أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - أكراد – أخوتي بالرضاعة















المزيد.....


أكراد – أخوتي بالرضاعة


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


أول ما تعرفت على عباس بيضون قال لي: (إن لم تكن كردياً ولا تركمانياً ولست من السلمية، إذن أنت شاعر سوري... حاف!؟)
---------------
في (ديار بكر) حاروا بأمري، سألوني عن عبد الله أوجلان، أجبت: أعرف عنه بعض ما تناقلته الصحف من أخبار! فسألوني، عن رمضان البوطي، فأجبت أيضاً: لا أستمع لبرامجه ولم أقرأ أيّاً من كتبه!؟ وعندما وقف أحدهم وقال لمحمد أبي سمرا ويوسف بزي وفرج بيرقدار، إن ما سمعه في ندوتهم يخالف ما قالته له أمه يوماُ: (أعداء الكردي يا ابني ثلاثة، العربي والتركي والإيراني!) عمدت أن ألتقيه بعد انتهاء الندوة لأقول له: (يا صديقي، أعداؤك الثلاثة هؤلاء هم أخوتك الثلاثة! أما لماذا أخفت عليك أمك حقيقة كهذه، أنا أقول لك، لأن أخوتك العربي والتركي والإيراني ليسوا من بطنها، بل من بطون أمهات أخر، لغات أخرى!!
تستطيع أن تفهم أن بشار عيسى وعمر حمدي وبهرم حاجو (سبهان آدم وأحمد برهو ليسا كرديين، وطوال الوقت كنت أظنهما كذلك) ومحمود حسو ونهاد الترك وحسكو حسكو ونديم آدو وعبد الكريم مجدل بيك وعمران يونس وناصر ابراهيم ... رسامون أكراد.. لماذا لا!؟ الرسم لغة عين، رغم أنك لا تستطيع أن تأخذ صورة للفن التشكيلي السوري المعاصر منذ السبعينات لليوم، دون أن تضعهم قريباُ من الوسط وقريباً من المقدمة، ويقول نزار صابور إنهم قريباً سيحتلونها. ولكن ماذا عن حامد بدرخان، سليم بركات، شيخموس علي، ابراهيم يوسف، محمد عفيف الحسيني، لقمان دريكي، الأخوان حسين وعارف حمزة، طه خليل، (عمر قدور ليس كردياً أيضاً!) لقمان محمود، ابراهيم حسو، مها بكر، وصلاح داود، وحسين حبش، ورفعت شيخو، ومحمد رشو، ودلدار فلمز، وسلام أحمد، وأحمد حيدر، عبدالرحمن عفيف، فتح الله الحسيني، ومروان علي، واسماعيل كوسة، وطلال ديركي (هل يحتمل الشعر السوري شاعرين من آل الديركي أحدهما لقمان !؟) ... وآخرين كثيرين، دونكم أمثالهم العراقيين، كيف نستطيع أن نقول عنهم إنهم شعراء أكرد، وهم حقاً شعراء أكراد، ولكنهم يكتبون أشعارهم باللغة العربية. وهذا لا يشابه، إذا أردنا المقارنة، حالة الأمريكيين والأستراليين عندما يكتبون باللغة الإنكليزية، ذلك أن الأمريكيين والأستراليين هؤلاء قد اتفقوا أن تكون الانكليزية لغتهم الوطنية، وليس لديهم اليوم سواها، وكذلك الكولومبيين والتشيليين والأرجنتينيين والفنزويليين إذا كتبوا بالإسبانية. ولكن للأكراد لغة ذات أرث، ذات ماضٍ وذات حاضر، وجميع من ذكرت، أحسب، يغني بها.
أ تعلمون ماذا تعني جملة: (يكتبون أشعارهم باللغة العربية)؟ أ تعلمون ماذا تعني كلمة: (أشعارهم)؟ تعني أنهم يحبون ويهجرون، يتسلطنون ويتضرعون، يضحكون ويبكون، يأملون وييأسون، ينتصرون انتصارات الشعراء الصغيرة وينهزمون انهزامات الشعراء الكبيرة، يتألمون ويشفون، إذا كان في الشعر رشفة شفاء، وينامون حتى الساعة الثانية ظهراً لأنهم سهروا حتى الساعة السادسة صباحاً، ولا أحد يدري بماذا راحوا يحلمون... باللغة العربية.

لا أحاول أن أبني على واقعة سحرية كهذه، فكرة ما تتجاذبها سياسة أو عصبية أو تفاخر، من أي نوع. ولكني أنتهز فرصة نشر هذه الحلقة من: (دعوة عامة لشخص واحد) التي كتبتها بالمشاركة مع قصائدهم، على النحو الذي ذكرت بالحلقتين السابقين، لأقدمها لهولاء الشعراء، أخوتي، الذين رضعوا من حليب أمي، الأبيض، الحلو، الدسم. فأحبوه وأدمنوه. ولكنه، بالمقابل، لم ينسهم طعم حليب إمهاتهم، ليس لأم كخالدية أن تشد بالطفل من ذراعه، لـتأخذه لنفسها، دون أن يهمها ألمه وصراخه. طوال حياتها معي، أنا ابنها في الحليب والدم، لم تفعل مرة شيئاً كهذا.

إليهم، احتفاء بهم بيننا، احتفاء بجمالهم وروعتهم، احتفاء بالمعنى الذي يعطونه لحياتنا، حياتنا معاً، كما في الماضي، كما الآن، وكما يجب دائماً، في القادم من الأيام..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ذئابُ غيابِها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( حسين بن حمزة )
*
بحُجَّةِ أنَّهُ أقلُّ من أن يُهدى
لم تُهدِ كتابَكَ
لأحد .
/
وبحُجَّةِ أنَّهُ يكفيكَ
من المُدُنِ
نظرةٌ إلى القطار
ومن اللَّه
منديلٌ تُركَ سهواً
على الطّاولة .
/
كَلَحَت قُمصانُكَ في الأدراج
وصارَ للكُتُبِ والفناجين
سحنةُ الغُبار
ولا رُوحَ لديكَ
لتُبدّلَ
ماءَ المزهريّة .
/
لكنَّكَ قبلَ النّوم
تجدُ
ما يكفي منَ الوقت
لتُطعمَ حملانَ عُزلتِكَ
لذئابِ
غيابِها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- الحقيقةُ عُذرٌ باهت... دائماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لُقمان ديركي)
*
أيُّ عُذرٍ تلتقطُه لغيابك
وعَليها القُبولُ بهِ
بأَنّ هُناكَ مَن يقتُلُكَ كُلَّ مرَّةٍ
قبلَ أن تصل .
/
أو أن تعِدَها في اليومِ التالي
بأنَّكَ ستأتي ستأتي لا محالة
ولا تأتي
لأنَّكَ ببساطة
أحببتَها .
/
ولأنَّ الحقيقةَ عُذرٌ باهتٌ دائماً
فإنَّ أحداً لن يستطيعَ أن يلومَكَ
إن كان الحُبُّ هُو ما
يُؤخِّرُكَ عنِ الحُب .
/
أو أنَّ أُعجوبةً أفلتت منكَ بأُعجوبة
فلا تدري كيفَ خُطواتٌ محَت
خُطواتِك
مع أنّك آخِرُ القَادمين ‍‍! ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- حَياةٌ مَكشوفَةٌ للقَنص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عارف حَمزة)
*
مُثيرون للشفقَة
على مقاعد القطاراتِ وفي
غرف استقبال الفَنادق
عُيونُهُم الهاربة
تحتفظُ بِآخِرِ نَظرَةِ هَلَع .
/
كقطيعٍ يائِس مكشوفٍ للقنص .
/
دماؤُهُم ليسَ بِها أسماء
حياتُهم ولت الأدبار
مع آخرين.
/
بهائمٌ نادِمة
تجترُّ القطيعة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- مع مَن تقتسِمُ الهواء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صلاح داود)
*
أربعونَ سَهماً
أصابت غيومَكَ العذِبة
فهطلتَ وبلّلتَ البحر .
/
كتبتَ كلاماً هارِباً باتِّجاهِ اِمرأةٍ هارِبة
ثُمَّ أوصيتها بِوضعِ أصدافِكَ
فوقَ السرير
لأنَكَ ستعود ... ستعود
كقمرٍ نازِفٍ يُلوِّثُ ليلَها
بفُروضِ الشغف .
/
إذا بقيتَ وحيداً ونَقيّاً
مع من
تقتسِمُ الهواء ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- يدٌ غائبةٌ بينَ كُلِّ يدٍ على يد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(حسين حبش)
*
كيفَ بِمقدورِنا أن ننظُرَ إليكَ
أبداً كوليمة
ولستَ إلاّ يداً غائبة
بينَ كُلِّ يدٍ على يد.
/
تمتدِحُ الماءَ والهواءَ والنار
غاضاً النظرَ عنِ التراب
ذلكَ لأنَّك تُحسِنُ الظنَّ
بالشعراء.
/
ففي قصائد
تكتُبها لفتياتٍ تبدأُ أسماؤهُنَّ بِحرفِ
الهاءِ لا غير، تقولُ :
(إنَّ المساءَ حزينٌ
ويلبَسُ ثِيابَ الحِداد)
لمجرّدِ أنَّهُ يأتي مُعتِماً.
/
وهكذا بعدَ استنكارِنا قُبولَك
دعوةَ سليم بركات المُبطّنة
أن نُسامِحَكَ على شِعرِكِ
نقبلُ بدورِنا أن نُسامِحَكَ
على
تسامُحِكَ معَ كُلِّ شيء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- أينما ذهبت... يعدِّدون مساوئك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(طه خليل)
*
أينما ذهبتَ... يعدِّدون مساوئَكَ
أنتَ من مزَّق تذاكرَ الركاب النائمين بجواره
ووزَّعَ أوطانَه الوهميةَ على الجميع.
/
أينما ذهبت
تعلق صورتها فوق زرِّ الكهرباء
تلك التي بكلِّ وضوح
لن تقصَّ ضفيرتها لغيابك
ولن تنذرَ صوماً لعودتك.
/
بعد أن خلعتَ آخرَ ما ألبستكَ إيّاه أمك
من ثيابِ أخواتِك الخَمس
لم تبقِ عذراً للموت كي يُخطئَك.
/
أينما ذهبتَ
تبكي عليكَ التماثيل
في هزيعِ الليل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7-الموتُ ليس ماءً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(محمد رشّو)
*
المرضُ يُفرِح
يَخافونَ عليك منَ الحُمَّى
وعلى أُخوتِكَ منَ العَدوى
فيهبطون بكَ إلى المدينة
...
السَّفرُ يَشفي .
/
تَبرُدُ وتَخفُّ ثم تطفو
كألَمٍ يَزول .
/
رجال يقفون بالطابور
ينتظرون دورهم
أمام المبولة
سعادتهم أن يتبولوا
على كرات النفتالين .
/
تطلبُ موتاً بارداً
الموتُ ليس ماءً
يا حسن .
ـــــــــــ
نشرت في العدد الخامس من ( بقعة ضوء) بقصيدة مختلفة لمحمد رشو



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد رعدون.. كنت وما زلت وستبقى.
- جناية أدونيس
- أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟
- سلالات الغزاة
- ردود وتعليقات على رسالة تعزية /11/ مثقفاً سورياً لغسان تويني ...
- رسالة إلى غسان تويني: ليس لنهر الحرية أن يجف
- الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل
- رجل أقوال: (أنام كالشعراء وألتقط الوقت)!؟
- محمد دريوس:( عندما يكون الشاعر حقيقة لا تحتاج لبرهان)؟
- سوريا في خطر ( 2 من 2) بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين ا ...
- ملف : سوريا في خطر ( 1 من 2)!؟
- السؤال الأعمى : لماذا لم يساعدوه!؟
- آتية من المرارات : هالا محمد من ( ليس للروح ذاكرة ) إلى ( هذ ...
- كمطعون يكتب اسم قاتله بدمه
- السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية ( الأبدية ) !!!ـ
- بيت البلِّة ( 3 من 3 ) ـ
- بالإذن من أخي اللبناني: مزارع شبعا سورية
- بيت البلِّة ( 2 من 3 ) ـ
- بيت البلِّة ( 1 من 2 ) ـ
- أنا منذر مصري لأنَّي لستُ شخصاً آخر


المزيد.....




- القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 79
- فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
- -آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
- سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو ...
- من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - أكراد – أخوتي بالرضاعة