أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل














المزيد.....


حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المازوشية الأوروبية بلغت حدا من القرف لم تبلغه أية شعوب أخرى وللتوضيح أكثر يجب معرفة ما فعله الأكراد والأتراك عبر التاريخ بالأوروبيين وتبيان الفرق بين كل معاملة ونتائج ذلك في تعامل الأوروبيين اليوم مع هذه الشعوب فرغم هزيمة الأوروبيين على يد صلاح الدين الأيوبي إلا أنه تعامل معهم أفضل معاملة إنسانية وأفرج عن الأسرى وسمح للناس لمن يريد الخروج من بيت المقدس أن يحمل معه امواله وأمتعته وما زال المؤرخون الأوربيون يتحدثون عن هذه المعاملة الأخلاقية الفريدة أما الأتراك فسنذكر هذه الحادثة كإحدى الأمثلة على المعاملة الوحشية والإذلال الذي لقيه الأوربيون على يد الأتراك .

في عهد السلطان سليمان القانوني رفض ملك هنغاريا دفع الجزية التي كان يدفعها لأجداد سليمان القانوني فجهز هذا الأخير جيشا جبارا ودخل عبر صربيا إلى هنغاريا و هنا حشدت كل أوروبا قوتها ودعا البابا كليمنت السابع إلى النفير العام في أوروبا ووزع صكوك الغفران على الصليبيين واحتشدت أوروبا كلها لمحاربة العثمانيين والتقوا عند وادي موهاكس ومني الأوربيون بهزيمة قاسية وتم قتل عشرات الآلاف وأسر خمسة وعشرين ألف مقاتل ورفض السلطان سليمان القانوني أن يعتبرهم أسرى بل خيرهم بين الذبح أو أن يعطى كل واحد سلاحا ويبارز منفردا مجموعة من الأتراك وبهذه الطريقة قتلوا الأسرى جميعا ( لاحظ الفرق بين معاملة صلاح الدين ومعاملة الأتراك ) .

لم يكتف سليمان القانوني بذلك بل قام بإذلال أهل المجر وطلب من كل المسؤولين والأساقفة وحشود الشعب تقبيل يديه وقاموا بذلك وهم صاغرون ثم هدد أوروبا ووصل إلى حدود فيينا وما زالت معركة موهاكس تجربة مريرة لدى الأوروبيين حتى أنهم يقولون في أمثالهم ( هزمت هزيمة مثل هزيمة موهاكس ) وما زال الكثير من سكان أوروبا الشرقية عندما يريدون أن يخيفوا أطفالهم ليناموا يقولون لهم العسكر التركي قادم .

دعوة البابا فرنسيس لمجرم حرب مثل أرضوغان لزيارة الفاتيكان وتقليده وسام السلام في نفس توقيت قصفه لعفرين وقتله للنساء والأطفال وتدمير البيوت فوق رؤوس الآمنين وتمثيل مرتزقته بجثث النساء له دلالة كبيرة جدا فعدا عن كونه نوعا من المازوشية في تعلق الكنيسة الكاثوليكية بجلاديها عبر التاريخ فإنه إنتقام من أحفاد صلاح الدين الذين لم يفعلوا بهم كل ذلك ولم يذلوهم بل احترموهم وأكرموهم وداووا جرحاهم وهذا الإنتقام مرده أن المازوشي ينتقم ممن يكرمه ويحترم من يدوس عليه .

دعوة البابا لأرضوغان أتت في الوقت المناسب لتلميع وجه أرضوغان الذي بدأ يتحول إلى شيطان في الغرب خاصة مع بدء حربه على عفرين و لمن يتتبع ردود فعل الشعب الأوربي على وسائل التواصل الإجتماعي يجد أن الإيطاليين كانوا أكثر الناس تعاطفا مع بارين كوباني المقاتلة التي تم التمثيل بجثتها من قبل مرتزقة أرضوغان ويكفي أن تضغط على وسم #barinkobani على تويتر لتكتشف أن الإيطاليين هم أكثر المتعاطفين معها وعليه فلم يكن صدفة أن يهرع البابا إلى إنقاذ أرضوغان في الوقت المناسب وتقديمه كحمامة سلام يحمل غصن زيتون لا مدافع تدك بيوت الفقراء في القرى البائسة على تخوم عفرين .

ما فعله البابا هو وصمة عار على جبين الفاتيكان سيظل التاريخ يذكره إلى الأبد فكيف لكنيسة ترعى السلام في العالم أن تستقبل قاتلا دمر الأحياء في ديار بكر وسلوبي والجزرة وأحرق المواطنين في بيوتهم ثم دعم جماعات التطرف وداعش في سوريا بدلائل موثوقة ذكرتها كبرى مراكز الأبحاث الأوربية وكيف لهذه الكنيسة أن تمنح وسام السلام لشخص في نفس توقيت قصفه للأبرياء والمدنيين في عفرين ومن قبله مدينة الباب التي راح ضحية قصفه أكثر من مئة مدني من الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين موثقين بالإسم والتاريخ .

كل من يعيش في أوروبا يدرك مدى جبن الأوربيين وخوفهم ورعبهم من الجماعات الإسلامية ولذلك فإن تلك الجماعات مرحبة بها في أوروبا ويعاملون فيها أفضل معاملة ولأن أرضوغان اليوم هو زعيم هذه الجماعات فإنهم مرعوبون منه لأقصى درجة وهذا نوع من المازوشية التي تصيب العقل الجمعي للشعوب فتتعلق بمن هو أقوى منها ويتسيد عليها ونوع من متلازمة استكهولم في تعلق الضحية بالجلاد وليس أدل على ذلك مما ذكرته مراكز الإحصاء أن نسبة الدخول إلى الإسلام في أوروبا وأمريكا زادت مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر وتفجير برجي التجارة العالميين .

الأتراك أتوا من أواسط آسيا وبنوا دولتهم على جماجم البيزنطيين الرومانيين أجداد الإيطاليين وسحقوهم سحقا ثم أبادوا السريان والأرمن والكرد ورغم عدم اعتراف أرضوغان حتى الآن بمذابح الأرمن وشنه هجوما كاسحا على الفاتيكان لأنها اعتبرت مذابح الأرمن إبادة جماعية فإن الفاتيكان يستقبل أرضوغان اليوم استقبال الفاتحين وكأنهم هم أيضا اشتاقوا إلى الخوازيق العثمانية كما اشتاق الكثير من أبناء المنطقة الذين يريدون أن يرجعوا عهد الخلافة العثمانية بكل جهد وكل ثمن .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موناليزا الكرد بارين كوباني
- نواة الحماية الذاتية .. الإستراتيجية الرابعة لإقليم كردستان
- تصحيح مسار الإعلام .. الإستراتيجية الثالثة لإقليم كردستان
- إصلاح هيكلية البيشمركة .. الإستراتيجية الثانية لإقليم كردستا ...
- ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم ك ...
- حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن
- دراسة عن إستفتاء كردستان من وجهة نظر أعمق
- مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟
- هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟
- إنتهت الأزمة و هذا ما يلوح بالأفق في سوريا
- العرس في الرقة والطبل في عفرين .. ماذا تريد تركيا من عفرين . ...
- شريف باشا باق ويتمدد ..!!!
- ماذا يقصد فورد بقوله سيندم الأكراد على ثقتهم بأمريكا ..؟؟
- الجذور الخفية لعلاقة بريطانيا بالجماعات الإسلامية المتطرفة
- الإسلام في زمن الكوليرا
- القاصر السوري مجرم أم ضحية المجرمين ؟
- من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أ ...
- أين كنتم يوم كانت باقية وتتمدد ..؟؟
- مهاباد أول جمهورية وأول علم وأول نشيد


المزيد.....




- -مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت ...
- حافلات تقل 50 جريحا ومريضا فلسطينيا تصل معبر رفح في طريقها إ ...
- بينهم 18محكوما بالمؤبد.. دفعة جديدة من السجناء الفلسطينيين ا ...
- تساؤلات.. صحة ومهظر مقاتلي حماس والرهائن الإسرائيليين بعد عا ...
- شاهد لحظة إطلاق حماس سراح المواطن الإسرائيلي الأمريكي كيث سي ...
- تسليم الأسير عوفر كالدرون إلى الصليب الأحمر في خان يونس
- يعود إلى إسرائيل دون زوجته وطفليه.. الإفراج عن ياردين بيباس ...
- ماذا نعرف عن تحطم الطائرات في الولايات المتحدة؟
- مأساة في سماء فيلادلفيا: انفجار طائرة إسعاف طبية بعد إقلاعها ...
- لحظة إفراج -القسام- عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل