|
صراخ خافت
يسرى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 15:08
المحور:
الادب والفن
حينَ يغار... يكفرُ بـ كُلِّ آياتِ التَّحضّرِ والتَّحرُرّ الفِكّري وعندما أعاتِبهُ يقول : حقاً أنا رجلٌ مُنفتحٌ على العالمِ إلا معكِ !! فـ أنا شَرقيٌّ قاسٍ جداً وكُلَّ أطُرِ التَّحرُرِّ تتلاشى فوراً في عقلي إنْ تعلّقَ الأمرُ بِكِ !!
_________________________
لـ القَلبِ صُراخٌ خافِتٌ... كـ صُراخِ الأخاديدِ النَّازفة التي أحدثتها أظافِرُ أُمٍّ لَطَمَت وَجهها حالَ سماعها نبأ مَوتِ وحيدها !!
_________________________
أنا لا أعتقد بَلْ أنا على يقينٍ تام بـ أنّكَ لَمْ تُحِبَّني يوماً وأنا مَنْ أحرقتُ نفسي حُبّاً لك آلاف المرات لذا ليسَ بـ وسعي الآنَ سوى أنْ أدعو عليكَ بـ الحُبّ ولا يُحبَّك أحد لـ تعلم حينها كيف يكون مُنقلبُ العاشقين
_________________________
لم يخبرني أنّه لا يُجيدُ السِّباحَة إلا بعدَ أنْ غَرِقْتُ في بَحرِ عينيهِ النَّاعستيّن
_________________________
ما الإهمالُ إلا : وعدُ مسافرٍ كـ السَّراب يعِدُها بـ أنّه سـ يأتي صيّفاً وتمرُّ كُلَّ الفُصولِ ولا تَلمَحُ لهُ طيّفاً ؛ وما الإهمالُ إلا : إنتظارُ مكالمةُ شوقٍ هاتفيةٍ مِنه وحالَ حدوثِها ؛ تتمنّى أنْ تستمرَ مدى الدَّهرِ لـ تُحدِّثَه عَنْ كُلِّ ما تشعُرَ بهِ لكنّه يقتُلُ مشاعرها بـ سؤالهِ عَنْ بيّتهِ واولادهِ فقط ! امّا عنها ... فـ لا عيّنٌ تلمَعْ ، ولا قلبٌ ينبِضْ ، ولا أيّةُ لهفةٍ تُذكر قُلْ لي بـ ربّكَ أيّها السيّد ! مِنْ ماذا خُلِقَ الذي في أيّسَرِ صدرِك ؟
_________________________
ليّتني استطيعُ سَرِقَتَكَ مِنْ بيّنِ اصحابِكَ ومِنْ أهلِكَ ومِنْ كُلِّ أشيائِكْ وأحتفظُ بكَ هاهنا في أغوارِ قلبي حيثُ لا يُمكنُ لـ أيِّ مخلوقٍ الوصولِ إليّك
_________________________
قالَ لي يوماً : إيّاكِ والحُزنْ..... كوني باسمةَ الثَّغرِ لـ تَرسُمي أملاً.. ومِنْ يومِها وأنا غارِقَةٌ في السَّعادة... كيّفَ لا وعيناهُ مَصدرُها
_________________________
الضَّربَة التَّي وَعَدْتني بها.. سـ أظلُّ أنتظِرها لـ آخرِ يومٍ في حياتي فـ لَمْ يَبقَ لَديَّ أمنيةً سِواها لعَلّي احمِلُ أثَرَها معي الى العالمِ الآخر لـ أقفَ أمامَ الله وأقول : شُكراً ياربّي فـ قد أعطيّتني سُئُلي
_________________________
لي قلبٌ إعتادَ على التَّحليقِ في فضاءِ سماواتِك ينثُر شوقه على قلبِك كـ ما ينثر الفلّاح البُذورَ على الأرض فـ ترتوي بذور شوقي مِنْ نهر عيّنيك فـ قلبي حبيبٌ قريبٌ لـ قلبِك وبِرُّ القُلوبِ واجِبْ
_________________________
خمسةُ أيامٍ بـ ليالِيها مِنَ السَّهَرِ والبُكاءِ المُتواصل أظنّهُ سببٌ كافٍ لـ يقولَ الطَّبيب : أنّ لديَّ إلتِهابٌ حاد وإرتفاع في ضغطِ العَيّن هذا فيما يخصُّ عينايَّ فـ حَسْبّ لكَ أنْ تتخَيَّل باقي الإلتِهاباتِ التَّي أصِبْتُ بها جرّاءَ إبتِعادِك حتّى غَدَوتُ عبارةً عَنْ كُتلَةٍ مُلتَهِبة
_________________________
ولـ أنَّ أبي فلّاحٌ عَلّمني زِراعَةَ الأشياءِ الجميلةِ فقط ! أيا ليّتَهُ عَلّمَني أيضاً كيّفية إجتِثاثِ خُبثِ النُّفوسِ الصَّفراء او التأقلُمِ مَعها على أقلِّ تقدير
_________________________
وأشتهي اغفاءَةً على صدرِكَ تتوبُ مِنْ بَعدِها كُلّ شَياطينِ الأرض وتُصَلّي مِنْ أجلِ دوامها مَلائِكةُ السَّماء وتبارِكُها كُلُّ الأديانِ
_________________________
إنْ كُنْتُ أبدو أمامَكَ كـ صخرَةٍ فـ هذا ما تُمليهِ عليَّ جُذور شرقِيَتي أوَ نَسيتَ أنّي فتاةٌ شرقيّة !! وما تَحَصّنتُ بـ قلعَةٍ مِنَ الصُّخورِ إلا لـ أجِدَ مَنْ يَبرعُ بـ هدمِها وعليه فـ أنا أستَحِقُّ أنْ تبذُلَ قُصارى ما بِـ وِسعِكَ لـ تُذيبَ تِلكَ الصَّخرَة وتُحَطِّمَ كُلَّ عائِقٍ يحولُ دونَ الوصولِ إلى جوهرها
_________________________
قالت : هل شعرت َيوماً بـ صعوبةِ أنّك تتحدث الى جمعٍ من الناس وأنت تقصد شخصاً بـ عينه؟ ام هل جرّبتَ كم هو مُضنٍ إيصال مجموعة رسائل في سطرٍ واحد ؟ مُحاولاً بـ كُليمات ٍقليلةٍ أن تسرُدَ كلَّ ما تشعر به دون أن يتنبّه إليكَ سِواه !! أنا شَعرتْ وتَعِبتْ ... فـ هو أشبهُ بـ سيّرك بين الألغام متوخياً الحذر فـ من الممكن لـ أيّ حركةٍ خاطئةٍ أن تُودي بك قتيلاً فـ أيُّ خطورةٍ تلك التي أحياها دونما أيّ إكتراثٍ منك ؟!! وتأتي الطامّةُ الكبرى !! حين يشعرُ بـ كتاباتي كلَّ من يقرؤها إلا (( أنت )).. تلمحُ عيناك حروفي ولا تُعطي لها بالاً
#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُجرِم الحُّبّ
-
إنصهار قلب
-
إبتسامة القدر
-
ليتك قضية
-
رائحة الموت
-
الغياب
-
شلال ثائر
-
هُنا ترقُدُ يُسراك
-
أطياف يقتلها التلاشي
-
حَيّرى
-
الأحمر القاني
-
ضمّةُ إعتراف
-
قارعة الشوق
-
دعوة ل تناول الشاي
-
جليد الكلمات
-
صداع الإشتياق
-
أنصاف الرجال
-
من وحي البراءة
-
قيصري الآسر
-
هبة الله
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|