أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - عن عاصفة 8 شباط الدموية














المزيد.....


عن عاصفة 8 شباط الدموية


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن شعباً بأكمله كان يتصور أنه ، عن طريق الثورة، قد سَرّع تطوره، يجد نفسه فجأة يرجع القهقرى، ولا يكفي القول، بأن الأمة قد أُخذت على حين غرة. فإن الأمة والمرأة لا تُغتفر لهما ، تلك اللحظة التي تفقدان فيها الحذر و يتمكن أول مغامر يمر بهما من أن ينتهكهما". كارل ماركس
إذ أستعيد 8 شباط 1963هذا اليوم الدموي في تاريخ العراق المعاصر الذي فتح الأبواب مشرعة لكل ما جرى ويجري للعراق ، فلا يعني ذلك حثّاً للخيال ، قدر ما يعني استعادة ذلك الموقف والمصير الإنساني الفاجع والمؤرق ، لمصائر الآلاف من العراقيين والعراقيات على يد القتلة الذين يتشابهون ، بغض النظر عن الزمان والمكان، من البعثيين سابقاً ، والتكفيريين حالياً، وفي زمن عشناه ، ومازال ممتداً حتى الآن منذ ذلك اليوم و فاجعته الدموية ، فإنهم قاموا ويقومون بذات الأفعال أو بالأدق تجاوزوها كثيراً جداً، وهم الورثة بلا منازع لكل ما هو دنيء وخسيس ومهين في التاريخ البشري وفي العراق بالذات. وإذ أعود لهذا اليوم الأسود وذكراه وفاجعته الدموية، فإن هذا ليس بحثاً أو تأكيداً مني عن ثأر قديم أو دعوة لقصاص أو انتقام ، بل أعود لكي يأخذ حكم القانون ما كان قد سكت عنه لعقود كاملة ، ولأحاول ، أن أساهم في التذكير بـ 8 شباط في محاولة بسيطة للوقوف بوجه النسيان ، لأن الأجيال العراقية الراهنة، الشابة بالذات، لا تعرف عن هذا الماضي شيئاً ما ، ودفعاً في أن لا تنساه ، فمن ينسى الماضي محكوم عليه بتكراره وبقسوة وحدة لعلها تتجاوز ما حدث في يوم ما كما يؤكد ذلك "جورج سانتايانا". بعد اندحار نظام القتل الصدامي في التاسع من نيسان 2003 ،ما زال الكثير من العراقيين والعراقيات ، من مختلف المكونات والتوجهات ، يسعى للبحث بكل الوسائل المتاحة في كل مدن وأرض العراق التي تطفو على المقابـر الجماعية ، و سيظل سجلها مفتوحاً ولن يغلق قطعاً ، ولم يجدوا غير بقايا عظام بشرية مفتتة ، وجماجم لأطفال رضع وصبيان وشباب وشابات وعجائز وشيوخ، ثقبها رصاص الموت الصدامي وحل بدلا منه ، رصاص القتل و الذبح والحقد الديني- الطائفي ، على مجرد الاسم، الذي يحمله الإنسان دون اختيار منه، أو منطقة السكن، أو القومية والدين و الطائفة، وبعضه ما زال مستمراً دون هوادة، للقصاص من العراقيين، أينما تواجدوا، دون ذنوب أو آثام أو خطايا. والقليل من أولئك العراقيين المنقبين والمنقبــات مَنْ حالفــه الحــظ حينمــا فاز أو سيفوز ، بعلامة باقية ـ صدفة ـ من عزيز أو حبيب ، ابن أو أخ ، زوج أو أب ، صديق أو رفيق. بعد كل هذه السنوات، وبعد كل الذي جرى لم يحصل المغدورون على يد ذئاب الحرس القومي وعلاماتهم الزنخة القذرة ((ح ـ ق)) وغدّارا تهم (( استرلنك وبور سعيد ))، و منذ 8 -شباط - 1963 حتى التاسع من نيسان 2003 ، حتى على ورقة وفاة أو حق ما !. ومَنْ يحمل قسوة وفتك ذئاب موت وعذاب العراقيين الراهن المتواصل يومياً، هم ذاتهم أو ورثتهم وعبر أسلحتهم وكواتمهم المهربة من دول الجوار، التي أجهزت في منتصف نهار ما وعلناً على( وضاح) و(كامل شياع) و(قاسم عجام)و(هادي المهدي) وآلاف العراقيين والعراقيات من الضحايا الذين هم بشر لهم أسماء وقسمات وآمال وأحلام وتطلعات إنسانية مشروعة وبسيطة جداً، في حياة آمنة مطمئنة . لقد بات واضحاً تاريخياً عدم ارتفاع القوى الوطنية الديمقراطية إلى مستوى المهمات الكبرى في تعميق التحولات الديمقراطية -الوطنية في الحياة العامة ، بعيداً عن التكسب الحزبي الرخيص، لقد ارتبطت هيمنة وسيطرة (العسكر)، بعد فجر 14 تموز في التحكم وسدة القرار ، بالجحيم والدمار والخراب والموت والتعسف، الذي طال العراق وشعبه، وتمخضت عنه عاصفة 8 شباط الدموية عام 1963. وأذكر الآن المقاومة الباسلة بمواجهة قطعان الانقلابيين ، وبعد انكسارها شهد العراق كله فظائع و قسوة ممارسات (الحرس القومي). وفي البصرة تحديداً اتخذوا من بناية ( نادي الاتحاد الرياضي) مقراً لهم ، وتم فيها الإجهاز على كثير من النساء والرجال وحتى الأطفال ، وشمل ذلك كل مكان في البصرة، وتم توثيق بعضه في كتاب الـ"منحرفون" ، وما جاء بهذا الكتاب من صور وحقائق، في كل الأرض العراقية ،على قلتِها، إزاء الوقائع الفعلية التي حصلت تصنف ضمن الأفعال البربرية - الدولية التي لا تنسى أو تمحى، بالنسبة لمن عاشها وشهد عذاباتها ومراراتها ، مهما توالت الأيام وبعد الزمان.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن ال (مايم- بانتوميم) و:..الصمت.. أنهُ الصمت
- اتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي ب(سحر القراءة) للكاتب جاسم ال ...
- عضو البرلمان العراقي:.. تبعية أم استقلال..؟!
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية / القسم الثاني
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية (1 - 2 )*
- القراءة بسحرها
- الكتبُ :.. وسحرها
- يوم صناع الحياة..بناة المستقبل
- -نجم آخر هناك-:.. والمباغتات الدائمة
- شارع المتنبي.. ذاكرة مغتالة
- حكايات الفراشات وحريرها
- طفل البستان: رؤى وأخيلة
- ذاكرة البصرة:..الحفر في تاريخ مدينة
- يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي
- ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(2 -2 )
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(1 -2 )
- عرابو الديكتاتوريات..وخطاباتهم الراهنة
- 14 تموز 1958:..و آثام الماضي العراقي
- مهدي محمد علي : .. مختارات شعرية


المزيد.....




- ترامب يكشف موعد اتصاله مع رئيس وزراء كندا ويؤكد: -سيدفعون-
- الصين لديها ورقة رابحة في مواجهة رسوم أمريكا الجمركية.. ما ه ...
- أمراض يشير إليها تضخم الغدد اللمفاوية
- روسيا تنشئ أنظمة تبريد تساعد على تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمو ...
- روسيا تستخدم الدرونات لمراقبة مسارات السكك الحديدية
- روسيا تختبر منظومة جديدة مضادة للدرونات
- البول الأسود.. اضطراب نادر يسبب مشاكل صحية خطيرة
- الدنمارك.. اكتشاف نوع جديد من الفطريات تحوّل العناكب إلى زوم ...
- روسيا تنتج بطاريات الليثيوم الأيونية للطائرات المسيرة
- أمراض تسمى -القاتل الصامت-.. ما هي وكيف نكتشفها مبكرا؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - عن عاصفة 8 شباط الدموية