أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - راديو الحرة -يردح- ديمقراطية














المزيد.....

راديو الحرة -يردح- ديمقراطية


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    


من بين الكثير من اللحظات التي نمر بها، هنالك وقت لا بد من التوقف معه لكي ندونه، ونؤرخه على الورق الأبيض، ومن ثم نفضحه على أوراق الجرائد والمجلات.

بعض اللحظات فقط جديرة بأن ندونها، ونكتب عن حدث فيها أو عشق للحظات انتظار كما يعشق المتيم لحظات انتظار محبوبته.

إلا أن أكثر من ثلاث ساعات على حاجز عسكري إسرائيلي على طريق واد الباذان – نابلس جديرة أيضاً بأن ندونها كي تصبح جزء من ذاكرتنا، ونحن نضحك بسخرية وآلم، ونطل من شباك السيارة لنرى وجه إنسان أخر في السيارة المقابلة ينتظر، فنضطر أن نبتسم.

روبي التي شعرت بأنها تود التعبير عن اللاشيء، وهيفاء التي تثير شهوة الثمانيني، وأخرى فقست مؤخراً من إحدى الفضائيات السخيفة شعرت بأنها قفزت من المذياع وبدأت بالرقص في حضني، غير مبالية في ثورتي وضجري من الانتظار المقيت على الحاجز الإسرائيلي اللعين، أنتظر الجندي اللعين أيضاً كي يشير لنا بيده لنتقدم باتجاهه، ليقوم بسخافته المعتادة بتدقيق هويتي.

إذاعة " الحرة " المدعومة أمريكياً، ترقص وتغني، والمذيع السخيف يقطع صوت مومس تغني ليذكرنا بتردد هذه الإذاعة المومس أيضاً، وليذكرنا بأن : إذاعة الحرة ، إذاعة الحرية، وصوت الناطقين بالحرية والديمقراطية، فأضيف خلفه عبارة نسيها متعمداً " والناطقين بالدعارة الفكرية والسياسية".

يزداد ضجري من هذه الإذاعة لحظة تلو الأخرى، ويصر سائق السيارة العمومية التي نركبها بأن يبقى مؤشر التردد الهوائي للمذياع على هذه المحطة، فيزداد ضجري الديمقراطي أكثر، فأحاول أن أغفو فتأبى تلك المومس التي تشبه أم المذيع بالصفات السلوكية إلا أن تستمر"بالردح" فتسرق الإغفاءة من عيوني.

(بالمناسبة "الردح" كلمة فلسطينية تعني الصراخ المزعج، والصوت العالي المقلق والذي يصدر عن امرأة أثناء الشجار مع زوجها أو أولادها أو الجيران)

ثلاث ساعات من الضغط والكبت والإذلال وقمع الحرية على حاجز جنود الدولة اللقيطة الأكثر ديمقراطية في الشرق الأوسط حسب المعايير الأمريكية، وقناة الحرة "تردح" أكثر، وأبواق السيارات التي تحيط بي أيضاً "تردح".

وكل شيء بعد الساعات الثلاث بداخلي "يردح".


وأمريكا حين قَدِمت بجيشها الجرار وحلفاؤها، كانوا "يردحون" بالديمقراطية والتعددية، وحقوق الإنسان.

والشعب الفلسطيني الذي يتقن كل من حوله بتجريب العذاب فيه أيضاً كان ديمقراطياً في انتخاباته الأخيرة فقرر هو الآخر أن "يردح"، لكنه "يردح" بطريقة مختلفة عن الآخرين، فقد كان "يردح" آلماً وعذاباً وضيق نفس من هذا الحصار الإسرائيلي الديمقراطي جداً.

كل اللذين "ردحوا" سواء راديو الحرة، أو هيفاء وهبي، أو نانسي عجرم، وغيرهم، وجدوا من يسمعهم، لكن شعبي وأنا واحد من أبنائه "ردحنا" "ونردح" يومياً على الحواجز الإسرائيلية الديمقراطية، لم نجد من يسمعنا.

أما قناة الحرة سواء الفضائية أو الإذاعية بكل مومساتها "وردحها" عن التحول الديمقراطي، والحرية، وحقوق الإنسان، وصوت نانسي وهيفاء، تجد دوماً من يترنح صخباً، ونفاقاً، ودجلاً، وخيانةً، وطرباً، على "الردح" الجميل.

إذاً "فلتردح" الحرة، الطريق الجديد للاستعمار الديمقراطي جداً، على الحاجز الديمقراطي.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنودٌ حمر ... ديمقراطيون فلسطينيون
- قراءة في قصة - لوحةٌ وبزّة متّسخة- للأديبة الفلسطينية انشراح ...
- الاغتيال الأخير لمنظمة التحرير
- ظِلالُ الغُرُبَة ...
- قُبلة العام الجديد
- رحاب ضاهر في -أسود فاجر- : المكان في هذا العصر ضيق، لا يتسع ...
- التكفير والتخوين في مواجهة الديمقراطية بالعالم العربي
- مسرح الجريمة في لبنان ... العرض مستمر
- أَدوار ... - قصة قصيرة جداً
- جُزء مِنَ وَقتِكَ فَقَطْ - قصة
- حوار أدبي ...مع الأديب الفلسطيني -مهند صلاحات-
- لماذا لا يثقُ العالمُ فينا ؟
- أربعُ برقياتٍ ثائرةَ لنساءِ مدينتي ... لإعلانِ الثورة
- لماذا تموت غريب
- مقهى الغرباء
- ليست مرثية على القبر - شعر
- والنساء أيضاً... برعاية برنامج محاربة الإرهاب
- ليست مرثية على القبر
- مدفع الإفطار
- وردٌ على النافذة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند صلاحات - راديو الحرة -يردح- ديمقراطية