أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدعلي حسين الخليفة - الثالثة الغاثة














المزيد.....

الثالثة الغاثة


عبدعلي حسين الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


دفعتني الغواية يوما ,وبتحفيز من صديق فكتبت موضوعا نثريا تناولت فيه احدى الاهازيج الشعبية الجنوبية شرحا وعمق معنى ,وقد تم نشره في مجلة (الف باء) بتنقيح جائر وابتلاع لكثير من الحجم والمفهوم وتحوير صوب التعبئة (للقادسية الثانية)...
اردفت بعدها بموضوع اخر لرسالة عتب للمحرر على ما الت اليه صورة الموضوع الاول من (تعرية وتفصيخ) ..فنشر الموضوع باقل قدر من التحوير ,دون الاشارة الى رسالة العتب ... وعلى طريقة (طمعهم قتلهم) اردفته بموضوع ثالث ,فكانت الطامة ..فقد نسيت حكمة ان (الثالثة غاثة) فمنحت نفسي حرية غير مبررة وادخلتها شرك الممنوعات حيث تناولت( البطاقة التموينية) وبدات بمدحها بوصف –المتقنة-الجميلة –العزيزة- التي ننتظرها انتظار الامة لهلال العيد ,بل وانها الام الرؤوم الحانية بتطرف ...ثم خانني التعبير او جرني (القصد ) الى التطرق الى شحة ما تدره من مواد متنبئا بتشاؤم الى انها ستوصلنا الى مرحلة نتسلم فيها المواد بمقدار (السي سي cc) وبالقطارة, وان الطحين الذي يوزع عن طريقها لا جنس له لا في التسميات ولا في القيمة الغذائية والسعرات كما تاكل الموبقات الحسنات ...
الموضوع لم ينشر بل اني نسيته ... الى ان جاءني من يبلغني (ان الرفيق امين سر الفرقة ) طلب حضورك حالا ...التقيت الرفيق والحق يقال انه استقبلني ولم يكثر الحديث,بل ابلغني ان اذهب يوم غد الى مديرية الامن لمقابلة المعاون الشخصي للمدير ...معقبا لا تسالني عن الغرض لانني لا اعرف ...
وصلت مديرية الامن صباح اليوم التالي بعد ان امضيت ليلة لا وصف لها ,قلق وقراءة للقرآن الكريم والادعية تعادل جهد ما يبذله ناسك متعبد في سنة ..
وتعال معي للاستقبال و(التبجيل ) الذي استقبلته ,فموظف الاستعلامات الذي بادرته (بالسلام عليكم ) كلف نفسه بنظرة شزر الي ولم يجبني ...اوهمت نفسي انه لم يسمعني فاعدت التحية ثانية فلم يكن الموقف احسن,بل رد علي ...اسمك,عنوان سكنك,وظيفتك,ماذا تريد ؟اجبته بما طلب واخبرته بموضوع التبليغ...
جلس ليمسك قلما وورقة ثم اتكا على كرسيه رافعا قدميه على منضدة امامه متعمدا وضع حذاءه قبالة وجهي ...تحركت جانبا فصاح غاضبا عد الى مكانك... وكانني افسدت عليه صورة كان يلتقطها بالحذاء ..صمت طويلا ثم ثد دلف نحو الداخل ليغيب اكثر من ساعة ,عاد بدعها ليامرني بالسير امامه مشيرا الى ممر شبه مظلم ذي تفرعات افضت نهايته الى سلم الى الاعلى صعدناه سويا ...ثم الى سلم هابط ,وصلنا بعده الى غرفة مؤثثة جيدا ,وعند بابها امسك بذراعي لاويا اياها الى خلف ظهري مخاطبا من كان بالغرفة :-
سيدي هذا هو ...
ودون مقدمات ولارد للتحية سالني بعصبية ماذا تريدون من الدولة ومن (البطاقة التموينية ) هل تريدونها تحتوي على (قوزي) حضرتك تستهزيء ..ثم نهض واقترب مني بحركة ازداد فيه عنقه طولا كانه ذئب يهم بالعواء . وبيده ورقة هي الموضوع الذي ارسلته الى (الف باء) ... هذا موضوعك الذي تريد نشره جاءني من مكتب الاعلام القومي .. ثم اخرج من درج منضدته استمارة فيها مجموعة من اسئلة معلومات عن كل شيء بما فيها (اسلافي واسلافهم ومن سيتورط بمعرفتي مستقبلا) واوعز لي بملئها وبدات بالكتابة على انغام شتائمه المستمرة التي يراوح بين موجة واخرى منها ب (كفخة ) لتغيير (الجو ) ومع ختمي لاخر سطر في الاستمارة اخذ نظارتي ورماها على الارض واخذ يسحقها بحركة (رحوية)... بعدها تم اقتيادي الى غرفة اخرى لاوقع على تعهد بعدم تكرار الكتابة الى مجلة او جريدة ... ثم اخرجت من ممر يطل على غرف تعج باصوات الاستغاثة وصدى ( الايقاعات) المنبعثة من وقع الايدي والسياط على الاجسام البشرية ..يخرج منها جلادون باخذون قسطا من الراحة بين اشواط عملهم (الانساني) في (تاديب وتهذيب) من قادهم الفكر المغاير او سوء الطالع ...او الثالثة الغاثة.



#عبدعلي_حسين_الخليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتقاعدون والمعارك الخاسرة


المزيد.....




- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدعلي حسين الخليفة - الثالثة الغاثة