أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - من ألبوم البصرة














المزيد.....

من ألبوم البصرة


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 23:44
المحور: الادب والفن
    




بائع الطرشي المتجول

كأني أراه...
يوميا قبل شروعه بالكدح
يرفع يديه
ظلهما على جدار الغرفة، مثل عروتيّ آنية فخارية
تمسّد ُ أناملهُ طوقيّ العقال،ثم تغرسه في الكوفية البيضاء..
يعقفُ ذيليّ الكوفية ،خلف كتفيه..
المرآة : لا وجود لها في هذا التمرين الصباحي
........................
دراجته الهوائية يثبتها بمسندها على التراب الندي
سطل الطرشي البلاستك الكبير والأوعية البلاستك البيض الصغيرة ..
ثم يركن دراجته الى حافة الرصيف ،ليركبها
يضع قدمه اليسرى على بقية دواسة ويقول
: يا الله..
................................................
.............................................
على دراجته السوداء المتهالكة
بكوفيته الشاحبة البياض مثل دشداشته
أراه في شارع الجزائر
.. قرب مرطبات (أبو شعير)
في شارع الوطني : أراه
... البراضعية
وقرب دكاكين السراجي
....مناوي لجم
مناوي باشا ...
محاذاة أعدادية البنات في بريهه..
أراه يسوق دراجته
وتسوقه السبعون كدحا
رجل ٌ مِن بصرة التعب المستمر
لا يُريد من الله سوى عمرا يصلح لبيع ماعنده
من طرشي أبي الخصيب
لا يريد سوى.....
ثمة عائلة تنتظر...
تنتظر أوبته ...



وليم مايكل
أيامه ُ...
غمرت الحديقة
: بالأعشاب ..
فتوارت شجيرات الورد والفلفل..
نأت أوراق الموز
أصيبت بالكركم...
فأنحنت تلامس...
تهمس...
تشكو... الأرضَ
.......................
......................
.......................
يا أيها النمل غادروا مساكنكم
لا أحد َ
لا شيءَ
يعترضنا..
*وليم مايكل: مسيحي يسكن الكزارة في مدينة البصرة، يطل سياج حديقته على الشارع العام، كنا ونحن في الابتدائية نمر جوار السياج، تسحرنا حديقته الزاهية...وتطمئننا ابتسامته الوديعه، خلف نظارته...بعد سنوات اختفى مايكل...ثم أمحى البيت...




بيرجين..
تنفضُ الحساسين
عن ثوبها..
لا تغلق..
تًغمض بابَ حجرتها في الشناشيل
تلحسها العيون
في الشارع
كعارضة أزياء
لا يد َ
ترجمها بالخطيئة
يومها..
الأيادي مشغولة ٌ بالقمر
بالمصانع مشغولة ٌ
بالمزارع...
وبيرجين مشغولة ٌ
تدور على خصرها..
والزمان يدور

يدور...
يدور...
ولم تترك بيرجين في بصرة الماء
سوى عطرها المتماوج ..
ومن وجه بيرجين
تغار الزهور..
*1964،غادرت بيرجين البصرة،الى الشآم...


أوانيس ماردوسيان

في الحادية عشرة يغلق الباب الزجاج من الداخل
يسدل الستائر الصفر على واجهات الزجاج..
الندل الثلاثة يكفئون الكراسي على المناضد
يختصرون الإضاءة بمصباح أحمر
يُغيّرون ملابسهم...
يفتحُ أوانيس لهم الباب ليغادروا صوب بيوتهم
هو الآن وحده..
يغيّر ملابسهُ
يرتدي روب ديشامبير، ربما كان لونه أرجوانيا
منتعلا خفيين أنيقين..
يغرس المفل اللولبي
في الفلينة..
هاهي القنينة حاسرة الرأس
ثم تنحني بيد أوانيس
لتثرثر
في زرقة الكأس الطويلة..
جلب الكأس من بيروت ..
من حانةٍ
ملكه ومملكته في ذلك الزمان حتى 1959
حيث حل في بيروت ماحل..
يرفعُ الكأس
رشفة ً بإناقة بيروت


رشفة بغواية جاكلين..
رشفتين لشفاه (فتنة ) و(إغراء)
فينزلق أوانيس الى جنة (جعيتة)
على وقع الدبكة اللبنانية..
حتى التاسعة صباحا
توقظه نقراتٍ على زجاج البار..
فيقز كديك الصباح صائحا
متمايلا
: (يسعد صباحك ياحلو
طبعك حلو
لا تبدلو..)



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقداد مسعود في سواده قصيدة : الشاعر كاظم اللايذ
- فوانيس الملائكة/ سرديات عنف الدولة... محمد حيّاوي ..في(خان ا ...
- سرد برسم الأنثى/ أتصالية السرد وتكذيب السرد
- زعتر بزيت الزيتون/ كذبة الشفاهي والمسرود..في (النبيذة) للروا ...
- مغامرة الأرق في صناعة المغامرة مقداد مسعود في (الأرق استراحة ...
- أشارات أولى...(أطلق سراح ضفيرتي) للشاعرة سهاد البندر
- الأستقواء بالحذف والإظهار الروائية العُمانية هدى حمد في..(ال ...
- كتلة التجربة : سيادة الماضي/ شجاعة السرد
- تقنية المخطوطة...في(مذكرات مسلول) للروائي البصري العراقي عبد ...
- عبدالودود العيسى المحامي..في روايته (شمخي)
- رسالة مفتوحة..إلى مهند طلال الأخرس
- تدوير السرد/ تضحية في غياب الوعي..(منعطف الرشيد) للروائي ريا ...
- ثأر عبدالله/ مرايا حورية...- التراسل / التحاور ..في(العبور ا ...
- الوعي الفعلي / الوعي الممكن ...قميص ٌ مبلول - عمرٌ غائم الرو ...
- عبد الهادي عبد الكريم : ضوء ٌ لا ينام
- عطور لظلالهن تعديد العلاماتي والمسرود في رواية بلقيس خالد(كا ...
- ديناميت نوبل / مغفرة برناد شو
- تعادل الصفر واللامتناهي : منطق قراءة ..في الشعرية والشعر
- الأغنية والرواية / طالب الرفاعي وعلي المقري
- طالب الرفاعي / علي المقري : الأغنية والرواية


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - من ألبوم البصرة