أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - هأ .. هيء .. هأوو














المزيد.....

هأ .. هيء .. هأوو


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 17:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



كانت هذه الصيحات المبهمة هي بعض ما ورد في خطاب الزعيم الملهم، ومندوب الدول الإستعمارية على الأراضي المصرية لتبويرها وبيعها وتجريف ثرواتها والقضاء عليها قضاءا مبرما لا رجعة فيه.

وكعادة خطابات الزعيم اللوذعية، إمتلأ الخطاب بالتهديد والوعيد والإستعلاء بالإضافة إلى الأكاذيب والعبارات المضللة، فمن الذي يجرؤ على مراجعته، ومن الذي يملك الرد عليه إلا إذا كان سيغامر بمنصبه وأمانه وأمان أسرته وربما حياته.

حقيقة ذكرني هذا الخطاب بخطاب الرئيس السادات أمام البرلمان في سبتمر 1981 وذلك بعد أن أعمل في معارضي كامب ديفيد سجنا وقمعا وتنكيلا، وأغلق الصحف وزج بالعديد من الشخصيات اللامعة في العديد من المجالات في السجون، وهو يظن أن لن يقدر عليه أحد وأنه اصبح المالك الحصري للبلاد والعباد يفعل ما شاء له بدون أن يرد مشيئته أحد، فلم يمر أكثر من شهر على خطابه هذا ولاقى ربه وحسابه.

وإن كان السادات هو بطل الحرب والسلام، والذي أعاد الأرض ورفع رأس المصريين عاليا، وكان له الكثير من المآثر لدى المصريين، فلا أعرف كيف يكون الحال بالنسبة لرئيس باع الغالي والتفيس ولم يترك كبيرة ولا صغيرة في حق البلاد والعباد إلا وآتاها غير وجل حتى أن العسكريين ممن خدم تحت إدارتهم لم يكن لهم كرمة عنده ونكل بهم أيما تنكيل.

يقول لنا تسديد الديون أو رفع الأسعار، والحقيقة أننا لا نعرف حتى الأن أين ذهبت كل هذه المبالغ الضخمة التي إستدانها ولم نستفيد منها من قريب أو بعيد حتى نسددها، بل أن رفع الأسعار مرات عديدة لم يقلل من معدل الإستدانة ولم يقلل من عجز الموازنة الذي يزيد رغم كل شئ مؤكدا على عجز هذه الحكومة البائسة وفشل سياسات صندوق النقد الدولي التي يبدو أنها لا تهدف إلا إلى إفقار الشعوب ودعم الفاسدين والقضاء على الطبقة المتوسطة وترك الشعب عاريا من أي إنتاج من أي نوع.

إن إستعراض العضلات الذي جاء به الزعيم الملهم في خطابه، هو بمثابة تأكيد إضافي على عدم جدوى أي إنتخابات طالما كانت هذه هي العقلية التي تحكم البلاد، والتي لا تقبل بأي حال من الأحوال بمبدأ تداول السلطة، وتجعل من المنافسة على كرسي الرئاسة جريمة يجب أن يعاقب مقترفها ضاربة بالدستور والقانون عرض الحائط.

لقد وصل الأمر بهؤلاء إلى تكفير من يرشح نفسه في الإنتخابات ضد الزعيم الملهم، فلم يكتفي هذا الأخير بالإتجار بالوطنية حتى يتاجر أيضا بالأديان!!

إن التهديد والوعيد ربما يوغر الصدور بأكثر مما يفعل أي شيء أخر، وأنت لست "مصر" ولا أنت "الجيش" وهذا الجيش قوامه المجندين والذين هم طين الأرض وحتى لو خانهم التوفيق في يوم ما ولم يدركوا الخطأ من الصواب نتيجة عمليات غسيل الدماع المستمرة فعندما يجد الجد سيعرفون ويدركون ويفهمون وستبقى وحدك.

لا أعرف من هذا الذي علمك مفاهيم "الدولة" فيبدو أنه هو نفسه من علمك مفهوم "الشرف" ويبدو أنه يتحمل وحده هذا الخطأ الفادح في مفهومك لكليهما!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بلطجية الدولة إلى دولة البلطجة
- رئيس يتحدث العربية ويجيد الجمع والطرح
- الوطنيون الجدد
- ثلاثية الفشل والكذب والقمع
- المبنى الأيل للسقوط
- أرض الموت
- إعلام النظام
- بارانويا النظام المصري
- لم يعش ليقص القصّة
- ما وراء الفشل
- عندما يتحدث اللص عن الشرف
- مصر التي أصابها الجدب
- عهد والذكور العرب
- القوة والحق في عصر ترامب
- الصهاينة العرب
- زوجة رجل مهم
- عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب
- مسابقة قذف الوحل
- شعب الماسة
- تحشيش


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حنان محمد السعيد - هأ .. هيء .. هأوو