|
قول على قول !.. حزبنا الشيوعي العراقي والزمن الرديء .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 21:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قول ... على قول ..! حزبنا .. والزمن الرديء ؟
محبتي اليكم رفيقي العزيز كفاح ارجوا لكم كل خير وسلام ..
لا ادري هل الحزب الشيوعي العراقي تم اختزاله بالرفيق أبو أحلام ؟..
وهل سيطلقون على الحزب فيضيفون للتعريف به أكثر ، فيسمونه ( الحزب الشيوعي العراقي الشيعي حتى يرضى عنا الطائفيون والعنصريون !! ) وهل هناك طاولة ( قمار ومقامرة على تأريخ حزبنا المجيد ) .
انا شخصيا لست بالضد من تحالف الحزب مع مقتدى الصدر او غيره وقد بينت ذلك بوضوح في مقال سابق ، ما زال موجود على صفحة الطريق أراء حرة !..
ولكن وفق السياقات الطبيعية وبما تنسجم مع مصالح الحزب ، وهذا ليس جديد على الحزب وتحالفاته وفق ما يراه ، ولكن التحالفات لها شروطها ومقوماتها .
وعلينا أن نسأل أنفسنا !... هل نقيم تحالفنا مع هذا الطرف ونلغي طرف أخر ؟
مع س !... ونلغي ص !.. ، فهل هذا معقول ومقبول ؟.. وتحت أي مبرر ؟!!...
ففي خمسينات القرن الماضي عقد الحزب جبهة الاتحاد الوطني مع مجموعة من القوى الوطنية [ (الوطني الديمقراطي, الشيوعي, الاستقلال, والبعث) ] ، وفي نفس الوقت عقد تحالف ثنائي مع البرزاني وحزبه الحزب الديمقراطي الكردستاني ، لعدم التوصل في حينه على اتفاق مع الديمقراطي الكردستاني بالانضمام لهذا التحالف ، فتم عقد تحالف ثنائي بين الحزبين ، ولم يتعارض هذا الاتفاق مع تحالف الحزب مع جبهة الاتحاد الوطني .
كان على الحزب ان لا يفرط ( بتقدم ) ، وبأي شكل من الأشكال ، كون الحزب عمل طويلا لتطوير ودعم التيار الديمقراطي وقوى اليسار المنضوية في تقدم ومنذ فترة غير قصيرة ، وكان يمكن للحزب إجراء حوار هادئ مع الطرفان ، وبشكل واضح ومن دون تأويل ولا لَبْس وغموض ، وكان يمكن للأمور ان تسير بشكل إيجابي ، فهذا النهج سيلقى تأييد ومباركة الكثير من القوى السياسية ، والملايين من جماهير شعبنا وقوى اليسار والوطنيين والشيوعيين من داخل الحزب ومن هم خارجه ، بدل ان يخلق شرخ كبيرا في الوسط السياسي ، وعلى المستوى التنظيمي والجماهيري ، ومع الكثير من تيارات اليسار العراقي .
ليس غريبا أن نشاهد اليوم ، ممن يماثلون الحزب العداء ، لدواعي فكرية وطبقية وسياسية ، فقد وجدوا الأرض الخصبة ، والمجال رحبا لشن هجومهم على الحزب وعلى قيادته وسياسته ، الذين يريدون الشر والطعن بالحزب وبمنظماته وقيادته وكوادره ورفاقه .
نحن نمر بفترة مفصلية ومصيرية ، فإما أن نحقق النصر !... وننتقل خطوة متقدمة الى الأمام ، نحو دولة المواطنة ، والتخلص من المحاصصة والطائفية والفساد والظلام والتخلف ، وتحقيق انفراج حقيقي في السياسة والاقتصاد والخدمات ، وفي تعزيز الديمقراطية والحريات والسلم الأهلي ، وأما المراوحة والتراجع الى الخلف ، وتمكين القوى الطائفية والفاسدة من العودة مرة أخرى فيحكمون العراق السنوات الأربع القادمة !... لكن مع شديد الأسف ، كله ذهب أدراج الرياح أو هكذا اعتقد فيما إذا لم تعالج الأمور سريعا !!...
لقد تجاهلت قيادة الحزب !.. كل المناشدات الصادقة والمخلصة والحريصة على الحزب وعلى وحدته وسلامته ورفعته وتقدمه ، تجاهلت هذه الأصوات وذهبت الى ما كانت تعتقد هي أو البعض منها ( فوقع الفأس بالراس ! ) .
انا لا أفهم ولا يمكنني أن أتفهم موقف الحزب ، من تغييب الرأي المخالف داخل الحزب وفي قيادته وباقي منظماته ، وإلغائه لتلك الأصوات ، واصرارها على التفرد في تقرير مصير حزب عظيم مثل الحزب الشيوعي العراقي ، والتعامل مع أراء رفاق وقادة ومناضلين لهم من الخبرة والدراية والتجربة والتأريخ ، وتتعامل معهم وكأنهم طلاب في مدرسة ابتدائية ، وهم يتصرفون معهم معلمين وأساتذة ومربين .. عجيب امركم !!... ويصدرون لهم الأوامر والتعليمات ، وكيف يفكروا وكيف يتصرفوا ، وما هو جائز وما هي الخطوط التي أمامهم ؟.. خط احمر وأصفر وأخضر ، فتخرج منظماتنا كل يوم خميس تغرد بنشيد ( يا بط .. يا بط .. العب بالشط .. أتت الشبكة .. ما هذا !!!...
أتمنى على قيادة الحزب ان تفهم جيدا !.. بأن هناك رفاق خارج ملاك قيادة الحزب ، لكنهم لا يقلون وعيا وتأريخا وشجاعة وحرصا والتزام ، بل هناك من هم أكفأ وأجدر من الكثير ممن هم في مواقع الحزب الرئيس ، بل وأكثر ثقافة ودراية وحرصا وإخلاص وتضحية من بعض من يشغل موقعا في ل.م وم. س وفي الهيئات الأخرى ، مع جل احترامنا وتقديرنا لجميع الرفاق أينما وجدوا في منظمات حزبنا العظيم .
وأرجوا أن يكون واضح للجميع ، داخل الحزب وخارجه ، من المحببين للحزب والمدافعين عنه والمخلصين له والمضحين في سبيل قيمه ومبادئه ، الساعين لاستمراره وبقائه شامخا قويا معافا ، ومدافعا عن شعبنا وكادحيه ، وأقول للمعادين ومن يضمر له الكراهية والضغينة ، أقول للجميع بأن هذا الحزب لا يمكن أن يقهر و هزيمته امر محال ، ولا يمكن النيل منه ومن عزيمته ، فرفاقه المناضلون رجال أشداء ، يحمون حياضه ويدافعون عن عرينه بالنفس والنفيس ، ويدافعون عن مواقعه ونهجه وفلسفته ، الفكرية والسياسية والتنظيمية ، ولن يكونوا يوما على الحزب ، وعلى كيانه وقيادته ورفاقه أبدا ، كنّا وما زلنا وسنبقى الاوفياء والمخلصين والمضحين في سبيل مبادئه وقيمه ووجوده ، هذه الهامة الوطنية التي يتشرف بها كل المناضلون ، ويفخر الخيرين بالانتماء اليه ولفكره ولسياسته ، فهو حزب الشعب كل الشعب ، بكل مكوناته واطيافه واديانه ومناطقه وفسيفسائه ، هو حزب الكادحين والمناضلين ، من شغيلة اليد والفكر.
وعلى قيادة الحزب ان تعي جيدا وبروح مفعمة بالبصيرة والتبصر ، وبروح التلمذة الشيوعية الخلاقة ، أن تدرك مسؤوليتها وما عليها فعله ، وما يتوجب القيام به ، لإعادة النظر بسبل المعالجة الحكيمة ، والوقوف عند ما استجد ، والبحث عن أنجع الطرق لسلكها وبالحوار المسؤول ، حول ما حدث من تقاطعات واختلافات ما قبل وما بعد تحالفه مع سائرون ، وما ترتب على ذلك من شرخ وما نتج من خروج الكثير عن السياق العام عن النظام الداخلي ومبادئ الحزب الداخلية ، نتيجة عدم حكمة قيادة الحزب ، وعدم قدرتها على معالجة ذلك بروح شيوعية صادقة ، كونها تتحمل مسؤولية تاريخيا امام الحزب ورفاقه ومنظماته المختلفة وجماهير حزبنا وقاعدته العريضة ، ووفق مبادئ النظام الداخلي والقيادة الجماعية ، ومراعات مصالح الحزب العليا وحماية وحدته التنظيمية والفكرية وعلى بنائه الطبقي ، متسلح بالشيوعية العلمية وبالفلسفة الماركسية وقوانينها ، وما جاء به لينين ومن جاء بعدهم من مفكرين وفلاسفة ، ومقتدين بالتراث المجيد لشعبنا وحزبنا ، وتعميق النهج الديمقراطي والإصغاء لكل الاراء التي تطرح داخل الحزب ومنظماته المختلفة ، وتجنب الإلغاء للرأي الأخر . عاش حزبنا الشيوعي العراقي واحدا موحدا ، شامخا وقوي . عاش نضال الشيوعيين العراقيين وعاشت قوى اليسار والتقدم والديمقراطية .
صادق محمد عبد الكريم الدبش . ٥/٢/٢٠١٨ م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الضحايا الشيوعيين 14 شباط.
-
ناغيت قلبي عندما هَوَتْ مَراكِبُهُ !
-
مبكرة سيدتي !... ماذا دهاك؟
-
هناء ادور مناضلة وناشطة ديمقراطية مرموقة .
-
عن الحق لا تحيد !
-
ما زاد حنون في الإسلام خردلة ؟
-
الحزب الشيوعي العراقي عرين الرجال .
-
العبادي في قائمة النصر والإصلاح ؟
-
هذا زمن الطاعون .. !!
-
عاما جديدا !.. وهل فيه من جديد ؟
-
تغريد السيد العبادي اليوم !
-
هل شعبنا يشعر بولادة سنة جديدة ؟
-
لا أدعي الفراسة والحذاقة .. ولست بعلام للغيب ؟.. ولكن ؟
-
بهرز ... والرفيق حسان عاكف حمودي .
-
حول ما يجري من حراك في الأقليم !
-
في أخر الليل !...وقفنا عند ضحكتها !
-
لغة التصابي .. كلمتها !
-
إعادة إنتاج الأزمات !
-
أين الدولة ؟.. من العراق وشعبه ؟
-
عام اخر يجر اذياله .. وما زال الجرح ينزف !
المزيد.....
-
-المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام
...
-
الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر
...
-
ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
-
-بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو
...
-
السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة
...
-
-رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
-
-Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
-
الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
-
عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور
...
-
النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|