بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 14:35
المحور:
الادب والفن
عند مغيب الشمس ، توقفت الحافلة القادمة من الدار البييضاء في المحطة
الطرقية ، ترجل منهـا السيد بـاء ، الطقس ممطر وبارد ، سار في شـارع
غرنـاطـة ، اشترى كتـابـا ( روايـة الثعلب الذي يظهـر ويختفي ...لـمحمد
زفزاف ) وعلبة سجائر من كشك صغير ، بحث عن حانة فلم يجد ، وجد
طاولـة صغيرة شاغرة بدون كراس ، في مقهى الأوبـرا ، المقهى مملوءة
عـن آخرهـا ، طلب من النادل كرسيـا وقهوة سوداء مضغوطـة ، أحضـر
لـه النـادل كرسيـا قـديـمـا ، جلـس ، وضـع محفظـة الكتف والكتـاب على
الطاولة ، أخرج من المحفظة ، نظـارة طبية ، ومن جيب معطفـه الداخلي
علبـة السجائـر والولاعـة ، أحضر النـادل القهوة ، وضع ثلاث قطع سكر
في الكأس ، حـرك القهوة وهو يشاهد مباراة فريق الريال وفريق برشلونة
أشعل سييجارة ، رشف رشفتين من قهوته ، فتح الكتاب وقرأ ( بـاسم الله
الرحمان الرحيم أبدأ كلامي فأروي لكم مايلي : مدينة الصويرة كالمرأة )
توقـف عن القراءة ، صـراخ زبائـن المقهى يعلـو كلمـا فشل لاعـب من
تسجيل هدف ، ضاق درعـا من صراخ قطيع الغنـم ، قام ، ترك قهوتـه
وسيجـارتـه مشتعلـة ، حمـل كتابـه ومحفظتـه ، أدى ثمـن القهوة للنـادل
ومضى يبحث عن نزل صغير .
بويعلاوي عبد الرحمان ( بويا رحمان )
وجدا - المغرب
10 - 02 - 2018
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟