياسية. وأكد لقوى الظلام والأرهاب ان هكذا قيادة لا تفكر إلا بمصالحها الخاصة غير مؤهلة من النواحي السياسية والأخلاقية لقيادة البلد. وهي لذلك غير مؤهلة للقضاء على النشاط الأرهابي التكفيري في طول البلاد وعرضها. فأخذ التكفيريون بالأستعداد للمرحلة القادمة دون ان يشعروا بأن احدا ما بقادر على ازعاجهم ناهيك عن التصدي لهم في نشاطهم التخريبي. وهم يستعدون لها بالفعل حسب تلك المصادر" الموثوقة".
وهذا هو بيت القصيد. فلا احد يعرف اين ومتى ستكون الضربة الأرهابية القادمة. ولا من سيتضرر منها. ومن الممكن جداً ان تستدير المجموعات الأرهابية لتوجه نيرانها على العراقيين من السنة وتقوم بتفجير مراقد وأضرحة ائمتهم. أو اغتيال وذبح عدد كبير من المدنيين منهم في مجازر غامضة ولكنها ملفتة للنظر. إذّاك فستقوم الدنيا ولا تقعد وسيأتي دور المسلحين القادمين من المحافظات العراقية. ولن يخمد نيران الحريق كل رجال الأطفاء من عقلاء البلاد ووجهائها وختياريتها. ذلك ان الشارع سيكون بيد مجموعة من الغوغاء التي لن تنصت لأحد بعد ان تسكرها خمرة السيطرة على البلاد. وستفتح جهنم ابوابها، والأصح ان من الوافدين عبر الحدود ومن يقف وراءهم من العراقيين مَن سيقوم بفتح تلك الأبواب ويلقي البلاد في هاوية النار الطائفية البغيضة التي لن تنطفأ لأعوامٍ واعوام.
من يحاول استقراء الأوضاع الأمنية في العراق يمكنه دونما عناء التوصل الى نتيجة أنْ ليس بيننا وبين اقرب مخفر حدودي لجهنم الحمراء سوى خطوات قليلة.
فهل سيعبر العراقيون الحدود الى هاويةٍ ليس لها قرار؟



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفوا معنا لنكون معكم
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى
- رسائل الموبايل
- هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - الحرب الطائفية وحدود جهنم