|
موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 17:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
حزب العمل الحالي ، وريث حزب مباي ، يفتخر دائماً بأنه المسؤول عن نكبة الشعب الفلسطيني ، ولم يعد يخجل من الكشف عن الكثير من ارشيفاته الملطخة بدماء الفلسطينيين ، مع ذلك فإن قادة هذا الحزب الحاليين لا زالوا مستمرون في اصدار فتاوى الكذب والخداع ، يوجهونها الى المواطنين العرب ، فتاوى مزيفة خاصة بكل مشاريع المساواة ، مع أن هذا الحزب ادار شؤون البلاد عشرات السنين ، لم يفكر في يوم من الأيام بتوفير المساواة تجاه المواطنين العرب ، العكس هو الصحيح ، فهو الأب الروحي للعنصرية الصهيونية ، في عهده اشتعلت الحروب ، وبادر في الاعتداءات على الدولة العربية ، وفي عهده تم احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 . لقد خدع حزب العمل مباي سابقاً الفلسطينيين خاصة ، من خلال اتفاق اوسلو ، بأن هذا الاتفاق هو مفتاح السلام ، وان الدولة الفلسطينية أصبحت على مرمى حجر ، لكن هذا الاتفاق زاد من تعقد الصراع لأن حزب العمل نفسه ، لم يطبق ما جاء في الاتفاق الذي وافق عليه في أوسلو ، لم يكن جاداً في يوم من الأيام بأن وجهته السلام العادل مع الفلسطينيين . المؤسف والمحزن انه لا تزال شريحة من المواطنين العرب تابعون لهذا الحزب ، وهم بهذا كالذي يُقبل أيادي جلاده ، لم يتعلموا من أجيال المرتزقة الذين سبقوهم ، لقد اعتبرهم حزب مباي سابقاً والعمل حالياً " قطاريز" لخدمته دون ان يقدم لهم وللمواطنين العرب شيئاً ، المرتزقة العرب التابعون لهذا الحزب خاصة من الاجيال الحالية ، لا يقرأون التاريخ ، ولو قرأوا في ارشيفات هذا الحزب عن دوره في فرض سياسة القهر والتنكيل بحق المواطنين العرب ، ربما استيقظت ضمائرهم . السياسة التي نقلها رجل المخابرات " هليل كوهين " في كتابه " العرب الصالحون " الخاصة بالمواطنين العرب ـ وضعها حزب مباي – العمل اليوم ، المصطلح الذي استعمله قادة هذا الحزب في تعريف العرب الفلسطينيين الذين لم يقتلعوا من الوطن " مسألة عرب اسرائيل " أو مشكلة عرب اسرائيل ، اعتبرنا هذا الحزب مشكلة وحجر عثرة في طريقه وطريق اسرائيل يجب حلها ، وقد وردت على السنة قادة حزب مباي في بداية الخمسينات اقتراحات وحلول كثيرة ، منها المتطرف ومنها الأقل تطرفاً . ورد في ارشيف حزب مباي المتواجد في بيت بيرل ان عدد الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم 156 الف مواطن ، هذا العدد يضم سكان المثلث الذي سلمه الملك عبد الله مجاناً الى اسرائيل ، وقيل أن ثمن المثلث الذي قبضه بالإضافة الى الهدايا والمبالغ المالية ،شق طريق معبدة تربط بين طولكرم – قلقيلية عبر المنطقة الغربية من جبال السامرة ، وطريق آخر في منطقة الخليل ، ومما هو جدير بالذكر أنه قبل التسليم الذي تم في شهر أيام 1949، ارسل جلالته مندوبون عنه لاقناع سكان قرى المثلث من ام الفحم شمالاً الى كفرقاسم جنوباً ، لاقناعهم بالرحيل ، وترك اراضيهم واملاكهم وقراهم غنيمة لاسرائيل ، لأن القادة الصهاينة طلبوا منه ان يستلموا مناطق خالية من السكان ، لكن سكان القرى رفضوا الانصياع لطلبه . ربما يكشف لأول مرة بأنه عند التوقيع على اتفاقية الهدنة بين اسرائيل والاردن عام 1949 ، شمل هذا التوقيع تواطؤ عبد الله بتسليم المثلث ، لم يقبل الملك عبد الله احتجاج اعضاء الوفد الاردني على هذا السخاء الهاشمي المجاني على حساب الشعب الفلسطيني ، لقد رفض الضابطان الاردنيان اعضاء الوفد وهما اللواء " علي أبو نوار " و اللواء " عبد الله التل " التوقيع على الهدنة ، الا بعد ان اشترط بأن لا تدخل قرى واراضي منطقة المثلث قوات عسكرية اسرائيلية ، بل يكون السكان خاضعين لسلطة مدنية تقودها الشرطة ، تحت اشراف دولي ، واشترط بأن يكون غالبية رجال الشرطة من السكان المحليين ، واشهد الله والتاريخ بأنني استمعت الى ذلك من قبل أحد المحاضرين الضيوف في جامعة تل أبيب ، وقد كان ضابط مخابرات سابق . طبعاً السلطات الاسرائيلية لم تلتزم بكل شروط اتفاقية الهدنة مع الاردن ، فأدخلت جيشها الى المثلث ـ كجيش احتلال بدون اطلاق نار ، وقد وجدت اسرائيل نفسها امام مشكلة كما ارادت تسميتها ، مشكلة اسمها عرب فلسطينيون بطولهم وعرضهم ولونهم وهويتهم وانتمائهم ، فادعى قادتها في ذلك الحين انهم يواجهون مشكلة هامة ، اسمها عرب اسرائيل من وجهة نظرهم . ما ورد في ارشيفات حزب مباي الذي كان يسيطر على نظام الحكم في الدولة الجديدة ، ان قادة هذا الحزب اختاروا في طريقة تعاملهم مع ممن بقوا في وطنهم ، ان وجودهم لهو برهان قاطع بأن فلسطين لم تكن ارضاً بلا شعب ، كما تدعى الحركة الصهيونية ، في نفس الوقت بأن غالبية قادة حزب مباي كما ورد في ارشيفه اعتبروا هؤلاء المواطنين اعداء ، يجب التخلص منهم ، من أجل ذلك ولايجاد حلول ترضى وتشبع العنصرية الصهيونية عقد قادة الحزب اجتماعا يوم 18/6/1950 لمناقشة وضع ومصير المواطنين العرب ، خلال النقاش الذي كان ساخناً ، انقسم المجتمعون الى فريقين ، فريق برأسه رئيس الوزراء دافيد بن غوريون . من بين الشخصيات البارزة التي دعمت موقفه ، صديق العرب خاصة الحركة الإسلامية الشق الجنوبي شمعون بيرس ، وموشه ديان ، كان موقف بن غوريون وجماعته اتجاه المواطنين العرب متشدداً للغاية ، طالب بأن يتم محاصرة المواطنين العرب استعداداً لطردهم وقذفهم وراء الحدود ، تمشياً مع الأسلوب والطريقة التي اتبعت بحق حوالي مليون فلسطيني ، لقد اعتبر بن غوريون المواطنون العرب متسللين ، ولا وجود ولا اقامة لهم في البلاد . عارض الفريق الثاني الذي ترأسه موشه شاريت ، يؤيده اسحاق لافون ، وزلمان شازار ودافيد كوهين ، طالب هؤلاء بايجاد حل اكثرانسانية للمواطنين العرب ، وقد رفضوا شعار بن غوريون ونائبه بيرس بأن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة ، ويجب معاملتهم كالكلاب ، وفي اجتماع آخر لقادة هذا الحزب عقد يوم 9/7/1950 تساءل اسحاق بن تسفي ، وكان موقفه محايداً ، هل سنطرد العرب ، أم نعمل على بقائهم ؟ وقال اعلنا أمام العالم بأننا سنقيم دولة توفر المساواة هل هذه المساواة لليهود فقط ؟ ازدادت حدة الخلافات بين الفريقين ، فقد أصر بن غوريون ومن معه انه لا بد من طرد المواطنين العرب ، بكافة الطرق والوسائل ،لكنه غير موفقة عندما قال نسمح فقط ل 37 الف البقاء ، أما موشه شاريت ، فقال اذا كان لا بد من الترحيل ، يجب أن يكون هذا الترانسفير بطرق سلمية . وضمن مفاوضات مع الطرف الآخر ، خاصة ملك الاردن لأن جلالته ابلغنا بأنه يرحب بالمزيد من اللاجئين ، أضاف شاريت اذا لم تتم سياسة الترانفسير بطرق سلمية ، يجب التعامل مع هذه الاقلية بروح غير عدائية ، يجب اعطاءهم الحد الادنى من الحقوق على الأقل ، وفي مقدمة هذه الحقوق السماح لأولادهم التعلم في المدارس ، كما يجب ان نسمح لهم الانضمام الى عضوية الهستدروت والمشاركة في انتخابات الكنيست حتى نكسب أصواتهم
. يتبع
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ارشيفات حزب مباي
-
كفى .. لقد شبعنا مزايدات
-
الحصان الفلسطيني بقي وحيداً
-
مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر
-
زمن خريف التساقط العربي
-
نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين
...
-
هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
-
هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
-
الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
-
موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س
...
-
موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1
...
-
بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال
...
-
بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
-
صح النوم يديعوت احرنوت
-
عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
-
عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
-
اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
-
اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
-
لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني
-
صراع الأجيال الفلسطينية مع مناهج التعليم الصهيونية
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
-
وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص
...
-
ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي
...
-
صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س
...
-
السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا
...
-
مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال
...
-
وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
-
واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|