أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حلوة يا زلمة














المزيد.....

حلوة يا زلمة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تقوم دول العالم المتحضر بتسليح تركيا فهذا طبيعي، كونها اختارت ان تضمها لحلف الناتو.. منذ فترة الحرب الباردة.
وان تقوم تركيا بتسليح مرتزقتها "الاسلاميين" في سوريا، سواء كانت داعش سابقا، او الجيش الحر حاليا، فهذا طبيعي ايضا، كونها تستغلهم كرأس حربه في هجومها على الكورد في الشمال السوري...
لكن غير الطبيعي، والذي يشكل مفارقة هنا، هو ان المرتزقة الاسلاميين هؤلاء، الذين لم تعلن امريكا دخولها الى سوريا الا من اجل مقاتلتهم، يستخدمون اليوم نفس اسلحة الناتو، الامريكية والالمانية، دون ان تبدي، لا امريكا، ولا المانيا ولا حلف الناتو ابسط ممانعة في تزويد هذه العصابات الاسلامية بالسلاح بهذه الصورة المباشرة.
الا يساعدنا هذا في فهم الطريقة التي كانت تحصل فيها داعش على اسلحتها الامريكية الصنع طيلة سنواتها الاربع، طالما ان الامريكان، وحلف الناتو، لا يمانعان من استخدام سلاحهما من قبل هذه العصابات كما هو واضح الان؟

في الشريط الذي نشرته مجموعة من مرتزقة تركيا، تحت مسمى الجيش الحر، يوم امس، يظهر مجموعة من هؤلاء الملتحين، وهم يتجمعون حول جثة مشوهة المعالم، لشابة، هي احدى مقاتلات وحدات الحماية الكوردية في عفرين، واحدهم يضع بسطاله على مكان ثدييها المقطوعين، واخر يقول بتشفي:
- "حلوة يا زلمة"
وكأنهم مجموعة من الضباع تحيط بجثة انسان، تحاول ان تنهش بدرجة من الحقد لم تكن معهودة بين البشر الى حين ظهور هذه التنظيمات الاسلامية اللا انسانية.

وليس الغرابة فقط في ان هذا الاسلامي "المفترض ان يكون عدو لامريكا" يحمل في يده بندقية امريكية، وصلته بالمجان. بل الاكثر غرابه هو ان الطرف الاخر، وحدات حماية المراة الكوردية، التي تقاتل دفاعا عن مدينة عفرين، هي الاخرى تتسلح باسلحة امريكية، كانت قد حصلت على اغلبها، بالمجان ايضا، كمساعدات لقتال نفس هذه الفصائل المسلحة التي كانت تسمى "ارهابية" الى ما قبل بدء عملية الغزو التركي لشمال سوريا.

وليست البنادق وحدها، فالاسلحة الكوردية، المضادة للدروع، ليست بسيطة، كما تظهر في اشرطة الفيديو، فقد استطاعت حتى الان ان توقف ثاني اكبر عملية غزو عسكرية لتركيا في تاريخها (بعد غزو شمال قبرص عام 1974). اي بعد انقضاء اسبوعين على بداية العملية لم تستطع القوات التركية ان تتقدم في اي من الجبهات السبعة التي فتحتها لاكثر من 5 كم داخل الحدود السورية. وفوق هذا، ليس هنالك مؤشر في الافق، ابدا، يدل على ان هذه الغزوة، التي كان اكثر المتشائمين في القيادة العسكرية التركية لا يتوقع ان تطول لاكثر من 3 الى 5 ايام، يدل على ان تركيا قادرة على حسمها ابدا لصالحها.

مفارقة توزع السلاح الامريكي على الطرفين المتقاتلين قطعا هي ليست مسالة نجاح امريكي في "تسويق" اسلحتها، أو الركض وراء ارباح مادية، من عوائد بيع اسلحة، كما يتبادر للذهن اول وهلة، فهذه الاسلحة كانت تقدم بالمجان لداعش، واليوم لوحدات الحماية الكوردية.. والسؤال هو ما هي هذه الاهداف الامريكية؟

حقا، السؤال الذي تثيره هذه المفارقة هو، ما هو الهدف الحقيقي، الذي تسعى من اجله امريكا، في تغذية نار الحرب السورية بالمزيد من السلاح، منذ بداية الاعلان عن تدريب اول وحدة مقاتلة تابعة للامريكان عام 2011، حتى تحريك حليفتها في الناتو كي تقوم بعملية الغزو هذه...؟؟؟؟
وارجوك لا تقول بيع الاسلحة.

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي يتصرف كسلطة احتلال في كوردستان
- كوردستان اليوم اقرب الى الاستقلال من اي وقت مضى
- السبب وراء وقف اطلاق النار
- وتعاونوا على الاثم والعدوان
- يلطمون على الحسين.. ويرقصون مع يزيد
- ماذا استفاد العراق من كوردستان
- ماذا لو طالب الفلسطينيون باستفتاء
- ما سر العلاقة بين حزب الله وداعش؟؟
- ما السر.. اوربا تكافح النازية.. وتدعم الاسلام
- بين عبد الحسين عبد الرضا.. وياسر الحبيب..
- من الذي يدفع الكورد باتجاه اسرائيل؟
- سانت ليغو.. تعديل ام تحريف؟؟؟
- مقتدى الصدر في السعودية... ساعي بريد لا اكثر
- عمار الحكيم... الخروج من شرنقة الصبى
- استفتاء كردستان وحرب المياه القادمة...
- تخويف الكرد الفيليين من استقلال كوردستان.. لماذا؟
- تركيا اكبر المتضررين من عزل قطر
- كوردستان والتجربة القطرية
- الهزة التي احدثتها ايفانكا ترامب في السعودية
- الى المرشح الانيق.. زوروني كل سنة


المزيد.....




- أوكرانيا تتعمق أكثر في الأراضي الروسية.. وهذه الإجراءات التي ...
- -الغموض المتعمد-.. مصدر في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة من ال ...
- هل تمتد سيول السعودية إلى مصر؟
- الصحة في غزة تصدر تحديثا لبيانات ضحايا الحرب
- اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه -للزلزال العملاق-.. ما تدا ...
- في السودان، أمطار تهطل في غير موسمها تفاقم معاناة السكان
- -تاس-: القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مواقعها على محور بوكرو ...
- علاء الدينوف: قوات كييف خططت للاستيلاء على محطة كورسك النووي ...
- -حادث كبير-.. تسرب كيميائي في بريطانيا
- الخارجية الروسية: أوكرانيا بهجومها على كورسك أوقفت الحديث عن ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - حلوة يا زلمة