|
الله عاهر
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 04:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الله عاهر جميع الامم تعرف البغاء على الشكل التالي: الجنس مقابل قدر مالي او مادي معين، وحتى جميع المعاجم تأتي على نفس التعريف ومنها أيضا العربية. الأمر الآخر، إجبار شخص على ممارسة الجنس مع آخر دون إرادته، تعتبره جل التشريعات الوضعية امر اغتصاب، وبالتالي يدان المغتصب ويعاقب. في القرآن هذه الآية " ولا تكرهو فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ".33 النور لم أستوعب حتى الآن هذه الآية، ولم تقنعني فيها نفسيرات شيوخ الإسلام، اكثر من ذلك مسكوت عن جانب فيها تثيره بعض كلماتها الإكراه على البغاء في القانون الوضعي يعني الإغتصاب، والآية هنا تمنع الأمر وهذا يعني نفي لحالة موجودة (هل تعني أن الناس بدوافع اجتماعية كانت تدفع فتياتها إلى البغاء؟ في هذه الحالة، الشق الثاني من الآية يسمح بالامر، "الله غفور رحيم") سبب النزول شيء مختلف طبعا ولن ادخل في تفاصيله ، لكن حسب الإسلام النص صالح لكل زمان وكل مكان، بمعنى يصح تاويله في الزمان والمكان. فسابقا يتكلم عن الآمة وإكراهها، لكن الآن في القرن الواحد وعشرين لم تعد هذه الظاهرة موجودة وإن مارستها داعش في الآونة الأخيرة بما يعتبر نشاز تاريخي. هل القرآن في الحالات الإجتماعية القصرية يتسامح مع ظاهرة البغاء (بغاء الأقارب) الذي في صور معاصرة منه تقتضي إعادة صياغة زواج المتعة أو بلغة عصرية سياحة الجنس المعروفة بإقرانها بالإكراهات الإجتماعية، وجود عائلات مكرهة في عيشها يقابله وجود زبناء المتعة الجنسية التي حوول في الأربعين سنة الماضية إعطاءها طابع شرعي ديني (الشيعة من جهة وفصائل الإخوان من جهة اخرى والوهابية من جهة ثالثة). بالتاكيد لا لأنه بعد "أكراههن" هو "غفور رحيم" . هل الإسلام دين عهر؟ بالتأكيد لا، حسب مايعتقده المرأ انه إسلام، كرامة الأشخاص أيضا تولد أخلاق خاصة نبيلة، وهذا النبل هو التصور المراد للإسلام من طرف الفرد، أن يكون عقيدة نبيلة حافظة للصون وللكرامة، هذا بالتحديد ما يجعل الكثير يستنكر أعمال داعش، يقولون: ما تفعله داعش لا يعبر عن الإسلام الحقيقي، الإسلام الحقيقي هو إسقاط ذاتي للفرد على الدين. بحيث يومن غريزيا بكرامة الإنسان في ذاته، لكن داعش وفصيلاتها الوهابية والإخوانية تعتمد إسلام النصوص ولا عجب أن نجد شيخا يستمتع ساديا بشواء خالد ابن الوليد لرأس مالك ابن النويرة او العريف حين يصف الجنة المليئة بالحوريات والوصيفات. تصور النصوص القرآنية الله عاهرا (قواد باللغة المغربية) لكي تقيم له شعائره، مقابلها سيجازيك بالجنة، ببساطة إله يغفر بمقابل وهذه في الفلسفة المثالية الإسلامية العقلانية إلى درجة معينة تطرح مشكلة الشرك، ان الله يشترك مع الإنسان في صفة الأداء بمقابل. غناء الله مطلق، لكنه مع ذلك، في الترتيبات التي يصفها العريف في كثير من فيديوهاته نسبي، لقاء مع وصيفة في الجنة هو بمقدار سبعين سنة أرضية، وهذا بالتحديد وجه موضوعي. في التعريف السابق، الجنس مقابل شيء مادي هو بحسب القوانين الوضعية عهر أو بغاء، قوانين غربية تجتهد في أن تعتبره عمل وربما بعض الدول الاوربية (أعتقد هولاندا، فرضت فيه ضريبة الدخل، راخوي الإسباني برغم نقطه العالية في المسيحية حين كان يدرس ، هو أيضا طرح الأمر: شرعنة البغاء وفرض ضرائب الدخل عليه، لكن راخوي نظر إلى الأمر من منطلق هم وطني فرضته الأزمة المالية (إكراه آخر بلغة القرآن): هناك اناس لديهم اموال كأباطرة المخدرات والمومسات ولا يؤدون ضرائب وطرح المسألة، بالنسبة للمجتمع الغسباني هناك من صدم في الأمر وهناك من اعتبره حق، من الناحية الإقتصادية والقانونية، كل من يدخر عليه دفع ضرائب ربحه ومن ثم فالكثير من التشريعات لامست قضايا غير شرعية كالبوكر والقمار والرهان في اللوطو أو اللوتو حسب المشرق. في القرآن آيات أخرى تحث على الأداء، وطبعا الاداء هو المنح بمقابل، ويمكن بالتلطيف الديني أن يكون شرعيا كالمهر، قفزة الإنسان في الدين هو ان يختلف عن الحيوان، أن يؤدي شرائع لله، بالنسبة للحيوان هي غريزة طبيعية جدا، عند بعضهم تتحكم فيها غريزة الغاب والقوة، وعند آخرين هي التئام جنسي على أن الأمر لن ياخذ منا اكثر من لحظة تأمل: الزواج بالمهر هو عقد بيع وشراء بلكنة دينية لا هي تنفي الأداء ولا هي تنفي قيمته. في الإحراج كما حصل في شان تونس. تطرح تونس مدونة مدنية مبنية على تراضي الجنسين استنادا إلى كم من المعطيات، النظام التونسي تجرا أن يجتهد في الامر وفق معطيات عصرية، هناك امور كثيرة لم تعد سجينة لأنمطة ماضية، لم يعد الرجل وحده المنفق بل المرأة أيضا، أي أن ماكان شنيعا في تبرير المهر لم يعد قائما، بالتالي، هذه القناعة المرضية جدا، لم تكن مقنعة تماما لأن المرأة، ببساطة أثناء زواجها من رجل مسلم، في الماضي حتى، هي أيضا تقوم بأعمال خارقة، لم تكن في كل التاريخ امراة فقط للجنس ، بل امرأة تعد اعمال المنزل، بلغتنا المعاصرة، كانت تقوم بأعمال لها قيمة نفعية وهي كانت تعي بشكل حدسي أن دورها يكمن في ذلك لظروف فرضتها الطبيعة الذكورية لمجتمع ذكوره في حرب الغزوات، والحالة، في ما أن الذكور في حالة اقتتال كانت هي في حالة سلم ومسالمة بشكل يمكن أن نستخلص أن أصل البشر هو امرأة سلمية حاضنة في أصعب الظروف. بخصوص المهر، هذه الآية اعتبرت تشريعا له: وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين. هذه الآية أيضا غير مفهومة وانا هنا لا أعتمد قراءة فقهية، (يجب أن نخرج الفقهاء من معاصمهم في العنعنة). هذه الآية في الفقه اعتبرت نسخا لآية سابقة هي: "افما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة" إن النص القرآني هنا، في النص الاول يعالج مسألة الإغتصاب بتشريع العهر، يعني انه يحل بالمال ما لايؤخذ بالقوة حتى يكونوا غير مسافحين، هذا من واضح اللغة ولايهمني بعد أسباب النزول والعنعنة وما إلى ذلك من تأويلات شيوخ الإسلام، يجب أن نضع في أعيننا ان النص قابل لكل زمان وكل مكان وانه، باعتباره يساير التطور التاريخي، والله يعرف ذلك تماما، يجب أن ناخذ النصوص بالتعبيرات الحضرية وليس بالتعبيرات السلفية، إن النص يقترح بكل وضوح العهر مقابل الإغتصاب، أن تدفع المال مقابل أن تغتصب، إن النص الأول الناسخ مستأنس بالنص المنسوخ "آتوهن أجورهن". هذا الخطاب أولا ذكوري، فالآيتان معا تتجه خطابيا للذكور وتضع المراة موضع التشريعات القديمة: هي بالتحديد مامالكت أيمانكم سواء بالسبي أو بالمهر . يصف العريف في فيديو صاخب رومانتيكي يدل على قيمة غاية في الشبق أنه يمكننا أن نلتقي في الجنة بنسائنا، يمكن أن تلتقي بزوجتك، لقاؤك معها هو بمقدار سبعين سنة أرضية، لكن، بعد، تناديك وصيفة تجالسها بنفس القدر ثم وصيفات بشكل لا منتهى، كل ذلك مقابل ما تقدمه لله في دنياك. ألا يثير الأمر شكلا من العبث، على اعتبار أن دور المراة في الدنيا ليس فقط دور إمتاع بل هو اساسا دور استمرار النوع البشري ، أي أن الجنس في الدنيا له أهمية قصوى في استمرار النوع البشري، مثله مثل جميع الكائنات الحية، هذا الدور يفقد قيمته في الجنة، إذ يصبح عبثا، هل يعي شيوخ الإسلام ما يبشرون به؟ ما مصير زوجتك في الجنة، فقط سبعين سنة أرضية. الإسلام لا يختلف عن الرأسمالية في شيء وهنا يكمن إعجازه، الراسمالية تسلع الجنس والإسلام سلعه قبلا وفي الجنة مستقبلا: لكي تنعم بالحوريات ووصيفاتها عليك بالأداء دنيويا.
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزرو وحدها الشاهدة!
-
إضرابات -القفاز- بمناجم جبل عوام
-
عودة إلى أزمنة مهدي عامل الرائع
-
التجمع الوطني الكاتالاني
-
تحية خالصة للحوار المتمدن في ذكراه 16
-
الزفت وقانون تغريم الراجلين
-
إلى الجحيم من لا يتضامن مع فلسطين
-
هل يجب أن نستغل الإنسان كما نستغل البغال
-
فلسطين، المغرب ومهدي عامل
-
رجلين لحمامة، فين خدامة
-
أزوفري
-
مشكلة الحسيمة بالريف شمال المغربي .
-
الديموقراطية
-
الأمازيغية: قضية أم مسألة؟
-
جبل عوام: الثعلب لذي انتقل من مجرد عامل تقني إلى مالك راسمال
...
-
مرثية لروح والدي الطاهرة
-
جينيالوجيا الشيوعية (2)
-
شذرات أمازيغية: الأمازيغي و الهوية!
-
حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر
-
جينيالوجيا الشيوعية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|